ميونيخ / فيصل صالحربما لن اضيف شيئا لقامة اعلامية كبيرة ورائد من رواد الصحافة الرياضية الشيء الكثير..لأن الأستاذ الكبير مؤيد البدري ..الرائع والمتواضع رغم شهرته..أكد ومن خلال مسيرته الطويلة في برنامج الرياضة في أسبوع وطلته البهية من على الشاشة الصغيرة على أنه خلق لهذا البرنامج الذي كان بمثابة (وجبة) عشاء اعلامية لذيذة لأغلب العوائل العراقية التي كان ينتظر اعضاؤها (طلّة) البدري على شاشته (الذهبية)..
وشد برنامج البدري العراقيين في كل امسية من أماسي يوم الثلاثاء من كل أسبوع لمتابعة برنامجه الرياضي الرائع الذي لم يكن مجرد برنامج رياضي بل كان فرصة ليتعلم العراقيون من فقراته كيفية التعاطي الحضاري مع الرياضة العربية وآلاسيوية والدولية.كان صوت البدري يصدح في نقل مباريات المنتخبات الوطنية التي اقترن فوزها بحنجرة البدري التي كانت تلعب دورا ايجابيا في بث الروح الوطنية بطريقة اصبحت ماركة مسجلة لهذا الرجل عند عموم العراقيين فترة طويلة من الزمن باص لوب فني وحضاري لم يألفه العراقيون إلاّ من خلال البدري في هذا المجال الساحر..وحصل مؤيد البدري على تزكية الجمهور الرياضي والمشاهد العراقي الذي اعتبر البدري رمزا وطنيا ونال شهادة الاحترام والمحبة لأنه تفاعل روحيا ووجدانيا مع ما قدمه خلال سنوات طويلة من عمره المديد إن شاء الله.للبدري ذكريات وحكايات مع اغلب، إن لم نقل مع جميع الصحفيين الرياضيين الرواد والشباب..فهو نموذج يحتذى به..ومعلم له القدرة على ايصال المعلومة الى طلابه بكل يسر وهدوء بحيث يجبر البدري ..بخلقه الجم.. وسعة صدره..وابتسامته الدائمة ..التي تبعث على التفاؤل ..يجبر الجميع على القول: ان هذه الشخصية هي شخصية استثنائية في المجال ألأعلامي المقروء والمسموع والاكثر من هذا وذاك يعكس اسلوب البدري بالعمل المهني والإنساني انك أمام شخصية مخلصة جدا في عملها وحريصة على ان تقدم للمشاهدين والقراء أفضل ما عندها من خبرات ونشاطات في مجال عملها الاعلامي الكبير..ومن الذين تشرفوا بذكريات ليست بعيدة مع الأستاذ الكبير البدري كاتب هذه السطور التي لن ولم تكف للحديث عن كل ايجابيات البدري الإنسان والإعلامي الكبير..وسأذكر هذه الذكريات والمواقف في بعض النقاط..وهي:البريد ونادي باص الإيراني في عام 1969 زار العراق نادي باص الإيراني..الذي كان يعتبر أحد أقوى الأندية الإيرانية في ذلك العام ويضم نخبة من لاعبي المنتخب الإيراني من امثال الحارس ظلي..حسن حبيبي ..مصطفى عرب..حشمت مهاجراني وقليج خاني..وفي ذلك العام ظهر نادي البريد الذي كان تحت اشراف المدرب المرحوم ابو عوف..وضم مجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين ومنهم فلاح حسن..كاظم عبود..دلي عطية..منعم جابر..فليح حسن..عدنان جعفر..حسن علوان..علي حسين..سمير ناشئ..الحارس سركون سمسون وكاتب هذه السطور.وقبل بداية المباراة جاء الزميل مؤيد البدري الذي علق على مباراة البريد العراقي وباص الإيراني واقترح على البريد تطعيم تشكيلة الفريق بلاعبين كبار من فرق الجوية ..الآليات والمصلحة خوفا منه على سمعة الكرة العراقية وتعرضها لخسارة كبيرة امام النادي الضيف ولكن (ابو عوف) رحمه الله رفض مقترح البدري وكانت ثقته عالية بلاعبيه الشباب الذي كانوا عند حسن ظن العراق وبهدلوا لاعبي ايران بالطول والعرض، وفازوا عليهم 2/ صفر أحرزهما اللاعب والغزال الأسمر دلي عطية..وبعد ذلك الفوز الكبير وضع لاعبو البريد بصمتهم على الكرة العراقية وقدموا اسلوبا جديا بكرة القدم الحديثة الذي سبقهم فيه نادي السكك ومدربه المرحوم جرجيس الياس..كانت تلك المرة الأولى التي اشاهد مؤيد البدري عن قرب وعرفت منذ تلك اللحظة كم هو تواضع هذا الرجل واسلوبه الراقي عندما يتحدث مع لاعبين شباب مازالوا في بداية الطريق ولاسيما من خلال تعليقه على تلك المباراة التي اكد فيها ان فريق البريد سيكون له وللاعبيه الشباب شأن في الكرة العراقية!بيونتيك ..الحوار الأولبعد مرور خمسة عشر عاما كان لقائي المباشر الثاني مع الزميل الكبير مؤيد البدري عندما كان مشرفا على أهم واكبر صحيفة رياضية تصدر في العراق..والمناسبة هي نشر حوار طويل اجريته مع مدرب منتخب الدنمارك الألماني سيب بيونتيك وذلك اثناء زيارة المنتخب الدنماركي لأجراء مباراة دولية ودية مع المنتخب العراقي وذلك في أطار استعداد المنتخبين لنهائيات مونديال المكسيك عام 1986..وكنت مترددا في الدخول الى غرفة البدري ولكن ترددي ذلك انهاه الزميل الكبير مؤيد البدري عندما سحبني وادخلني الغرفة وقدم لي الشاي بطريقة أكد انه يتمتع بخلق عال وتواضع جم وذاكرة لا تخطئ وخاصة عندما سألني عن فريق البريد والفوز الكبير الذي حققه على نادي باص الإيراني وامتدح نخبة اللاعبين الشباب التي بيضت وجه الكرة العراقية في تلك الفترة..وبعد أن قام بواجب الضيافة سألني عن مناسبة زيارتي له وقدمت الحوار وقرأه بهدوء وتمعن فيه وقال لي متى اصبحت صحفيا رياضيا؟ فقلت له أنا في بداياتي وخطواتي الأولى في هذا المجال..وبدون تأخير ارسل الحوار الى المطبعة وذيله بعبارة ينشر هذا الحوار على صفحة كاملة..وهذا الموقف الكبير للبدري لم انسه حتى هذه اللحظة لأنه لم يكن هذا موقفه الوحيد له مع الصحفيين الرياضيين الشباب ، بل كان مع الزملاء يعقوب ميخائ
حكايات البدري في شينغدو..وحوار الالماني بيونتيك..والكرة العراقية!
نشر في: 23 مارس, 2010: 04:54 م