TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (وهمه يبو خميس)

هواء فـي شبك: (وهمه يبو خميس)

نشر في: 24 مارس, 2010: 07:56 م

عبدالله السكوتي ومعنى (وهمه) الهفوة او الزلة ، ويحكى ان رجلا كان يسير في صحراء ، وقد احرقته الشمس، واتعبه المسير، وشاهد كهفا غير بعيد عن الطريق فاتجه اليه يستظل بظلاله ، وليأخذ قسطا من الراحة فيه ، وما كاد يدخل فيه حتى وجد اسدا رابضا، فصعق من هول ما رأى ، ومن شدة خوفه، اخذ يعتذر للاسد قائلا : (وهمه يبو خميس) ويكررها.
والشعب العراقي مثل هذا الرجل قد دخل الكهف وهو مع الاسد الرابض ولايدري مايقول ، أ يقول (وهمه) ، وهو الذي خرج الى صناديق الاقتراع بشكل اذهل العالم ، وهل يقبل الاسد اعتذارا ، فيتركنا بحالنا ، ام ان الامر سيطول ويطول الى ان يصل الاسد الى غايته ولاخاسر الا الشعب ؛ حين يختلف السياسيون يخسر الشعب ، وحين يشككون يخسر الشعب ، ويبقى يخسر حتى حين يحكمون. لقد تدافعت الاحداث بشكل سريع لتنبئ عن ايام مقبلة ربما ستكون صعبة بعض الشيء ، اذ ان السنوات الاربع الماضية خلقت اقطابا عديدة كلها تريد ان تجرب  وتحكم العراق ، وهذا من شأنه ان يعرض العملية السياسية الى خطر كبير ، وهذا الخطر لاشك لم ينتج عن الانتخابات الاخيرة ، ولابسبب تداعيات فرز الاصوات ، وانما بسبب خلافات قديمة فرزتها السنون الاربع الماضية. هل نستطيع بعد كل هذه التداعيات ، السياسية والديمقراطية والتدخلات الخارجية ان نخرج من الكهف الذي دخلنا فيه بمجرد ان نقول انها (وهمه يبوخميس) ، والاسد الرابض هل يدعنا لشأننا ام انه عيد جديد له كان قد حسب حسابه بالمضبوط ، حين تناول مرحلة ما بعد الانتخابات وقال انها مرحلة خطيرة ستشهد الكثير من الاحداث، ربما تكون احداثا دامية. الذي يلوح بالأفق ان لا احد سيؤمن بخسارته بعد ان نهجت المفوضية المستقلة للانتخابات نهجا جديدا في فرز وعد الاصوات والنسب التي رأت هي انها الطريقة الصحيحة في العد ، ولكن الامر انقلب الى ضده والمفوضية الان ترفض اعادة عد وفرز الاصوات ، بعد ان تعرضت الى خطأ كبير حين أعلنت نسبا جزئية فازت بها بعض الكيانات ، فاعترضت الاخرى فأعيد العد والفرز وأعلنت نسبا جزئية جديدة مؤكدة انها اخطأت في النسب القديمة ، ناهيك عن ان حالات من التزوير حدثت لترى اوراق اقتراع حزب محدد مرمية في المزابل ، كل هذا جعل الامور تصل الى طرق مرصودة يفتش فيها البعض عن اخطاء وهفوات البعض الاخر ، ثم بدأ الحديث عن اعمال عنف وتهديدات بالعنف والعودة إليه. انها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وقد انقذتها التوافقات في بداية تطبيقها ، اما الان فانها تمر بمرحلة خطرة ربما لغياب منهج التوافق الذي لجأت إليه الكتل السياسية في المرحلة السابقة ، بعد ان رأت هذه الكتل السلطة ودخلت في (الخطة) كما يقولون ، بدا (ان كل واحد يريد ان يحود النار الكرصته) ، وهذه لم تشمل الكتل المنفصلة فقط وانما دخلت الى بنية الكتلة الواحدة ، وبدأ التشرذم والتفرق والاختلاف على المناصب ، وهذا اخطر شيء يتسرب الى هذه الديمقراطية الفتية لانه سيقلق الشعب ويشعره انه دخل الى (الكهف الخطأ) ليفاجئه الاسد الرابض وعندها لاينفع الاعتذار ولن يسمع الاسد العذر ونقع في المجهول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram