بغداد (رويترز) تظهر النتائج الاولية للانتخابات أن الائتلاف الوطني العراقي ويمثل الصدريون الفصيل الرئيسي فيه حل في المرتبة الثالثة على مستوى العراق.لكن الصدريين حصلوا حتى الان على حوالي اكثر من 50في المئة من اجمالي أصوات الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم المجلس الاسلامي العراقي وحزب الفضيلة وحزب الدعوة فرع العراق وشخصيات وكيانات سياسية عدة.
ويمثل صعود الصدريين تحديا لمنافسيهم اوحلفائهم أيضا.وقال جوست هيلترمان وهو محلل في مجموعة الازمات الدولية «أظهر الصدريون مجددا أنه لا يجب أبدا أن يكونوا خارج الحسابات. تشير قوتهم الانتخابية الى تحرك مستمر لكنه تدريجي للغاية للمنفيين السابقين بعيدا عن الحكم.»ويقدر الصدريون أن بامكانهم الفوز بما يتراوح بين 38 و40 مقعدا في البرلمان من بين نحو 72 أو 73 مقعدا للائتلاف الوطني العراقي. وقدر المحلل ريدار فيسر أن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سيفوز بعدد مقاعد يتراوح بين 15 و17 أي نصف ما حصل عليه في الانتخابات البرلمانية عام 2005. وأضاف:»الدلالة الرئيسة لصعود الصدريين مرة أخرى هو أنه يغير التوازن الداخلي للقوة بين الاسلاميين. ونجح الصدريون في الاستفادة من تضاؤل نفوذ بعض الاحزاب الدينية وخصوصا المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والذي سببه فراغ في القيادة بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم العام الماضي.ويلقي نجاح الصدريين الضوء على تآكل الدعم الذي يحظى به ايضا المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بالاضافة الى الخطوات الواسعة التي خطاها الصدريون بصفتهم فصيلا سياسيا الى جانب حملتهم الانتخابية الاكثر تنظيما بكثير عما كانت عليه في انتخابات المحافظات العراقية العام الماضي.وقال فيسر «لم يتمكن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من اعادة تنظيم صفوفه (بعد وفاة الحكيم) والمنافسة بمرشحين يحظون بإعجاب الناخبين العراقيين.»وقد يصبح أداء الصدريين القوي في الانتخابات التي تبنوا فيها رسالة قومية تدعو للتغيير تحديا كبيرا أمام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يطمح الى الفوز بفترة ثانية في رئاسة الوزراء.وكان المالكي والصدريون والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي حلفاء في يوم من الايام في أكبر كتلة برلمانية لكن المالكي شن في 2008 حملة على ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري والتي كانت تسيطر في وقت من الاوقات على أجزاء من جنوب العراق وبغداد.وقال حاكم الزاملي وهو مرشح في الانتخابات وعضو في الكتلة الصدرية «سوف يكون وجودنا قويا في البرلمان. سيكون تأثيرنا واضحا على تشكيل الحكومة القادمة.» وتستمد الحركة الصدرية دعمها أساسا من الشيعة الفقراء في جنوب العراق المنتج للنفط والمناطق الحضرية المحرومة مثل مدينة الصدر في بغداد والتي تستمد اسمها من ايه الله العظمى محمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر والذي استشهد عام 1999 لمعارضته صدام.وقال المحلل السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي «الصدريون يخاطبون قاعدة ثابتة للفقراء والمحرومين وهم مربوطون بقدسية لعائلة الصدر وهذا كان من الاسباب المهمة لحصولهم على هذه النتائج المتقدمة.» وفضل الصدريون العملية السياسية على الصراع المسلح وخفف جناحهم السياسي من خطابه الديني ووضع نفسه في صورة أقل طائفية وجعل رسالته تخاطب الحاجات الاساسية للناخبين مثل الامن والوظائف والخدمات. ويحقق ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي والقائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي نتائج متقاربة في السباق الانتخابي ومن غير المتوقع أن يحصل أحدهما على أغلبية كاملة. وسيضطر المالكي وعلاوي الى السعي للدخول في تحالفات سياسية لتشكيل حكومة.ومن غير المرجح تشكيل اتحاد بين المالكي وعلاوي ما سيجعل من المهم بشكل أكبر أن يحاول كل معسكر خطب ود ائتلافات أخرى فائزة مثل الائتلاف الوطني العراقي والاكراد. ويجري علاوي محادثات مع التحالف الكردستاني والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي والصدريين. وحتى قبل اعلان النتائج الكاملة للانتخابات. يقول مراقبون ان الائتلاف الوطني العراقي قد ينقسم اذا دعم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي المالكي.وقال دبلوماسي غربي «قد يبرم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اتفاقا مع المالكي أو علاوي. ويراود الصدريون على الجانب الاخر شعوراً مختلفاً بعض الشيء.»وذكر سياسي كبير في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي أن السيناريو الممكن لكن الاقل ترجيحا هو أن تحاول دولة القانون ان تقدم مرشحا اخر لرئاسة الوزراء في محاولة لكسب دعم الصدريين.وأضاف «الصدريون غير مستعدين للتفاوض معنا. وللخروج من هذا الموقف من الممكن أن نغير مرشحنا لمنصب رئيس الوزراء لكن بصراحة ليس لدينا أي أسماء أخرى.»
صعود التيار الصدري فـي الانتخابات قد يعيد حسابات الخريطة السياسية
نشر في: 23 مارس, 2010: 07:37 م