متابعة اخباريةلم يزل وجه المكسيك الاخر بحاجة الى مزيد من الضوء، ذلك الذي تحتل عصابات المخدرات معظم مشهده السياسي والامني. الدولة المجاورة للولايات المتحدة الامريكية كانت، ولم تزل مهددة بالانهيار، بفعل تغلغل رموز الجريمة في اماكن حساسة في الاجهزة الامنية ولعبهم دورا مؤثرا في الاقتصاد الوطني.
واشنطن قلقة للغاية مما يجري في المكسيك، تخشى من ان يتسلل المتورطون بقضايا الفساد وتجارة المخدرات وقيادة عصابات الجريمة الى اراضيها. هذه الخشية دفعت الرئيس باراك أوباما الى اعلان مساعدة هذه البلاد في الحد من تلك العصابات.وتعهد أوباما فجر امس في اتصال هاتفي مع نظيره المكسيكي فيليب كالديرون, بمساعدة المكسيك في محاربة ضد عصابات المخدرات، وذلك عشية اجتماع أميركي -مكسيكي عالي المستوى لمناقشة سبل مكافحة عصابات المخدرات المكسيكية القوية.وقال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الامن الوطني بالبيت الابيض نقلا عن وكالة رويترز, إن الزعيمين تحدثا عن الرغبة المشتركة للعمل معا من أجل سلامة وأمن المواطنين على كلا الجانبين من حدودنا المشتركة.واضاف هامر إن الرئيس أوباما شدد على الاهمية التي يوليها للوفاء بمسؤوليتنا في جهود مكافحة منظمات تهريب المخدرات المكسيكية، فضلا عن التزامنا المتواصل بدعم الجهود المكسيكية.وتبتكر عصابات الجريمة بالمكسيك أساليب جديدة  للحصول على أموال الضحايا، فتعددت حالات الخطف والسطو دون أن تتمكن الشرطة من وضع حد لعصابات الجريمة التي تتمركز في كبريات المدن، من جهتها تنصح الولايات المتحدة مواطنيها بالحذر عند زيارة المكسيك تخوفا من النهب أو الخطف.وحذر تقرير عسكري أميركي من أن المكسيك ستنهار كدولة، فحكومتها تحاصرها العصابات وكارتلات المخدرات، وقال إن الدولة الوحيدة التي تشبهها باكستان. وأثار التقرير استياء المسؤولين المكسيكيين، وقال أوباما إنه لا يؤيده. لكن المسؤولين المكسيكيين وجدوا بعض العزاء في تصريح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيومكسيكو هذا الأسبوع قالت فيه إن تجارة المخدرات يؤججها جزئيا نهم أميركي لا يسد، وعجز أميركي في وقف تدفق السلاح جنوبا. مطلع الاسبوع الجاري قتلت الشرطة  15 من أفراد العصابات المكسيكية. وقال المدعي العام المكسيكي إن المواجهة أسفرت ايضا عن مقتل أحد رجال الشرطة.واثر هذه المواجهة، نفى كالديرون أن تكون حكومته تخسر الحرب ضد عصابات المخدرات المكسيكية، وهي حرب قتل فيها العام الماضي أكثر من 6300، ويؤشر على ضراوتها دراسة الإدارة الأميركية إمكانية تزويد الحكومة المكسيكية بطائرات بلاك هوك لتعزيز قدراتها في المواجهة.   وإلى جانب المخدرات، يدرس أوباما مع المسؤولين المكسيكيين قضايا المناخ والاقتصاد في زيارة تأتي قبل أقل من يوم من قمة للأميركيتين في ترينيداد وتوباغو.وينقل أوباما إلى كالديرون نتائج قمة العشرين في لندن التي حذرت من الحمائية نهجا لمواجهة الأزمة الاقتصادية، وهي حمائية تخشاها المكسيك التي توجه 80% من صادراتها إلى الولايات المتحدة.وكانت القوات المكسيكية اعتقلت أكثر من مائة شرطي في إطار حملة قومية على عصابات المخدرات القوية التي يتلقون رواتب منها.فقد اقتحم أكثر من 12 مركزا محليا للشرطة بأنحاء متفرقة من ولاية نيفو ليون الشمالية الحدودية التي كانت منذ وقت طويل من أكثر المناطق سلاما في المكسيك، لكنها شهدت موجة من أعمال القتل والإعدامات خلال الاثنى عشر شهرا الماضية.وقالت حكومة ولاية نيفو ليون إن أكثر من مائة شرطي اعتقلوا ويجري التحقيق معهم، وعرضت لقطات تلفزيونية رجال الشرطة المعتقلين وهم ينقلون في حافلات على معتقل مؤقت بمركز تدريب للشرطة.وأشارت وسائل الإعلام إلى أن نحو 20 ضحية لعمليات الإعدام المتصلة بالعصابات عثر عليهم يوم الاثنين الماضي، وكان بعضهم قد تعرض للتعذيب وأطلق عليه الرصاص من مسافة قريبة.وكان الرئيس كالديرون أرسل آلافا من الجنود إلى مناطق الجريمة الساخنة على حدود المكسيك مع الولايات المتحدة، ومدن أخرى منها منتجع أكابولكو على المحيط الهادي حيث يدور صراع مرير بين عصابات تهريب المخدرات. يُذكر أن نحو ألفي شخص لقوا مصرعهم العام الماضي مع اشتداد العنف بين عصابات المخدرات.