بغداد/ إيناس طارق(أبو ياسين) و(أكرم كوكي ) و(عبد الله حماية) و(فاضل ابو ريه) أشهر أسماء الشقاوات التي انتشرت في محال بغداد القديمة ، حيث انتشرت في منتصف القرن المنصرم ،عادت اليوم في بغداد ظاهرة الشقاوات لكنها بحلة جديدة ،وبزي مختلف فقد اختلف عملها عن السابق فهي اليوم تسعى الى حماية المطاعم والأسواق واماكن تجمع الناس وهو عمل فيه خدمة للآخرين أكثر مما فيه من تعد او تحد لمن يمر في شارع وهو لا يدين بالولاء لشقاوته.
البداية كانت مع احمد (28) سنة الذي يعمل (بودي غارد) في مطعم الأوائل في الكرادة قال : اعمل (بودي غارد) في مطعم الأوائل لحماية الزبائن من الانتحاريين والسيارات المفخخة ، وأضاف ،عملنا لا يخلو من الخطورة وليس لدينا رواتب ونعتمد على ما نحصل عليه من إكراميات من الزبائن.صالح حسين صاحب (54) مطعم الأوائل أشار الى ان هذه الظاهرة جديدة على المطاعم البغدادية ، لكن لم يكن هناك حل اخر امام حوادث التفجيرات التي تستهدف المطاعم وان اغلب (البودي غاردية) من شريحة الشباب لما يعانوه من ظاهرة البطالة.ابو محمد صاحب مطعم العزائم الذي فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي بسبب الخوف من مطاردة المجاميع المسلحة له أعرب عن ارتياحه لما يقوم به (بودي غاردية) المطاعم وصف عملهم بالنبيل واستهجن وصفهم (بالشقاوات) وقال هؤلاء يعرضون حياتهم للموت من اجل الآخرين مقابل اجور بسيطة لا تسد الرمق.عباس خلف (36) يعمل (بودي غارد) في مطعم العزائم قال للمدى : اعمل انا وأخوتي الثلاثة بهذه المهنة منذ اسابيع فقد جئنا من مدينة الحلة بعد ان حطت البطالة أوزارها علينا ، وأضاف انهم يواجهون مشاكل عديدة مع المواطنين فمنهم من يرفض التفتيش .نورس عبد الحميد (34) احد زبائن المطعم قال :عندما اجد احد الشباب وهو يقوم بتفتيش زبائن المطعم فانني اشعر بالاطمئنان والارتياح لما يقومون به من دور بحفظ أرواح الناس.واخيرا لابد من تشجيع الشباب العاطل عن العمل بالبحث الجاد عن الوظيفة التي يمكن ان تكون خير عون له ولعائلته وللمحيطين به فضلا عن إدراكه المسؤولية التي تناط به وحسب الجانب الذي يعمل به بغض النظر عن اي وظيفة كانت المهم الصدق الإخلاص المثابرة والجدية .هذه الأسماء تعيد الذاكرة البغدادية الى أسماء شهيرة سطعت في سماء بغداد لكنهم تمتعوا بشعبية وقد انخرط البعض منهم في مسارات وطنية ومنهم(المرعب) الذي تصدت له الجندرمة العثمانية واغتالته كونه قد شكل خطرا جسيما على إدارتها في بغداد واخر من يذكره البغداديون هو خليل (ابو الهوب) والذي عرف بقوته الجسدية وشجاعته الفائقة وتحدي الأخطــار.ومن طريف ما يذكر عنه ان ثورة 14 تموز استطاعت ان تستميله الى جانبها وان يحظى بنوع من الثقافة السياسية التي لم يحظ با غيره من شقاوات بغداد لذلك أسندت إليه مهمة مراقبة كراجات العاصمة والحفاظ على النظام فيها اذ قديما كان اصحاب السيارات (السواق ) شريحة متمردة لا تحترم قانون او تنصاع لتعليمات ولكن فترة خليل أبو الهوب حظي قطاع النقل بنوع من الاستقرار والنظام .في كل الأحوال ان استثمار القوة (العضلات) في الأماكن التي لا تغطيها أجهزة الأمن نوع من فرض النظام .البطالة والحاجة تجعل الفرد يبحث عن مكامن ومميزات في شخصيته من اجل استثمارها ومن ثم الحصول على مورد معيشي ثابت أسوة بالآخرين .ما يهم ان (بودي كاردنا ) سليل شقاوات الأمس يحظى بتقدير ومميزات تختلف كثيرا عما كان ميزة شقاواتنا القدماء الذين كان عملهم مجانيا ونابعاً من تقاليد محلية في نجدة الضعيف والمظلوم والدفاع عن محلته.