محمد اسماعيلدرج المثقفون العراقيون وخاصة اهل المسرح على تسميتها بلقبها المحبب (عمة زكية).نشأت الفنانة المناضلة زكية خليفة، في عائلة متنورة تعليمياً، وسط بيئة ريفية في احدى قرى العمارة التي يكلكل عليها الاقطاع بتخلفه المتعمد.
فالفنانة زكية خليفة التي رحلت عن عالمنا مؤخرا، ابنة الملا خليفة.. كاتب شيوخ آل ازيرج التي تمردت على ذاك العالم وتبنت الطروحات التقدمية، انتماءً تنويرياً جسدته في ممارسات شعبية اخذت طريقها الى (صرايف) الطين التي جمعت المهاجرين من ضنك الاقطاع في الجنوب الى رحاب بغداد التي حصرتهم بين قوسين (الشروكية) عملاً في ابسط درجات قاع المجتمع البغدادي ابان الاربعينيات والخمسينيات.ناضلت الفنانة زكية خليفة من خلال فرقة(المسرح الفني الحديث) ومن خلال التعبئة الجماهيرية كناشطة سياسية في رابطة المرأة العراقية ، والحزب الشيوعي العراقي.عن عطائها قال الفنان فلاح ابراهيم :(امنا التي تعلمنا منها المواقف في الفن والفكر والحياة).وقال مازن محمد مصطفى :(عندما بلغ التضييق الرسمي اشده على شخص الفنانة الراحلة زكية خليفة، لم تهادن انما لاذت بالصمت وكان صمتاً معبراً.. حتى عادت المناخات الى فاعلية الفكر الجاد، فعادت معها بشباب فكري حيوي، تخطى شيخوخة العمر، من خلال منظمات المجتمع المدني الثقافية و مكاتب الحزب الشيوعي).الشاعر ابراهيم الخياط، قال: (حققت الفنانة زكية خليفة انتشاراً ابداعياً اضاف للعمل الثوري الجاد في العراق في الملاحقات السرية في الخمسينيات او مابعدها.اكد الخياط: (دامت ذكرى الفنانة المناضلة زكية خليفة مبعث اندفاع واع نحو مستقبل فكري وسياسي وفني امثل لشرائح الشعب العراقي وطبقاته كافة). * وفي لقاء صحفي وحديث لها حين ترشحت عن قائمة ( اتحاد الشعب ) عام 2005 قالت : كرّست كل حياتي لقضية شعبي ووطني . تعرّفت على الحزب الشيوعي العراقي ولم تبلغ الخامسة عشرة من عمرها عن طريق أخيها المناضل الشيوعي الذي يعرفه ريف العمارة المرحوم مجيد. التقينا بها، فقالت:- اسمي زكية خليفة محمد الزيدي، مرشحة قائمة "اتحاد الشعب" التي تضم مجموعة كبيرة من المناضلين من شيوعيين وديمقراطيين يساريين ووطنيين، وشخصيات من كل الطوائف والأديان في مجتمعنا العراقي.وقالت بان حاضر أي إنسان هو امتداد طبيعي لماضيه، ومن اجل ان يكون لهذا الماضي عمق في النفس، يجب ان يستوعب الأماني والأهداف التي يعمل من اجلها الإنسان، خاصة إذا كانت هذه الطموحات ذات منفعة عامة، بحيث تستحق حب واحترام الناس، وتتعلق بأماني الشعب وخدمة الوطن.وكنت، ومن خلال مسيرتي النضالية التي استغرقت 60 عاما نذرتها بالكامل من اجل خدمة شعبي ووطني، ولم يثن عزيمتي الإرهاب والتعذيب والسجن والتشريد. كنت اعتبر ما يقع علي من حيف هو شرف عظيم نذرت نفسي له، مع مسيرة حزبي الشيوعي العراقي وشعبي، من اجل تحرير بلادي من الاستعمار والتبعية والحكم الإقطاعي الرجعي. لقد عملت بجد، مع غيري من المناضلات العراقيات الباسلات، لخلاص نصف المجتمع، واعني المرأة العراقية، من القيود المكبلة بها، والتي حرمت طوال عقود من السنين من أبسط حقوقها الطبيعية، وهمش دورها، حتى على مستوى العائلة.واصلت النضال ولم يساورني اليأس او فقدان الأمل بحتمية انتصار إرادة شعبي ونهوضه، وكنت في كل يوم أتوقع ان الخلاص من النظام الدكتاتوري الفاشي الملطخة يداه بدماء شعبنا آت لا محال. واليوم وقد استحق الوفاء لدين كبير في رقابنا، من اجل حماية تلك المسيرة المظفرة لشعبنا، ورفع الذل والهوان عنه، وإعادة السيادة التامة لوطننا، فانني أجد في قائمة "اتحاد الشعب" التي شرفتني ان أكون واحدة من مرشحيها، مع الصفوة الخيرة من بنات وأبناء شعبي، الذي يشهد لهم تأريخهم النضالي بتضحياتهم من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب، وما قدموه من تضحيات وما عانوه من اضطهاد وقمع وسجن وتشريد، فيحق لهؤلاء الجديرين ان يكونوا نوابا عن الشعب. إن قائمة "اتحاد الشعب" هي المعبر الحقيقي والصادق عن أماني شعبنا وتطلعاته المستقبلية.وتستطرد الرفيقة زكية خليفة، فتقول: إن ما تضمنته قائمة "اتحاد الشعب" وبرنامجها الانتخابي يعبر عن أماني شعبنا على اختلاف أديانهم وانتماءاتهم القومية، وحي لم يأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لثمرة ذلك النضال المجيد، وهذا ما يدفعني وبلا هوادة وبجهود مضاعفة ان أنجز ما قطعته على نفسي، وهو خدمة شعبي ووطني. وسأناضل مع رفاقي من اجل بناء العراق الجديد واستكمال سيادته وتعزيز وحدته الوطنية، وإشاعة الديمقراطية، ومن دستور دائم يضمن حقوق كل الأطياف والقوميات العراقية، ويحقق المساواة التامة بين الرجال والنساء، ويرسي السلطة على أساس فيدرالي، ويحمي وحدة الوطن.
أحبت وطنها وشعبها.. ورحلت بعيدة عنهما (عمة زكية)
نشر في: 24 مارس, 2010: 06:08 م