TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > كيف كهرب برنامجه الجمهور.. ولماذا لم يخرّج تلميذاً واحداً؟

كيف كهرب برنامجه الجمهور.. ولماذا لم يخرّج تلميذاً واحداً؟

نشر في: 23 مارس, 2010: 04:56 م

بدأت اهتماماتي الرياضية وبالأخص كرة القدم في مرحلة مبكرة من عمري حيث كنت أمارس لعب الكرة مع أقراني في ساحة إعدادية النجف القريبة من مسكني وضمن فريق شعبتي في مدرسة الحيدرية الابتدائية ، وفي نفس الوقت كنت أجد رغبة كبيرة في قراءة الصحف والمجلات التي كان يواظب والدي رحمه الله وعمي على شرائها ومنها صحف:
الجمهورية والنور والتآخي لكنني كنت أميل لقراءة الأخبار الرياضية قبل أن أتجه لشراء الصحف الرياضية ومنها: الملعب والملاعب والجمهور الرياضي والرياضي العسكري.كان اسم مؤيد البدري واحداً من ألمع وأبرز الأسماء الصحفية في تلك الفترة حيث كان رئيسا لتحرير جريدتي الملعب والملاعب ثم عمل رئيساً للقسم الرياضي في جريدة الثورة (الملغاة) ثم نائبا لرئيس تحرير جريدة البعث الرياضي (الملغاة) ايضاً في منتصف الثمانينيات ، لكن ما كنت لا أعرفه إنه ولج عالم الصحافة عام 1956 عبر صفحة رياضية في مجلة السينما التي كان يصدرها المخرج كامران حسني كما كان يكتب في جريدة الحرية التي كان الأستاذ المرحوم إبراهيم إسماعيل مسؤولا عن القسم الرياضي فيها.وكنا ننتظر مساء يوم الثلاثاء من كل أسبوع بفارغ الصبر لنتابع البرنامج الرائع الذي يقدمه البدري وهو برنامج (الرياضة في أسبوع) وأتذكر إن الكثير من زملائي التلاميذ كانوا يأتون إلى بيتنا لمشاهدة البرنامج لأن أجهزة التلفزيون كانت غير متوفرة في أغلب البيوت بسبب غلاء أسعارها وضعف الحالة المادية للناس.كنا نحدق بالتلفزيون خلال فترة تقديم البرنامج بلا كلام ولا حراك أو كما كان يصفها والدي (نتكهرب)،فقد كانت لدى البدري قابلية غريبة لاجتذاب المشاهدين صغارا وكبارا وكنا نتمنى أن لا تنتهي تلك الساعة الجميلة التي لا يمكن عدّها من العمر.فكرة البرنامج عرضت على البدري من قبل بعض المسؤولين في الإذاعة ومنهم زكي الجابر مدير البرامج الذي كانت تربطه بالبدري علاقة خاصة بحكم دراستهما معا في الولايات المتحدة الأميركية,حيث كان البدري أستاذا في كلية التربية الرياضية ببغداد عند مفاتحته بتقديم البرنامج وبعد تردد وافق البدري وقدم الحلقة الأولى من البرنامج في الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأحد 24 آذار 1963 وكانت مدة البرنامج الذي أخرجه المرحوم كمال عاكف نصف ساعة وتضمن لقاء مع المرحوم أديب نجيب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك وبعض الأفلام للنشاطات المحلية والعالمية ولقطات من مباراة ريال مدريد وانترلاخت في نهائي بطولة كأس أوروبا.بعدها تم تغيير موعد بث البرنامج إلى يوم الخميس ثم استقرعلى يوم الثلاثاء كما تم زيادة وقت البرنامج إلى 40 دقيقة ثم 45 دقيقة وأحيانا كان يصل إلى ساعة كاملة.. ولأن الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة فإن البدري وبرنامجه كانا عرضة للكثير من المضايقات والمنغصات ..فذات يوم قرر مدير البرامج في التلفزيون أن تبث البرامج في أيام مختلفة وليس في يوم محدد وتقليص مدة بث البرنامج فقرر البدري ترك التلفزيون ولم يعد إلا بعد أن قدم التلفزيون اعتذارا رسميا له ..وفي عام 1978 قام التلفزيون بعرض برنامج رياضي لمقدم آخر لتعويض غياب البدري الذي كان مكلفا بنقل مباريات كأس العالم بكرة القدم ضمن فريق اتحاد الإذاعات العربية من الأرجنتين ما أثار غضب البدري الذي امتنع عن العودة للتلفزيون لكن تدخل وزير الشباب جعله يعود لتقديم البرنامج من جديد .لكن كل تلك المضايقات كانت في كفة ومضايقات الطاغية صدام وما فعله بالبرنامج في كفة أخرى .. فخلال سنوات الحرب مع إيران وبعدها كان صدام يستغل انتظار الناس للبرنامج وانتظارهم له لبث تسجيلات زياراته لإجبار المشاهدين على مشاهدة انشطته على أمل عرض البرنامج بعدها ، ولذلك فلم يكن غريبا أن يكون عرض (نشاطات الطاغية) في يوم الثلاثاء من كل أسبوع !في يوم الثلاثاء 31 آذار 1993 قرر البدري إيقاف البرنامج نهائيا حيث لوح بيده للمشاهدين مودعا بعد أن قال: لا بد لكل شيء من أن ينتهي وحتى الحياة تنتهي ولكن العمل في الإذاعة والتلفزيون أصبح صعبا لا يمكن الاستمرار به ولذلك أنا أقول هذه آخر حلقة أقدمها للمشاهدين وسأخرج من التلفزيون كما دخلت إليه لا املك شيئا سوى حب الجمهور.. وداعا.الصوت العذببدأت متابعتي مباريات الكرة التي كانت تنقل عبر شاشة تلفزيون بغداد في نهاية الستينيات من القرن الماضي وكان صوت البدري يصدح بكل عذوبة لينقل لنا أحداث تلك المباريات سواء أكانت دولية أم محلية حيث كان  اسما غنيا عن التعريف فقد كان واحدا من أشهر المعلقين العرب حيث امتلك صفات قلما توفرت لغيره منها:الثقافة العالية والإلمام الكامل واللباقة والموهبة والذكاء وحلاوة الصوت وغير ذلك من المميزات التي جعلت منه مدرسة في عالم التعليق الرياضي..لكنه كما أتذكر رفض التعليق على نزالات المصارعة التي أقامها المصارع عدنان القيسي في بغداد مع المصارعين جورج كوريانكو وجون ليز وفيريري وكامبل وغيرهم والتي حظيت باهتمام منقطع النظير من أبناء الشعب العراقي وقتها وأصبحت حديث الجميع , لكن رفض الأستاذ البدري التعليق عليها جعل الكثير من الناس تشعر بخيوط اللعبة وكونها تمثيلية (لا أكثر ولا أقل) وأتذكر إن شابا يافعا كان معنا في المدرسة قال:(ما دام مؤيد البدري ضدها فهي كلاوات) .. نعم كان الصغار ق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram