وائـــل نعمـــةربما يعني شهر آذار لشعوب كثيرة شهراً كأي شهر آخر،تصطف فيه الكلمات والأرقام،وربما يكون عيد ميلاد احدنا. أن الجميع يولدون و يموتون في وقت ما فمن الطبيعي أن يكون شهر آذار بأيامه الثلاثين (شهراً مميزاً لأحدهم)، ولكن وفي زمان ما ؛ تعني البقعة والزمن بالنسبة لنا في العراق وفي شهر آذار بالتحديد الكثير، حيث يحتفل الشعب العراقي بكل مكوناته  الكردية والعربية
  ومعه شعوب الشرق ومنذ مئات السنين بيوم نوروز الذي يعني الحرية والفرح والتجدد،واسمه يدل على الحب، والحرية. تشير المصادر التاريخية الى ان الشعب الكردي والشعوب الإيرانية، والبابليين والآشوريين، وشعوب شمال القارة الهندية، و شعوب جمهوريات آسيا الوسطى يحتفلون ومنذ آلاف السنين به، كما يحتفل به المصريون المسلمون فيسمونه عيــد شم النسيم، أما المصريون المسيحيون فيحتفلون به في الثاني عشر من آذار باعتباره عيدا دينيا له طقوسه الخاصة، وقد اعتبر خلفاء بني العباس يوم الاحتفال بعيد نوروز يوم عطلة رسمية ويعبر عن الفرح بالحرية التي ظفرت بها شعوب الشرق لانتصار كاوا الحداد على الظلم الممثل ب"أزدهاك".مظاهر الاحتفال عبر التاريخان مظاهر الاحتفاء بنوروز الذي يتزامن مجيئه مع اطلالة الربيع كانت من التقاليد الراسخة والاصيلة عند اهل الشرق لا سيما الآريين. وفي مقدمتهم شعبنا الكردي، فالاحتفاء بنوروز كان معروفاً وشائعاً لدى الكرد في عهد الميديين. اما بخصوص اشكال تلك الطقوس والاحتفالات التي  دئب على إحيائها منذ القدم فهي كثيرة ومتنوعة منها ايقاد النيران على القمم الجبلية والروابي والقصد منها اعلام اهل القرى والارياف النائية بمقدم عيد نوروز في صبيحة اليوم التالي، واعتاد الرجال والنساء والاطفال في عهد الميديين على رش الماء فيما بينهم للتدليل على اعتدال الجو وكسر شوكة الشتاء فيما كانت نار نوروز المشتعلة في اخر امسية من امسيات الشتاء مؤشرا على كونها اخر نار تضرم في نهاية ذلك الفصل البارد الذي ولى بمجيء الربيع الزاهي.عبدالوهاب حسن مدرس تاريخ يقول: غدت عادة الرش بالماء وايقاد النيران في عهد الميديين من التقاليد المألوفة لاحقا، حتى في العصر الاسلامي. ومن الجدير بالذكر ان كلمة نوروز الواردة عند العرب بشكل (النيروز) تعد من المصطلحات الذائعة في الشعر والادب العربيين والاحتفال بهذه المناسبة يتم بمظاهر ارتداء الالبسة الجميلة والتزين بالحلي ومظاهر الزينة المتيسرة بالنسبة للنساء وتذوق اطايب الطعام واطلاق طيور الباز البيضاء في الفضاء من قبل الحكام والامراء، كون اللون الابيض دليلا على الصفاء والنقاء ولذا ففي صبيحة هذا العيد يتناول الجميع الحليب ومشتقاته وكذلك السباحة والاستحمام في مياه الانهر والبحيرات والسفر والتنزه في احضان الطبيعة الخلابة بين الجبال والوديان والمروج والبساتين. وبقيت هذه المظاهر في مقدمة العادات والطقوس المحببة التي دأب اسلافنا على ممارستها في (نوروز) واستقبال الربيع وعامهم الجديد بها.سيروان سعيد يقول: أن الاوضاع الامنية الصعبة التي كنا  نمر بها في  العراق قد قلصت بعض الشيء من تلك الاحتفالات بسبب العصابات الاجرامية واباطرة القتل والذين ضيقوا الخناق على هذه الاحتفالات و التي كانت تعم البيوت والحقول والجبال والسهول وكنا دائما نتطلع ونأمل في ان تعود تلك الايام وقد تحققت فعاد  للاحتفال بهاؤه وعاد للوطن امنه واستقراره.التدريسي في كلية الاداب احمد ابراهيم يقول: في شهر آذار من كل عام تتفتح ازهار الربيع وتبتهج الدنيا بأسرها لقدوم هذا الشهر بمباهجه وخيره تعم على جميع الشعوب والبشرية، وتشع شمسه الدافئة على شعوب المنطقة، ويستبشر الناس بقدومه الخير، وبمسحة من التفاؤل والأمل والحب والحنان. وتختلف عادات وتقاليد الاحتفالات باعياد نوروز بين محافظات العراق جميعاً حسب ما تعود عليه عبر سنين طوال مضت، حتى ان البعض يطلق على اعياد نوروز بعيد الشجرة،ففي مناطق الوسط والجنوب يحتفل العراقيون باعياد نوروز او اعياد راس السنة الشمسية بالخروج الى الحدائق والتمتع بالازهار والخضرة اعتقادا منهم ببدء فصل الربيع،والبعض الاخر متمسك بعادته بان السنة الشمسية يجب ان تدخل على شيء مهم او ملفت قد حدث خلال السنة. rnتقاليد نوروز كما تتميز اعياد نوروز في محافظات الوسط والجنوب بالنسبة للعائلة العراقية بكثرة الطبخ وتعدد الاصناف وشراء الحلويات والفواكه وايقاد الشموع.الحاج مهدي علي 65عاما تحدث لنا عن العادات القديمة التي كان يتبعها الناس في اعياد نوروز قائلا " في الايام السابقة كانت الظروف المعيشية بسيطة وكان اهلنا يضعون لنا حبات الشعير او الحنطة في جيوبنا او يضعون لنا الحنة او قطعة خبز صغيرة، يقول الناس ان هذه السنة مرت علينا بخير ونستقبل السنة القادمة بالخير والفرح."اما السيدة ام بشار فقد تحدثت عن تقاليد العائلة العراقية باعياد نوروز قائلة" نحضر الصينية ونضع فيها لكل فرد من العائلة بيضتين وكذلك السمسم والسكر والسبيناغ والسلق والسمك والسندي،ساهون  "سبع   سينات ".  اي كل المواد تبدأ بالحرف السين،كما يتم وضع الشموع والفواكه وتدور عليها السنة.اما في مناطق اقليم كردستان فلاع