TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فــــارزة: مخاوف المواطن وتطمينات السياسي

فــــارزة: مخاوف المواطن وتطمينات السياسي

نشر في: 24 مارس, 2010: 09:53 م

 عامر القيسي يوم غد ستعلن ال5% الباقية من نتائج انتخابات السابع من آذار  النيابية ، بحسب آخر تصريحات المفوضية المستقلة للانتخابات ، الشارع العراقي ينتظر الغد بشيء من الترقب والخوف  ، خصوصا أن التصريحات النارية احتلت واجهات الصحف الرئيسة  وشغلت مساءاتنا وليالينا عبر الفضائيات ، والتي كان بعضها يصب الزيت على النار .
خوف المواطن له مايبرره ، لكون  خيوط اللعبة بيد الكبار ، وبامكانهم شد الخيط الى حد القطيعة ، وبامكانهم ايضا ارضاؤه ، حتى يتمكن اللاعبون في البيت العراقي من ترتيب الأولويات والاستحقاقات الوطنية قبل أي استحقاق انتخابي أو سيادي أو استحقاقات الكراسي التي كثيرا ما أزمت  المشهد العراقي برمته الى الحد الذي  اصبحت حركته محفوفة بالمخاطر.بعض الوفاء الذي يمكن ان تقدمه النخب السياسية للشارع العراقي، هو تطمينه ،ألاّ خوف من العودة الى الوراء ، وأن مايجري هو جزء من أصول اللعبة الديمقراطية الناشئة في العراق ، وأن التصعيد هنا وهناك ماهو الا بالونات اختبار الغرض منها معرفة الحدود التي يذهب اليها الطرف الآخر، أو الوصول الى مكامن الأسرار كما يقول ابو نواس! تطمين الشارع ، الذي قدم مالديه بروح وطنية عالية، هو جزء من استحقاقنا على نخبنا التي فوّضنا لها  مهمة قيادة السفينة العراقية الى شاطئ الأمان، هو جزء من مهام هذه النخب التي رفعت شعارات الأمن والأمان باعتبارها من أولويات برامجها التي تسعى لتطبيقها يوم تمسك بزمام الامور ، وهو جزء من احساسها الوطني بأن المواطن امانة باياديها  وهي المسؤولة الأولى والأخيرة عن امنه الشخصي والغذائي والاجتماعي والسياسي .اذا كانت مخاوف الشارع العراقي لم يصل صداها بعد داخل غرف الاجتماعات والمؤتمرات ، فاننا نقولها صراحة وننقلها عن المواطن ، أن المخاوف كبيرة ، وهي مخاوف غذّتها وتغذّيها التصريحات غير المسؤولة ، والشائعات التي تنطلق من الغرف السريّة للقوى المعادية للتجربة العراقية ، شكلا ولونا ، وان كانت تتغطى بعباءات الحرص والوطنية والخوف من الله والتباكي على العراق الذي ضاع من أيديهم ! مخاوف من كل الأشكال والألوان أيضا ، والحيرة ، حقيقة ، هي الآن تدهم  بيوت الناس الذين يرغبون في  أن يعرفوا ردود الافعال على النتائج قبل توقهم لمعرفة النتائج نفسها. عند هذه النقطة من المخاوف والحيرة ، يتحتم ان يعلن المتبارون للمواطنين ، أن لامخاوف ولا هم يحزنون ، وأن الاعتراضات ستكون وفق الأصول القانونية والدستورية وأن الجميع سيكونون تحت خيمة القانون سواء كانت النتائج تسعدهم او تغضبهم ، ترضي طموحاتهم أو لاترضيها.في كل الاحوال يجب على النخب السياسية أن ترسل رسائل تطمين متواصلة للمواطنين، مشفوعة بمواقف عملية ، دستورية وقانونية، تساعد المواطن على تبديد مخاوفه وشكوكه وحيرته ، كي يجلس مساء الجمعة أمام التلفزيون و يستمع الى نتائج الأنتخابات وهو يحتسي الشاي براحة واطمئنان واحترام للسياسة والسياسيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram