متابعة اخبارية:لم تحظ اغلب القمم العربية برأي عام متفائل ازاء نتائجها وتأثير قراراتها على المشهد العربي المضطرب، ربما لاسباب منها انخراط القوى العربية المهمة في لعبة المحاور، ما يجعل مهمة التوافق عسيرة، يتم تجاوزها ببيان ختامي يعج بالانشاء والصياغات الهلامية.غير ان القمة العربية المرتقبة في ليبيا، تختلف كثيرا عن سابقاتها، أذ لا يشعر الجميع بالاحباط، وحسب، بل ان التوقعات ترجح قمة عربية مثيرة للجدل، في الاقل، بسبب الرئاسة الليبية لها، وما قد يفعله الرئيس معمر القذافي من مفاجآت.القمة المقبلة لن يخرج الاعلام منها سوى بمراقبة حركات واحاديث الرئيس لتتحول، لاحقا،
 الى مادة فكاهية، تارة، او تكون نواة خلاف عربي جديد، تارة اخرى، كما هي عادة أفعال واقوال رئيس ليبيا.في هذه الاجواء، تبقى اثارة الجدل من الامور المحببة الى الزعيم الليبي، فهو الموهوب في اطلاق بعض المفاجآت، بين حين وآخر، تحقق الهدف المطلوب في جذب وسائل الاعلام، مرئية كانت ام مكتوبة. وفي النهاية لا يحظى هذا الملف العربي الساخن او ذاك، بأي حل منطقي.ففي الوقت الذي وجه دعوات الحضور الى القمة للرؤساء العرب، كان القذافي اطلق مفاجأئتين يستغرب المراقبون العرب من جدواهما وفائدتهما للقضايا العربية؛ فما ان انتهى من دعوة الجهاد ضد سويسرا، اطلق دعابة سياسية من طراز خاص ودعا النيجيريين الى تقسيم بلادهم الى دولتين؛ مسيحية ومسلمة.وزارة الخارجية النيجيرية اصدرت بيانا اعتبرت فيه تصريحات الزعيم الليبي هذه بانها 'غير مسؤولة'، وتدخل في الشؤون الداخلية النيجيرية، وقالت انها أستدعت سفير طرابلس من اجل التشاور.ومع انشغال القذافي بحلوله "السحرية" لقضايا العالم، لا تبدو امور القمة العربية على ما يرام. فالحكومة الليبية "منزعجة" من غياب محتمل لقادة عرب. فالصورة المتوقعة هي: الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان يتغيب عن القمة استنادا الى احتجاج "سياسي" على اختفاء رجل الدين موسى الصدر واتهام القذافي بقضيته. الرئيس المصري حسني مبارك بعد العملية الجراحية التي اجراها في ألمانيا لا يبدو مؤهلا لحضور القمة. الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واثر خلافات ليبية يمنية على خلفية اتهام صنعاء لطرابلس بدعم الحوثيين لا يبدو مرجحا حضوره ايضا. اما السلطان قابوس بن سعيد، والعاهلان: السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز, والمغربي الملك محمد السادس لن يحضرا بحسب مصادر صحافية في دولهم. ورغم اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عزمه الحضور