موفق الخزعلي وسط التداعيات التي نعاني منها في نضالنا اليومي المستمر لبذر ديمومتنا ...سبحت ضد التيار وتخيلت نفسي برلمانيا..! وإذا بي قد وقعت في مأزق حيث وجدت نفسي في قفص الاتهام ومن حولي الناس يلوحون لي بغضب ويكيلون لي جملة من الأسئلة التي لم استطع الاجابة عليها لسبب بسيط جدا وهو اني قد استنفدت كل التبريرات وسبل الاقناع ..
قلت نفسي لاحاول التقرب من الناس عسى ان اجد الاجابة المقنعة والتخلص من هذا المأزق ..ولم افلح لأنني كنت غريبا وسطهم ولا انتمي اليهم فكيف اجد الاجابة ؟.شعرت بالتعب واللهاث من هذه المحاولة وذلك لانني اتقرب منهم عكس الاتجاه ،انتبهت الى شيء أتمسك به بقوة منذ بداية سفري هذا واذا به (شيك)مكتوب عليه بالدم (رقما من الاصفار الى ما لا نهاية)من شقاء الشعب وبؤسه وحقوقه المهدورة ومستقبله المجهول الذي نتاجر به في كل جلسة تشريعية ،قلت لنفسي لماذا هذا التعب واللهاث والبحث عن الاجابة لاسئلة الناس التي تعيق(تطور العملية البرلمانية )، وانا وسط هذا التيه وجدت الاجابة بكلمات سحرية للتخلص من هذا المأزق (تحال الأسئلة للدورة القادمة للبرلمان)لا تمتع بالأيام القليلة الباقية من عمري البرلماني وامتيازاته الاستثنائية وليذهب الشعب والمبادئ الى الجحيم ..تنفست الصعداء لتجاوزي هذا المأزق لأجد نفسي في اخر وهو السؤال هل اترك موقعي في البرلمان بهذه السهولة ؟ لماذا لا اعيد الكرة ثانية لأنعم بالامتيازات والحياة الأخرى (الجنة)؟ نعم قررت ان أجاهد وأناضل لأجل الشعب وحقوقه ولا اخذل من انتخبوني في المرة السابقة ..خرجت من قاعة المحكمة بحثا عن الكتلة التي تخدمني بخطوتي هذه تفاجأتودهشت لما رأيته ..حيث ان هناك طابورا طويلا من البرلمانيين ممن يحملون لواء الدفاع عن (حقوق الشعب )واقفين أمام هذه الكتل وعندما اردت اللحاق ناداني احدهم من اخر الطابور(الزم سره).استيقظت من تخيلي هذا على اثر دوي انفجار والمفارقة انني كنت في قاعة السلام بجامعة بغداد-الجادرية –كلية العلوم السياسية حاضرا لمساندة ودعم احد الشباب الواعدين عند مناقشة أطروحة الماجستير ..وشتان بين مخيلتي وابطال قاعة السلام الذين ينيرون الدرب للأجيال القادمة السؤال هو :ماذا لو أصبح راتب البرلماني ضمن سلم الرواتب وحسب سنين الخدمة والشهادة والكفاءة ؟لو افترضنا ذلك فأن وطنية الكتل المتصارعة حاليا ستزول بقدرة قادر ولا احد يعمل للمواطن سوى أبناء الشعب الذين اكتووا بنار الحروب والحصار وظلم الدكتاتورية ولا أبالية.
نافذة المواطن: تخيلت نفسي برلمانياً
نشر في: 22 مارس, 2010: 04:56 م