اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ذكريات..عبد الكريم الحاج قدوري مع الطباعة

ذكريات..عبد الكريم الحاج قدوري مع الطباعة

نشر في: 28 مارس, 2010: 04:25 م

شهاب الحميد عبد الكريم الحاج قدوري اسم عرفه العاملون الرواد بصناعة الطباعة في العراق، فقد عمل في مطبعة الولاية ببغداد حين كان موقعها بمدرسة الصنائع وله عنها ذكريات قال عنها في بداية حديثنا معه:  -اشتغلت فيها مدة ثلاثة ايام فقط قبل احتلال الانكليز بغداد، كان فيها رئيس مرتبين اسمه "خضير افندي" من منطقة حمام المالح.
اعطاني مقالة طويلة لترتيبها وعندما انجزتها قام بتصحيحها من جديد لانني اخطأت في شكل الاخراج. كان عصبي المزاج ويتمتع بكفاءة عالية بحيث كان يستخدم الباء الوسطية باشكال عديدة ، لقد استفدت من ملاحظاته رغم لهجته الحادة.  * ويتذكر ايضا: -مطبعة الشاهبندر استولى عليها الانكليز عند احتلالهم بغداد، وكان اول عهدي بالطباعة في مطبعة الاداب التي كان يديرها المرحوم يوسف فرنسيس وكانت بعقد النصارى. حين فاتحه شقيقي حول اشتغالي اعتذر في بادئ الامر لصغر سني ولكن الحاحي الشديد جعله يقبل عملي دون اجر لمدة ستة اشهر ، كنت اتحمس للعمل فيها وكثيرا ما كنت احلم بالمسودات وصناديق الحروف "والكركنداسات" اللامعة التي لم يسمح لي بعض القدماء  من العمال من لمسها اطلاقا. كان اول راتب تقاضيته من المطبعة مقداره ثلاثة مجيديات. وهو مبلغ كبير بالنسبة لي فرحت كثيرا عند تسلمه.  * ويواصل السيد عبد الكريم قدوري صاحب مطبعة المعارف حديثه قائلاً: -حين اندلعت الحرب العالمية الاولى اغلقت مطبعة الاداب ابوابها وقادتني ظروف العائلة والبلد الى الاشتغال صفارا  مع ابن خالي وتركت الدراسة برغم  اني كنت من الطلبة الاوائل في المدرسة. وبعد ان عادت الحياة الطبيعية الى بغداد بدأت مرحلة جددية من حياتي حيث اشتغلت مرتبا للحروف في مطبعة العراق لصاحبها رزوق غنام، براتب شهري مقداره 75 روبية  وما زلت احمل ذكريات جميلة عن الاب انستاس ماري الكرملي ومجلته "لغة العرب" التي كنت ا رتبها ، ثم رشحني سعيد الطريحي صاحب مطبعة دار السلام عام 1923 للعمل رئيسا للمرتبين في مطبعة الدار الحديثة للطباعة لصاحبها سليم حسون براتب شهري مقداره مئة ورابعين روبية.  الا ان عملي في هذه المطبعة لم يدم طويلاً بسبب حادثة وقعت بيني وبين المرحوم سليم حسون، عزمت على اثرها على تأسيس مطبعة بمفردي. ولكن تأخر تنفيذ الفكرة زمناً بسبب سيطرة اليهود انذاك على سوق الوكالات الخاصة بمكائن الطباعة فواحدهم كان يعرف يسلخ الجلد عن العظم في التعامل. مما دفعني الى الذهاب الى السفارة الالمانية ببغداد انذاك ومقابلة السفير مباشرة وشرح رغبتي باستيراد المكائن او الاهتداء الى الوكلاء للقيام بالمهمة فوافق متحمسا لرغبتي فطلب مني عنواني الشخصي فاعطيته عنوان احد العطارين في محلتنا. ولم يمض شهر واحد حتى وصلتني الكتلوكات وهي حافلة بمختلف المكائن وحروفها، واخترت ماكنة واحدة تشتغل باليد وبالبخار معاً. مع تشكيلة ممتازة من الحروف ، واضعاً بالحسبان جميع الظروف الطارئة. وحين فتحت اعتمدت الاعتماد بالبنك كتمت السر في نفسي عن جميع اصحاب المهنة. وحين وصلت المكائن  لم يهتد البنك الى عنواني بسبب انتقال العطار الى محل آخر. وهكذا بقيت المكائن مطروحة في الكمرك مدة من الزمن. حتى علمت  بوصولها بالطريقة التي كنت اخشاها حيث اتصل احد العاملين في الكمارك بسليم حسون واخبره بوجود مكائن طباعية تحمل اسم عبد الكريم الحاج قدوري!وفي بادئ الامر لم يصارحني مدير المطبعة يوسف ما ديك، وقد اغراني بزيادة راتبي الشهري وتحسين عملي وحذرني من مسائل العمل ومن التورط في ولوج باب المهنة هكذا. وحين تأكد من اصراري ورغبتي الملحة اعرب لي عن دعمه لمشروعي ومساعدتي في تذليل اية عقبات. وبالمقابل اعلنت استعدادي التام للاستمرار في العمل لديه لحين تدريب العامل الذي سيحل محلي، وفعلا واصلت العمل ليلا ونهارا من اجل انشاء مطبعتي ونصب المكائن وتشغيلها. *تلك هي خلاصة سنين طويلة من العمل في اروقة وخانات المطابع، قضاها عبد الكريم الحاج قدوري ، بجهد ومثابرة لايعرفان، التعب او الضجر ، اما حكايته الاخرى وسنوات رحلته مع مطبعة المعارف التي قام بانشائها منذ ذلك الحين. فتحتاج لمساحة اخرى للكتابة ليس من اليسير توفيرها في هذا الوقت. وكلنا امل بان يلتقي قراء "الطباعة" معه في حديث شامل اخر على صفحات احد الاعداد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. خالد زكي محسن

    الرحمه الواسعه على روحه الطيبه

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram