عبد القادر حسن امين هنا بغداد! تسمعون الان تمثيلية تقدمها فرقة الاذاعة الخاصة.. ويرهف الجميع السمع صغاراً وكباراً نساء ورجالا لعلمهم ان الفرقة العتيدة ستنقلهم الى جو العائلة البغدادية لتريهم جوانب طريفة مما يحدث بين الزوج وزوجته والحامة وصهرها، او بين الابن الكسول وامه الحريصة على مستقبلهن او بين الرجل المبتلي بداء اجتماعي:
كالخمرة وزوجته وما الى ذلك..يجري ذلك كله في جو مشبع بالفكاهة والنادرة اللطيفة واللغة بين فصيحة لا تعلو على افهام سواد الناس، او عامية بغدادية صرف تستخدم الفم جميعه فهي عريضة كل العرض، سريعة منتهى السرعة تمتزج بحدة ظاهرة غدت سمة لاصقة بالبغدادي... يولع اهل الجنوب بسماع تلك اللهجة، يطربون لها، ويلذ لهم كثيراً ان يقلدوها متندرين بها ولن يقل شغف الشمال عن ذلك.. وقد ظفرت هذه الفرقة بشعبية كبيرة لانها عرفت الطريق الصحيحة الى قلوب الناس فخاضت في مشاكلهم الخاصة باسلوب بارع ينتهي في النتيجة الى حل مرضي هو بمثابة التوجيه والارشاد الى ما ينبغي ان يسلكه المرء لو كتب له ان يتعرض لمثل ما يتعرض له ابطال التمثيلية.. يعرف الجميع ان التلفون في البيت مشكلة معقدة فجرسه لاينقطع رنينه في الصباح الباكر او في ساعة متأخرة من الليل، وتولع الزوجية بصفة خاصة باستعماله فتنهض مع الطير لتسأل امها عن قطعة قماش اعجبتها او تصف لها خياطة ماهرة في حين ان الزوج على على اجر من الجمر ينتظر فطوره ليدرك وقت الدائرة.. ولكن الزوجة من ذوات الدم البارد او كأنها خلقت في ثلاجة فتطيل الحديث مع امها مهتمة بالقماش اشد الاهتمام منتقدة الخياطة السابقة شارحة عيوبها الكثيرة لهذا فهي معنية جدا ان تجد لها خياطة ترضي ذوقها وذوق صديقاتها...تقوم الخادمة بتهيئة الفطور ولكنها تنسى ان تضع له الملح فينادي زوجته بطلب الملح غير ان الزوجة ما زالت امام التلفون تتحدث ويلح في النداء حتى يجف الريق وينفري الكبد، فيقوم الزوج غعن فطوره غضبان ويهرع الى دائرته جائعاً.. وتعود الزوجة الى صوابها لتعلم ان زوجها خرج من غير فطور فيسيطر عليها الم شديد وندم كبير فلا تقبل نفسها على الطعام وتنصرف عنه اسوة بزوجها المسكين الذي جنى عليه التلفون.. ويعود الزوج بعد انتهاء العمل ويدور بين الاثنين حديث فيه الكثير فيه الكثير من العتاب والشكوى، اذا اشتد الرجل لانت المرأة واذا وجدت المرأة مجالا لمهاجمة زوجها في هدوئه فعلت ذلك لتكشف له عن اخطائه، يصر الزوج على ان يرفع التلفون ليبيعه في المزاد العلني.. ولا تعترض المرأة بل توافق على ذلك لتجد السبيل الى مرضاة زوجها.. وهكذا تنقلب التمثيلية متعرضة لجوانب مختلفة يعود الناس ان لايسيئوا استعمال التلفون فيها وهي تلمح من غير ان تصرح ان التلفون اداة تستخدم لراحة الناس لا لازعاجهم .. وهذه الخطة تنسجم كل الانسجام مع رغبة القائمين على شؤون الاذاعة في ان تكون الاذاعة وسيلة من وسائل التعليم والتهذيب لا وسيلة تهريج وصخب تصم الاذان وتورث الصداع وحسناً فعلت وخيراً ارادت... وقد عين الاستاذ عبد الله العزاوي منذ تأسيسها قبل خمس سنوات مراقباً لفرقة التمثيل والعزاوي نكتة بارعة شكلا وموضوعاً فهو يزن –كحد ادنى -120 كيلو غراما يعادل ذلك الوزن خفة دم ولطافة ظل وبراعة في المهنة وتستحوذ على الانتباه كثيرا (بثينة ابراهيم) فهي في حزنها وفرحها وضحكها وبكائها مجيدة كل الاجادة كما ان لصوتها وقعاً حسناً في النفوس ويبرع عبد الستار البصام بصورة تلفت النظر في تمثيل الرجل الغضوب الذي لايمهل زوجته فرصة تدبر بها شأنها وهو يتقمص بنجاح شخصية ابن البلد البغدادي.rnولن تقل مزاياد جلال فضلي واكرم جبران وفارس رشيد وشكري العقيدي وسهيلة وناهدة يوسف عن مزايا من تقدم... ان فرقة الاذاعة العراقية التمثيلية جديرة بالاستماع فلنستمع معا اليها مساء كل جمعة او مساء كل يوم ثلاثاء.. rnمجلة اهل النفط في عددها 56 في عام 1956
"تمثيلية الاسبوع"في الاذاعة العراقية
نشر في: 28 مارس, 2010: 04:34 م