كابول/ الوكالات تحطمت مروحية عسكرية تركية تابعة لقوة حلف شمال الاطلسي في حادث عرضي في جنوب افغانستان امس الثلاثاء، ما ادى الى اصابة اربعة او خمسة اشخاص بجروح، لكن حلف شمال الاطلسي نفى مقتل جندي تركي، خلافا لما اعلنته السلطات المحلية في وقت سابق.
وقال الليفتنانت كولونيل تود فيسيان المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) «لم يسفر الحادث عن وقوع قتلى»، موضحا ان اربعة او خمسة اشخاص فقط اصيبوا بجروح.وكان شهيد الله شهيد المتحدث باسم حاكم ولاية ورداك جنوب كابول قال لوكالة فرانس برس ان مروحيتين تابعتين لفريق تركي لاعادة اعمار الولايات في قوة ايساف الاطلسية كانتا تستعدان للهبوط حين تحطمت احداها على تلة.واكد ان «جنديا تركيا قد توفي وان ثلاثة اخرين اصيبوا بجروح خطرة».وقال ان احدى المروحيتين تمكنت من الهبوط بشكل طبيعي لكن الثانية «تحطمت» في حديقة عامة في مدينة ورداك.وروى احد السكان ويدعى محمد ظريف لفرانس برس ان «المروحيتين كانتا تستعدان للهبوط، فهبطت احداها غير ان الثانية صدمت فجأة سفح تلة وتصاعد الدخان من مؤخرها وتحطمت شفرات مروحتها وتطايرت بعيدا».وتابع ان المروحية دارت لوهلة في الجو قبل ان تتحطم مضيفا «بعد التحطم، كان جندي ممددا ارضا وثلاثة آخرون داخل» هيكل المروحية.وتنشر تركيا 1750 جنديا في اطار القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي وتتولى ادارة فرق اعادة اعمار الولايات، وهي وحدات مشتركة من المقاتلين والمهندسين، في ولاية ورداك.وكثفت حركة طالبان عملياتها في السنتين الماضيتين، وتحديدا عمليات التفجير بواسطة القنابل اليدوية الصنع والعمليات الانتحارية، وهي تلحق خسائر متزايدة بالقوات الاجنبية.rnمن جهة اخرى قال مكتب الرئيس الافغاني حامد كرزاي يوم الاثنين انه اجتمع في العاصمة كابول مع وفد رفيع المستوى من الحزب الاسلامي أحد جماعات التمرد الرئيسية التي تقاتل حكومته. وهذه خطوة لا سابق لها نحو السلام قد تشير الى انقسامات في صفوف المتمردين.والاجتماع مع مبعوثي الحزب الاسلامي المنافس لحركة طالبان يعد أول محادثات مباشرة لكرزاي مع واحدة من ثلاث جماعات رئيسية تقاتل الحكومة الافغانية والقوات الغربية.وعلى الرغم من ان المحادثات تبدو تمهيدية فان الاعتراف العلني بالاجتماع في حد ذاته يمثل حدثا هاما بعد شهور طويلة من الجهود السرية لتحقيق تواصل.والتوصل الى اتفاق سلام نهائي قد يغير توازن القوى على الارض في عام الحسم الذي يسعى فيه كرزاي الى اخراج المقاتلين من ساحة المعركة وتزيد واشنطن عدد قواتها المقاتلة قبل التفكير في بدء الانسحاب عام 2011.وأكد وحيد عمر المتحدث باسم كرزاي اجتماع أعضاء الوفد بالرئيس وتقديمهم خطة سلام.واقتفت رويترز أثر أعضاء الوفد الذين كان بينهم غيرت بهير صهر زعيم الجماعة الهارب قلب الدين حكمتيار في فندق بكابول حيث كانوا يعقدون اجتماعا مع أعضاء في البرلمان الافغاني. ورفضوا اجراء مقابلات معهم.وقال قريب الرحمن سعيد المسؤول الكبير في الحزب الاسلامي والمقيم في أوروبا حاليا «نحن هنا كما ترى لكن لا يمكننا التحدث الى الصحافة.» وكان زعيم الوفد رئيس الوزراء السابق قطب الدين هلال حاضرا أيضا.وقال هارون زرغون المتحدث باسم الحزب الاسلامي ان هذه أول مرة يرسل فيها الحزب موفدين كبارا لاجراء محادثات في كابول. وقدم الوفد خطة سلام مؤلفة من 15 نقطة تمثل أساسا للمفاوضات.وقال زرغون من هاتف محمول يحمل رقما من باكستان «النقطة الاساسية في الخطة هي انسحاب كل القوات الاجنبية اعتبارا من يوليو هذا العام على ان يستكمل هذا في ستة اشهر.»وتدعو الخطة الحكومة الحالية الى العمل لستة أشهر ثم تستقيل لاجراء انتخابات العام المقبل.وقال داود سلطانزوي أحد البرلمانيين الذين التقوا بمبعوثي الحزب الاسلامي «شعرت بمرونة ايجابية جدا جدا وواقعية في لغتهم. انه لامر مشجع جدا جدا.»ورحبت الولايات المتحدة بحذر بالانباء لكنها أكدت موقف واشنطن المطالب بضرورة ان تنبذ أي جماعات تشارك في محادثات أعمال العنف وان تتوقف عن تأييد التمرد وتقبل العيش بمقتضى الدستور الافغاني وتقطع أي روابط لها مع تنظيم القاعدة أو أي تنظيمات متشددة أخرى.وقال بي.جي. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية «أي جماعة ترغب في قبول هذه الشروط يمكن ان يكون لها دور في مستقبل أفغانستان.»ويرسل الرئيس الامريكي باراك أوباما الالاف من القوات الاضافية الى افغانستان العام الجاري لتصعيد الحملة العسكرية في وقت يعلن فيه ايضا خططا لبدء الانسحاب في منتصف عام 2011. وتأمل واشنطن ان برنامج كرزاي التوعوي بالاضافة الى عام الحسم في المعركة سيحثان المتمردين على التخلي عن أسلحتهم.