وديع غزوان في الحياة نماذج من الناس اعتادوا على ان يكونوا متطفلين , شعارهم الاساس لأعش وليكن الطوفان من بعدي . مثل هؤلاء لايؤمنون بما يقولون , فقد اعتادوا تغيير جلودهم بحسب مقتضى كل حالة.. يعتاشون في كل مرحلة وزمن على آلام الآخرين وعذاباتهم ,
ولامكان للمخلص والنزيه بينهم .. مثل هؤلاء نراهم ربما في كل مرفق وقطاع لكنهم يكثر ون ويتنامون في الوسطين السياسي والاعلامي اكثر من غيرهما لاسباب تتعلق بطبيعة هذين القطاعين خاصة في محيطنا العربي الذي ألف فيه صاحب السلطة سماع المديح وكل آيات التمجيد ولايقبل غيرهما . العراق لم يشذ عن هذه القاعدة , ووفرت ظروف ما بعد 2003 لمثل هذه النماذج فرص تبوّؤمقاعد متميزة في السلطتين التشريعية والتنفيذية وصاروا نجوماً دائميين في بعض الفضائيات.. وكان الخطر الاكبر المهدد لمصالح هكذا طفيليين تعميق النهج الديمقراطي الصحيح الذي بات مطلباً شعبياً , فكان نظام القائمة المفتوحة فرصة لتصحيح ما نتج عن الانتخابات السابقة التي اعتمد فيها على نظام القائمة المغلقة .. ونظن ان عدداً ممن احتلوا مقاعدهم في مجلس النواب المنتهية ولايته كانوا يعرفون ان حظوظهم في انتخابات 2010ستكون متعثرة خاصة وانهم لم يسمع لهم صوت ولم يكن لهم رأي طيلة دورة مجلس النواب السابقة , بل ان بعضهم لايعرف المواطنون بأنهم اعضاء في المجلس . ما نريد ان نخلص اليه من نتيجة لما تقدم اعلاه , هوان التمسك بمبدأ ارساء الديمقراطية في العراق الجديد كفيل بتصحيح الكثير من الاختلالات التي رافقت العملية السياسية في السنوات السابقة, من بينها تقليص الفرص امام الانتهازيين والمنتفعين اضافة الى بروز تحالفات بين قوى قاسمها المشترك ترسيخ الديمقراطية والايمان بالدستور مع حق اي جهة بإبداء وجهة نظرها في طريقة تحقيق ذلك , بعيدأ عن مبدأ , وسم طبيعة اغلب تحالفات المرحلة السابقة, المبني على اساس تقاسم المناصب والامتيازات . انطلاقاً من هذا الفهم اكد اكثر من مصدر في إقليم كردستان هذا النهج مشددين على ان تحالفاتهم مع الكيانات والائتلافات السياسية ستكون على وفق ايمان كل طرف بقضيتين: الاولى ,عامة تتعلق با لاوضاع السياسية للعراق وبنائه الديمقراطي مع الالتزام بالدستور وتنفيذ المادة 140, والاخرى خاصة بالإقليم وهي موضوعة العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان التي شابها سوء الفهم في السنوات الاربع الماضية اخرت انجاز الكثير من المهام . . وبين القضيتين اكثر من وشيجة تجعل عملية فصل اي واحدة عن الاخرى غير منطقية وعقيمة لاتفضي الا الى نتيجة واحدة هي وجود تحالفات هشة سرعان ما ينفرط عقدها عند اول مشكلة تواجهها وهذا ما لايتمناه المواطن الذي طبع بصمته البنفسجية من اجل التغيير والانطلاق لبناء صرح مستقبل يعيش فيه الفرد وعائلته آمناً مطمئناً بعيداً عن مظاهر الفساد بكل ألوانه التي اعتاش عليها النفعيون على حساب حق المواطن.
كردستانيات :النفـعــيـــون
نشر في: 24 مارس, 2010: 06:32 م