وديع غزوانواهم من يتصور انه قادر على خداع الشعب, وساذج ولايفقه ابجدية العمل السياسي من يعتقد اويدور في مخيلته ان من السهولة سحب المواطن الى مواقف معينة بالخداع وصخب التصريحات الاعلامية , وبرامج ضخمة ومثقلة بالوعود والمشاريع المستقبلية. فالنتائج الاولية لعملية العد والفرز لاصوات الناخبين ,
رغم ماعليها من ملاحظات في مقدمتها تجزئة اعلان نتائج الانتخابات , اظهرت تقدم مرشحين غير معروفين سابقاً في ساحة العمل السياسي وأفول نجم آخرين كانوا يملأون شاشات الفضائيات ..ورغم ان هذه النتائج في احد اوجهها تبرز مقدار الزيف والتشويه الذي لحق بالمجتمع منذ 2003وطغيان وسيادة القيم الطائفية والعنصرية والنفعية بدلاً من المفاهيم الوطنية, فانها من جانب آخر تكشف نفض المواطنين لايديهم من بعض القوى والتيارات التي تعكزت على المحاصصات لمنح المناصب و اغداق الامتيازات على محسوبيها , دون الالتفات الى امكانية وقدرة هذه العناصر على ملء مكانها او قدرتها على ادارة شؤون المؤسسات سواء التشريعية منها ام التنفيذية , وكانت النتيجة استشراء الفساد الاداري والمالي ونقص الخدمات وهجرة عدد غير قليل من الكفاءات لاسباب عديدة منها عدم منحها الفرص التي تتناسب ومؤهلاتها دون ان نغفل جانب فقدان الامن الذي تحسن في السنتين الاخيرتين قياساً عما كان عليه في 2006.واذا عدنا بالذاكرة الى ما شهدته حملات الدعاية الانتخابية من سجالات للاحظنا ان النقد تركز بين الكيانات المتنافسة , وكنا نتمنىان تمتلك بعض الكيانات الجرأة والشجاعة لممارسة عملية نقد ذاتي امام الشعب , كما فعلت القائمة الكردستانية عند خوضها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في إقليم كردستان التي جرت في تموز من العام الماضي . فالذي يراجع االبرنامج الذي خاضت به القائمة الانتخابات يلمس انها وفي الاسطر الاولى منه اشارت الى انه في الوقت الذي يفتخر فيه الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيان بالمكاسب المتحققة ,( فانهما يلاحظان النواقص والسلبيات ولا يخشيان من مواجهتها وايجاد الحلول لها . . ) . بهذه الروحية الصريحة مع الشعب حققت القائمة فوزها, وبنفس هذا النهج خاطب مرشحو التحالف الكردستاني جماهيرهم . وعودة سريعة الى خطابات المسؤولين في كردستان وتصريحاتهم إبان حملات الدعاية الانتخابية او بعدها, وفي مقدمتهم الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني و رئيس البرلمان الدكتور كمال كركوكي وكذلك رئيس الحكومة الدكتور برهم صالح , توضح هذه الخطابات التمسك بنهج المصارحة الذي يكسب اي كيان ثقة المواطنين ولا ينفرهم منه . صحيح ان خروقات حصلت هنا وهناك في بعض مدن الإقليم , كما ان البعض مارس اسلوب التشهير في خطابه الانتخابي , غير ان ذلك لم يمنع اياً من المسؤولين في الإقليم من الاستماع الى وجهة نظر الاطراف الاخرى المنافسة , ومثال ذلك لقاء رئيس حكومة الإقليم برهم صالح الاخير مع عدد من اعضاء قائمة التغيير في البرلمان ووعده اياهم بدراسة ما قدموه من مطالب.مرة اخرى نقول : كنا نتمنى وكنوع من الممارسة الديمقراطية ان يمارس سياسيونا نقداً موضوعياً يؤشر ايماناً واقعياً بمبادئها دون القفز عليها من خلال تصريحات غير مسؤولة.
كردستانيات: نقد ومكاشفة
نشر في: 23 مارس, 2010: 06:11 م