TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الأبقار في قفص الاتهام، مرة أخرى

الأبقار في قفص الاتهام، مرة أخرى

نشر في: 23 مارس, 2010: 05:30 م

من الواضح أن تربية المواشي لا تحظى بنفس القدر من النفوذ الاقتصادي الذي يتمتع به النفط، لكنها تستند إلى حجج أقوي لمقاومة الاتهام بمسئولية الاحتباس الحراري, فهي تمثل 40 في المائة من إنتاج القطاع الزراعي ويعيش عليها مليار شخص في مختلف أنحاء الأرض، ناهيك عن كونها مصدر طعام أساسي في العالم كله. كل هذا يساعد على حماية تربية المواشي من تهمة التسبب في إصدار كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري المسئولة عن تسخين المناخ وإسراع مسار تغييره.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن تربية المواشي مسئولة عن 18 في المائة من غازات الاحتباس بما يفوق وسائل النقل التي تبعث 13,1 في المائة منها، إضافة إلى أنها تستهلك أيضا كميات كبيرة من النفط. وفي البرازيل وحدها، تتسبب الأبقار في 50 في المائة من إنبعاثات غازات الاحتباس، وفقا لدراسة أجراها فريق من الباحثين في جامعات ومعاهد تابعة للدولة بالاشتراك مع المنظمة البيئية أصدقاء الأرض/الأمازونية البرازيلية.ويذكر أن البرازيل تتزعم قائمة الدول المصدرة للحوم في العالم وتشير التوجهات إلى استمرارها في المحافظة على هذه المرتبة مستقبلا، كذلك تأتي الإنبعاثات غير المباشرة الناتجة عن زوال الغابات بسبب توسع قطاع تربية المواشي في مناطق الأمازونية والسافانا البرازيلية، تأتي ضمن المسببات العامة للاحتباس الحراري. في وجه هذه المسألة، اقترحت منظمة الأغذية والزراعة في تقريرها لعام 2009 الصادر في شباط الماضي، تحسين مستوى الفعالية في الإنتاج، وتثمين المواشي حسب استعمال الأرض والأضرار البيئية التي تسببها، ضمن تدابير أخرى للحد من توسع قطاع تربية المواشي السريع وتداعياته الكارثية على البيئة.وتؤشر التوقعات إلى احتمال تضاعف إنتاج اللحوم في العالم بنسبة الضعف بحلول عام 2050 حال استمرار التوجه الحالي، ما سوف يأتي بتأثيرات تعجز الموارد الطبيعة عن تحملها. فتشغل أنشطة تربية المواشي حاليا 80 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم أجمع بما فيها المساحات التي تشغلها مباشرة وتلك المخصصة لإنتاج العلف، وفقا للمنظمة الأممية. ومع ذلك، يقول اتينور نوغييرا، رئيس منتدي تربية المواشي لأغراض اللحوم التابع لإتحاد الزراعة والثروة الحيوانية في البرازيل، أنه "لا توجد أدلة علمية" على أن المواشي هي أكبر مصدر خطر على الحياة في العالم.ويضيف في حديثه قائلا أنه "من غير المنطقي" فرض رسوم إضافية على تربية المواشي في البرازيل"ذلك أن إنبعاثات غازات الاحتباس في شمال العالم، الذي يستورد العلف من الجنوب، تبلغ خمسة أضعاف إنبعاثات المواشي".واستطرد قائلاً: "نراهم يحروق الأمازونية ويلقون المسئولية على عاتقنا. لا يجوز أن ننسب لتربية للمواشي مسئولية زوال الغابات، وهي التي تعد أكبر مصدر للغازات الملوثة في البرازيل. ولا يجوز تعميم الأنشطة غير المشروعة التي يمارسها البعض (من مربي المواشي) على الجميع".وأكد أن إتحاد الزراعة والثروة الحيوانية في البرازيل "يدافع عن وقف إزالة الغابات (قطع وحرق الأشجار) تماما وفرض العقوبات على كل من ينتهك القانون".لكن فريق البحوث أشار في دراسته إلى أن ثلاثة أرباع المناطق الغابية في الأمازونية قد تحولت إلي مراعي أبقار، وهو ما يعتبر مؤشرا علي تأثير أنشطة تربية المواشي في مجال إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري.فيقول روبرتو سميرالدي، مدير منظمة أصدقاء الأرض/الأمازونية البرازيلية والمشارك في وضع الدراسة، أنه "من الممكن خفض تقليص تداعيات تربية المواشي بنسبة ثلاثة أرباع، بخفض إنبعاثات الغازات من 300 إلي 75 كيلوغرما لكل كيلوغرام من اللحوم، ووقف زوال الغابات وحرق النباتات والأعشاب".وشرح أن ذلك وغيره من التدابير قادر على تحسين مستوى الفعالية في قطاع تربية المواشي ليسبب معدلات أقل من التلوث، لكن غيره من الناشطين البيئي ين يعتبرون أن هذا غير ممكن لأن تربية المواشي تحتاج إلى كميات كبيرة من الأراضي والمياه، وتستهلك ثمانية كيلوغرامات أو أكثر من الغذاء لإنتاج مجرد كيلوغرام واحد من اللحوم.ومع ذلك، يري سميرالدي أنه يمكن اتخاذ حزمة من التدابير بالاستعانة بابتكارات تكنولوجية "لتوفير تكامل عمليات إنتاج دائرية تتيح الإفادة من البقايا، وتنسيق تربية الأبقار والخراف والماعز مع الدواجن وزرع الأسماك" على سبيل المثال).عن/ I.P.S

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram