TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطة ضوء:"فهماء" السياسة وبس..

نقطة ضوء:"فهماء" السياسة وبس..

نشر في: 22 مارس, 2010: 07:00 م

حسام مصطفىالسياسة عادة ماتفسد الاشياء الجميلة ، هكذا يقال عادة، والسبب حسب "فهماء "السياسة ومحترفيها، انها لاتعرف غير لغة المصالح ، وبالتالي فان السياسي مستعد لان يطيح باقرب الناس اليه من اجل المصلحة، حتى لو كانت مصلحته الشخصية.
سياسيونا جازاهم الله وباراهم ، مصرون على ان يطيحوا بنا من اجل مصالحهم وليس مصالحنا، وهذا ما تلمسناه وتحسسناه وعانينا منه طيلة فترة مابعد سقوط الطاغية ، وفي كل مرّة نقدم البرهان والدليل تلو الدليل باننا سرعان ما ننسى ، انانيتهم ونسعى الى صناديق الاقتراع لنمنحهم فرصة اخرى ليقدموا دليلهم على صدقهم ونزاهتهم  واستحقاقهم الكامل والشامل في قيادة هذا العراق العجيب الى شاطئ الامان !سياسيونا حتى اللحظة ، افسدوا علينا فرحة الانتخابات وانبهار العالمين العربي والعالمي بها ، وقالوا عنّا اننا شعب شجاع ومحب للسلم الاجتماعي والحرية واننا نريد ان ننطلق لعراق حضاري متطور. وفي لذة استرخائنا لاطراءات الآخرين ، تنادى القوم عندنا بالطعن والتجريح والتسابق المحموم باطلاق الالقاب والتسميات التي لاتليق بسياسيين يتصدون لعملية ديمقراطية من العيار العراقي الثقيل. والبداية كانت مع اللحظات الاولى لانطلاق عمليات العد والفرز ، وكأن الامر مبيت ، ثم تصاعدت النداءات والاستغاثات من الكتل جميعها ، صغيرها وكبيرها ، فائزها وخاسرها. والسؤال الذي يطرح نفسه:اذا كان الجميع يشكو من التزوير والتلاعب بالنتائج ، اين ذهبت الاصوات اذن  ولمن؟ نحن مقتنعون ان الديمقراطية لدينا لايمكن ان تولد كاملة بين ليلة وضحاها ، خصوصا في وسط مجتمع لم يتخلص بعد من ممارسات وثقافة العنف منذ اربعة عقود ، وبالتالي لا احلام رومانسية لدينا في اننا نستفيق فجأة على تقاليد ديمقراطية سويدية أو فرنسية ، ولا نقول امريكية حتى لايزعل علينا البعض ممن يرتدون الكاوبوي الامريكي ويتحدثون عن الاحتلال! نقول لا اوهام لدينا ، ولكن هذا "اللاوهم" ليس مبررا للكثير من تصرفات السياسيين لدينا والتي تعود الى عصور ديناصورية ، باستخدامهم ارقى اشكال التكنولوجيا التي انتجتها الديمقراطية الغربية ، وتحديد وسائل الاتصال ، لغرض تدمير العملية السياسية وتقويضها باشكال متعددة و بعضها متعمد، وعلينا في هذه المرحلة تحديدا الغاء احتمال حسن النية وسوء التقدير والجهل بالسياسة وعالمها الواسع والمعقد. المشكلة ان كل عرقلة تسبب لنا ازمة ، وهذا خلل كبير في البنية السياسية للديمقراطية الناشئة في العراق ، قانون الاستثمار أزمة، استجوابات الفساد ازمة ، تشكيل الحكومة أزمة ، بيع البصل على الرصيف من دون اذن امانة بغداد أزمة.. هذه وغيرها كثير.  سلسلة من الازمات توّجت مشهدنا العراقي عموما، والسبب هو اننا من نخلقها بسبب النيات السيئة في تناولها ، فتبدو لنا كأزمة أو محنة في بعض الاحيان. التوترات السياسية والاتهامات وشحن الجو العام بامكاننا ان نصب الماء فوق نيرانها لو اننا انطلقنا من مواقع الثقة والاعتراف بالآخر والفهم الواعي ان الجميع سيحكمون وليس بامكان فئة أو فئتين الاستفراد بالسلطة حتى لو أرادت ذلك، وان الكراسي محجوزة للجميع ، بلعبة أو من دونها !! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram