TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :نوروز.. عطر الزهور

كلام ابيض :نوروز.. عطر الزهور

نشر في: 21 مارس, 2010: 06:20 م

كريم محمد حسين نوروز هو يوم جديد، وخلع عباءة عام منصرم بكل ماحمله من انجازات وأمانٍ تحققت، اولم تتحقق، وهذه الايام النوروزية احتفل بها الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة، ومنذ فترات طويلة يحتفل هذا الشعب بكل اطيافه بهذه المناسبة الخضراء، كونها تأتي في فصل الربيع، والربيع هو بداية حياة وتجدد لكل الكائنات.
انتشرت المساحات الخضرعلى جنبات الطرق، وأزهرت الاشجار والعبق يجوب الأجواء ليضفي بهجة واستمتاعا ومعنى حقيقيا للحب لايغادر ذاكرة المرء، وينعشها لعام جديد مليء بالامنيات، في هذا اليوم ابتهج واحتفل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، وكل حسب طريقته وماتضفيه عليه بيئته وتقاليده، لكنهم جميعا احتفلوا وزينوا ايامهم بالورود والتطلع الى ايام ستحمل خيرا وفيرا، لأن هذا جاء متزامنا مع عرس ديمقراطي وملحمة انتخابية اذهلت العالم بقوانينها الفريدة من نوعها، وجاءت هاتان المناسبتان متزامنتين في خضم التغيير وقبر الدكتاتورية التي احرقت الاخضر واليابس الى الابد، ففي الامس اعلنت الاصابع البنفسجية قيامها لتعلن وقوفها بوجه البغض والتطرف والدسائس، لتقول ها أنذا اليوم لا انحني وسأفوت فرص الشياطين، كل الشياطين، واليوم تعلن الزهور  والخضرة عطرهاعلى الطبيعة والمكان، ليتوشح الوطن بوشاح اخضر ونضارة لاتضاهيها نضارة، ففي اقليم كردستان انطلقت الفعاليات والكرنفالات والانشطة المصحوبة بالدبكات والنيران المشتعلة على القمم الشماء، اما الوديان فهي تعج بالفرح والغبطة والتمتع بأطايب المأكولات وما تجود به طبيعة اقليم كردستان وناسه الطيبون الكرماء، اما في الجنوب والوسط فقد احتفل الاهالي بطريقتهم ومايحملون من موروث لهذه الايام، كما جاء متزامنا ايضا مع عيد الخليقة للصابئة المندائيين في وسط وجنوب العراق، فأضاف معنى آخر من معاني الحب والوئام والتداخل الجميل بين هذا الشعب، الذي يصر يوميا على انتزاع الفرح من المعاناة والضيم الذي لحق بكل مكوناته منذ عقود خلت، وهاهو اليوم يزحف بهذه الخطى الواثقة ليفرش مساحة الوطن بالحب وينتصر على كل الاحزان. ويبرهن للقاصي والداني بأنه يتطلع للحياة ويتمسك بلحمته ومكوناته، ويثبت للنفوس المريضة بأن هذا العيد ليس للاكراد فقط بل هم الاكراد ارادوه عيدا للوطن ورمزا للتجدد وانتصارا للاحلام التي هي اليوم اصبحت احلاما وردية وحقيقة ساطعة لايؤثر بها غمام اسود لايلبث ان يزول، فهنيئا لكل العراق هذا العيد المتزامن مرة اخرى مع عيد الام المبجل لكل كائن خرج لهذه الدنيا من هذه المعطاء، التي نذرت وتنذر نفسها يوميا لابنائها وتلف العالم بواسع حبها وعطفها وحنوها الذي لايعوض، فكل الحب والانصياع لك يا امنا في كل مكان وزمان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram