محمود النمر احتفى ملتقى الخميس الابداعي في اتحاد الادباء بالشاعر موفق محمد الشاعر موفق محمد كان ضيف ملتقى الخميس الابداعي للحديث عن تجربته الابداعية خلال مايقارب من ثلاثة عقود، ادار الجلسة الشاعر عدنان الفضلي قائلا: نحتفي اليوم بقامة من قامات الشعر العراقي الحديث، الذي وفق في مزج القصيدة وجعلها تعكس الالام والمعاناة والوجع والفجيعة،
وادان الدكتاتورية والارهاب، وهو الذي منح حبيبته الحلة صفة اخرى من الغزل وسماه (غزل حلي) وكان هذا الغزل خليطا من مكونات هذه المدينة العريقة التي تحتضن اقدم حضارة في التاريخ الانساني، تغزل بالنهر والتراب والازقة والشخوص المهمشين، الذي يمسح عن وجوههم الحزن ويحرق اوجاعههم المميتة، مستعينا بقدرة الشعر والكلمات. ثم تحدث الناقد د. مالك الطلبي عن تجربة الشاعر مشيراً الى اننا نحتاج الى عدة جلسات للحديث عن شعر موفق محمد ،ولكن هذه الحداثة التي نفت الشكل ونفت الموضوع ونفت المحتوى ،لتأكيد المحتوى حين نفته الحداثة اعطته قيمة كبرى ،ولكن المشكلة التي صادفتنا في نظام دكتاتوراً مستبد ،انه عدنا من جديد بين موضوع الخير وموضوع الشر وهذه مشكلة ،يعني حينما يتكلم شاعر على دكتاتور ،يعني يمدحه مهما يقول ذلك الشاعر نحن نرفضه ،فاذن رجعنا الى معيار الموضوع وهذه مفارقة في تاريخ النقد ،لااستمع الى شاعر يمجد دكتاتور مهما كان لااستمع الى شاعر يمجد الدم او يمجد الشر ،عدنا الى المعيار الاخلاقي واعود فاقول ان موفق هو مزدوج من الصعب ،اي ازدواجية صعبة ،رجل يتصدى الى جسر والى دار والى سلم والى صراع نعيشه ويطلق فينا هذا الاستنزاف الهائل من هذه المفردات عادة لنا ،هذا هو قوام شعر موفق .بعدها تكلم الاعلامي ستار الحسيني مشيرا الى ان الحلة تقف حسبما شاهدت باجلال واكبار لمبدعها الشاعر موفق محمد وهذه الوقفة لم تكن حصرا على المثقفين والادباء بل تعدى ذلك الى بائع الخضار سامي المعيدي واغلب الرموز الشعبية في المدينة ،طرافة وبديهية الشاعر وحلاوة حديثه ومنبريته العالية في الالقاء ،مستدركا في اغلب قصائده الفاكهة التي يطعم بها قصيدته في ابيات شعبية حيث يغص الجميع بالضحك .اقول شهادتي هذه لاني في السنين الاخيرة لازمت شاعرنا الكبير موفق وعرفت انه ينزف دمعا لانراه وهو يحاول جاهدا ان يمتعنا بطرافة حديثه لحسسنا بفرحه متناسيا او يتخفى خلف ذلك الالم ،وهذه هي عظمة الشاعر .تم توقف الناقد زهير الجبوري عند التجربة الشعرية للشاعر من وجهة نظر نقدية قائلاً :ان ما جاء في الشعر العربي وتحديدا في الشعر العراقي من اشكال وتلاعب في تقسيماته وما الى ذلك لاينطبق في بنية الشاعر موفق محمد وهو يتعامل مع الشعر بوصفه نتاجاً خطابياً عاماً ينطلق من الواقع خصوصا اذا كان الواقع هو الواقع المعيش ،وهناك مسألة مهمة وجوهرية في شعر استاذي موفق محمد ،هو كيف استطاع ان يسحب من فعل القصيدة شكلا مباشرا لدى المتلقي وان يجعل له مثل هذا الجهمور الواسع وان يصبح مثلما يقال ان الشعر يمشي على الارض ،لذلك كانت في قصائده الكثير من الصور والكثير من الدلالات التي لاتقف عند محطة فنية معينة .واشار الشاعر الفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء: سابقا كنا نقول ببساطة القول الشعر مشاعر ،واصبحت تلك الكلمة فيما بعد ساذجة ممجوجة من قبل النقد ،ولكن انا اؤكد الان ان الشعر مشاعر وكما اكدت دائما طوال حياتي لان كيف يكتب الشاعر من دون ان تكون هنا مشاعر ،كيف يستطيع ان يحزن اذا لم يعرف ما معنى الحزن ؟كيف يفرح اذا لم يستفزه الفرح وينقله من مكان الى مكان ،موفق احس به كتلة من الوجع او جبال من الوجع ،ولكن يقتل هذا الوجع بسخريته الجميلة والعميقة ،موفق يصنع من الشعر شكلا آخر غير مألوف ،لاشعر تفعيلة ولاشعر حداثة ،لديه شخصية معينة في عالم الشعر العراقي ،واقولها بصراحة لعله الابرز بين كل شعراء العراق .
موفق محمد في الخميس الابداعي.. الـشـاعـر جـبـال تـمـشـي مـن وجــع..
نشر في: 22 مارس, 2010: 04:48 م