TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "وجــــه" الـعـمــــارة الآخـــــر

"وجــــه" الـعـمــــارة الآخـــــر

نشر في: 21 مارس, 2010: 05:53 م

(2-2)  خالد السلطانيمعمار وأكاديميrnقد تكون هذه المعلومة جديدة نوعا ما في الخطاب المعرفي المعاصر، لكن ممارسة تضمين "الوجه" طاقة "الفعل" المعماري، كتمثيل لوجه العمارة الاخر، نراها حاضرة ايضا في احد أجمل المعابد الاغريقية ومن أقدمها وهو معبد "اريخثيوم" Erechtheum  في اكروبولس اثينا الشهير. وطالما نحن في بلاد الاغريق، فسنتوقع اصنافاً من اوجه العمارة الاخرى
يتعين رؤية أبي الهول ليس كمنحوتة منفردة، وانما ادراكه كمفردة في مجمع معماري، او بالاحرى ضمن مكونات لـ "انسامبل"  Ensemble تخطيطي، تشمل ايضاً مباني الاهرامات الواقعة خلفه. ولهذا فان "عمارته" تستمد اهميتها من خصوصية ذلك المجمع الذي عدّ من اوائل المجمعات المعمارية في الزمن القديم. من هنا فان تحولات صيغة الوجه المنحوت الى نوع من الفعالية المعمارية تعزز من مصداقية ما ذهب اليه "بيتر ايزينمان"؛ من ان النشاط المعماري اليوم، يتعين ادراكه بمعزل عن حضور "الوظيفة" الصريح. وقد تكون هذه المعلومة جديدة نوعا ما في الخطاب المعرفي المعاصر، لكن ممارسة تضمين "الوجه" طاقة "الفعل" المعماري، كتمثيل لوجه العمارة الاخر، نراها حاضرة ايضا في احد أجمل المعابد الاغريقية ومن أقدمها وهو معبد "اريخثيوم" Erechtheum  في اكروبولس اثينا الشهير. وطالما نحن في بلاد الاغريق، فسنتوقع اصنافاً من اوجه العمارة الاخرى. وهذه الاصناف رغم تنوعها فانها تظل مسكونة بالاساطير؛ هي التى، كما هو معروف، مثلـّت "الخبز" اليومي في حياة وافكار اليوناني القديم. نحن اذن، في لجة من ظاهرة ارجاع كل منجز ثقافي وحتى معرفي لاسطورة ما. احيانا تبدو تلك الاسطورة ممتعة، واخرى غريبة، وثالثة تبدو مخيفة، لكنها جميعها تستمد احداث حكاياتها من خزين الفكر الميتافيزيقي. ومعبد "اريخثيوم"، الذي نتكلم عنه لا يحيد عن ذلك. وإختيارنا، بالطبع،  لهذا المعبد تحديداً، ليس من باب الصدفة، ففيه "تتجسد" احد اجمل الامثلة المعمارية التى يتحول "الوجه" البشري، بل الجسم البشري كاملا، الى احد عناصر التكوين التصميمي للمنتج المعماري. نحن بالطبع نشير الى شرفة "الكارياتيد"  Caryatid الرائعة والاستثنائية في جمالها ، الواقعة في طرف الواجهة الجنوبية للمعبد الاغريقي؛ الذي يعود تاريخه الى 421-406 ق.م. والواقع على هضبة الاكروبولس، شمال معبد "البارثيون" – فخر العمارة الاغريقية، واحد ذخائر العمارة العالمية.ترجع الاسطورة سبب بناء المعبد الى الرغبة بتخليد ذكرى الملك الاسطوري الاغريقي القديم "اريخثيوس"، (ويقال ان اسم المعبد مشتق من اسم  هذا الملك القديم).  كما ان المعبد مكرس ايضا الى إلاهة " اثينا"، ربة الحكمة والقوة وانيسة الالهة والابطال، والى " بوسيدون" Poseidon– إله البحر والزلازل والعواصف وحامي صيادي السمك. وينهض المعبد على موقع تحدده الاسطورة ايضاً في ذات مكان واقعة الجدل الحاد، الذي جرى بين "اثينا" و"بوسيدون" ونقاشهما حول من هو الأولَى والأحق بالحماية والسيطرة على تلك المدينة الواقعة على سفح الاكروبولس. حينها ضرب بوسيدون برمحه ثلاثي الاسنان صخرة بجواره، وانفجر على اثرها نبع لماء مالح، كناية عن بحر؛ ورمت اثينا رمحها هي الاخرى لتنبت في موضع وقوعه شجرة الزيتون المباركة، عندها اقرّ الجميع بانتصار اثينا في ذلك الجدل الصاخب، ما افضى الى تسمية المدينة المتنازع عليها باسم <اثينا>؛ التى باتت إلاهة اثينا مذاك، راعيتها المبجلة، وحاميتها الامينة. ينبني تكوين معبد "اريخثيوم" على اللاتماثلية، وهي حالة تعد استثنائية في التقاليد المعمارية الاغريقية القديمة؛ فهو من جهة مشيد على ارضية ذات مناسيب مختلفة، ومن جهة اخرى فان معالجات واجهاته الاربع تختلف الواحدة عن الاخرى. ورغم ابعاده المتواضعة التى تقدر بـ 23.5× 11.6 مترا، فان المبنى المنطوي على تعقيد تكويني، بمقدوره ان يعارض بساطة "السهل الممتنع" لمبنى البارثنون الواقع على مقربة منه، وان يعادله كتلوياً. ويرجع البعض بواعث هذا التعقيد الى تعدد الوظائف المختلفة التى يؤديها المعبد. فالقسم الشرقي المنطوي على مدخل برواق معمد "بورتيكو" Portico ، مخصص الى إلاهة " اثينا" ، في حين يشغل معبد " بوسيدون" طرف الجزء الشمالي منه وهو ايضا مزود بـ "بورتكيو" يتكون من ستة اعمدة ذات طراز ايوني، اربعة في الامام واثنان على الجانبين. وهنا يمكن مشاهدة "بئر" الماء المالح. اما "زيتونة" اثينا المباركة، فانها تنبت في الفناء الملاصق للواجهة الغربية. لكن الشرفةPorch   الثالثة والاشهر في معبد "اريخثيوم"، بالطبع، هي الشرفة التى "تبرز" من جدار الواجهة الجنوبية الرخامية الصماء عند طرف الزاوية القريبة من الواجهة الغربية. انها شرفة " الكارياتيد" Caryatid  التى يتحول ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram