TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: ويكتمل الفرح في آذار

وقفة: ويكتمل الفرح في آذار

نشر في: 23 مارس, 2010: 05:20 م

محمد درويش علي في شهر آذار أكثر من مناسبة مفرحة، فهو يبدأ بعيد المعلم الذي علمنا التربية قبل الحروف الأبجدية، ومنحنا الثقة بالنفس قبل العلم، وعلمنا حب الوطن والوالدين وجعل منا كباراً ونحن صغار، ما حدا بأمير الشعراء  يقول فيه: كاد المعلم أن يكون رسولاً.
وتستمر أيامه الربيعية الجميلة، والناس تذرع الحدائق وتقيم مآدب الفرح والسرور لاعتدال الجو ولعطش الانسان العراقي الى الفرح، كونه يحب الحياة ويسعى اليها بهمة. وهذا العام أضيف اليه يوم تاريخي كبير في حياتنا، وهو يوم الانتخابات الذي صادف في السابع منه، اذ فتحت فيه صناديق الاقتراع وانتخب كل واحد منا من يمثله، بحرية تامة  ولونا اصابعنا بالبنفسجي. وفي الثامن منه يصادف عيد المرأة التي لم تعد تلك الانسانة الخانعة والقابلة بكل أشكال العنف والظلم ضدها من المجتمع، وانما المشاركة والفاعلة في المجتمع وهي تؤدي دوراً لايقل شأناً عن دور الرجل وتتحمل ما تتحمل  بسبب دورها المزدوج في البيت والعمل. وفي الحادي والعشرين منه ثمة عيدان، الأول عيد نوروز الذي يحتفل به العراقيون عرباً وكرداً وباقي الأطياف، والبعض يسميه عيد الشجرة أو عيد الربيع، ولهذا العيد أكثر من استذكار أوله انتصار كاوه الحداد على الملك الظالم الديكتاتور(ضحاك) وبعد ذلك تم نشر الفرح والمحبة والتسامح بين الناس، وثانيهما عيد الأم أمهاتنا جميعاً اللائي تحملن الفقر والظروف الصعبة ولم يتخلين عن دورهن التربوي والأخلاقي في ادامة عائلة، والتفاعل مع الحياة بمرها وحلوها.  المهم في كل هذا، هو اننا نبحث عن أفراحنا ومسراتنا حتى لو كانت وسط ركام الموت والمفخخات، وفي حديث هاتفي مع صديق عربي تكلمنا عن وضعنا الحالي فقال: من يرى بعض الفضائيات يعتقد ان لا حياة عندكم! لقد خلقنا حياتنا وجعلنا من مفرداتها فرحاً متواصلاً ودحرنا أشكال العدوان المتمثل بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، ارادوا لنا الموت فصنعنا حياتنا التي نبغي،لأن  الحياة تصنعها الشعوب عندما تريد ذلك وتسخر ارادتها في سبيلها، ولا تصنعها الديكتاتوريات المقيتة التي تقتل وتذبح الأبرياء وتكم الأفواه، وتجعل من الحياة جحيماً لا يطاق، وتجعل الناس ببغاوات يتكلمون مثلما تريد، فالشعب العراقي تشهد له الثورات والانتفاضات التي قام بها ولوى من الزمن العنانا كما يقول الجواهري الكبير. نعم في آذار وباقي الأشهر يبحث الناس عن الفرح والحياة الجديدة، وقاوم العهود المظلمة وبارك للعهود البيض وحيا الشرفاء من الحكام ولعن الخونة منهم وكان في ذلك قدوة للآخرين، واليوم أثبت أنه ذو ارادة صلبة لا تلين عندما تحدى من جديد الهاونات العشوائية يوم الانتخابات واختار صناديق الاقتراع ليقول كلمته عبر مرشحه، لذلك من حقنا القول: واكتمل الفرح في آذار.    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram