بغداد / علي الكاتبيعد القطاع السياحي مصدرا مهما لمدخولات الاقتصاد الوطني ومعينا لا ينضب من العملات الاجنبية التي ترد الى البلاد في وقت يعد العراق بلدا طاردا للعملات الاجنبية وليس جاذبا، مع وجود عجز كبير في ميزان المدفوعات بشكل عام. يقول احمد الربيعي عضو اتحاد السفر والسياحة ان هذا القطاع بامكانه جلب ايرادات سنوية تقدر بـأكثر من 5 مليارات دولار سنويا
في حال تم استثمارها بالشكل المطلوب ،وهو كذلك لا يقاس بمردوداته المالية فقط لان دخول الاف من السياح من شأنه خلق فرص عمل لمئات الالاف من العاطلين عن العمل ،لاسيما في حال نمو القطاع السياحي في العراقي وتوافد الاف الافواج السياحية لزيارة الاماكن المقدسة وقدوم طلائع افواج سياحية للمواقع الاثرية الموجودة في مختلف المناطق العراقية تزامنا مع التحسن الامني في معظم المناطق الذي يشكل عاملا مهما في تنشيط الحركة السياحية في العراق. ويضيف: ان الانتعاش الملموس في القطاع السياحي في العراق يدفع باتجاه توجيه الاستثمارات ورؤوس الاموال العامة والخاصة نحوه لأغراض استغلالها في الاستثمار السياحي ،مع تأسيس غرفة سياحية في كل محافظة تعنى بهذا الجانب وتعمل باتجاه النهوض بالمرافق السياحية من الفنادق والمطاعم والمسارح والمتنزهات والاماكن الترفيهية وغيرها، لاسيما ان العراق يضم الكثير من المواقع السياحية التي تصلح لاغراض السياحة الدينية والثقافية وسياحة الراحة والاستجمام كما ان الصحارى كالصحراء الغربية والجنوبية يمكن استغلالهما وتطوير بعض مناطقهما لتصبح مناطق جذب للكثير من السياح المعنيين بسياحة البادية وبخاصة في مناطق الواحات والتي تصلح للصيد والسباقات (الجمال والسيارات والخيل). ويقول: لقد وضعت الجهات الحكومية المختصة حجر الاساس لبناء اضخم فندق في بغداد حيث سيتم انشاء فندق سياحي (5) نجوم في العاصمة وبكلفة تخمينية تصل الى 150 مليون دولار، وذلك لسد جزء من النقص الذي تعاني منه بغداد من فنادق الدرجة الممتازة والاسهام في تنمية وتطوير النشاط السياحي وزيادة حركة رجال الاعمال واصحاب الشركات وتفعيل دور السياحة في العراق ،وهو في المقابل محطة لجذب واستقطاب رؤوس الاموال المحلية والاجنبية لغرض اقامة مشاريع سياحية ذات منافع اقتصادية واجتماعية وانسانية للبلاد . الخبير السياحي اسعد رياض يقول: من الممكن تصنيف المشاريع السياحية الى صنفين اولهما المشاريع الصغيرة والتي بامكان الافراد تنفيذها مما يتطلب سياسة عامة للتعامل مع هذه المشاريع التي من محاورها توفير التمويل الميسر وتسهيل اجراءات الاجازة وترك مهمة الارض للافراد ذاتهم ، اما الصنف الثاني فهي المشاريع الكبيرة وما تتطلبه من تخصيصات معينة سواء للمناطق المتوزعة جغرافيا والتي يرتبط تنظيمها بشكل رأسي واعداد تصاميم عمرانية اساسية لتلك المناطق تكون الاساس الذي ترتكز عليه اجازة المشروع ، وحقيقة قطاع السياحة يتخذ الاشكال المتعارف عليها في مجال النشاط الاقتصادي لذلك فان لها آثارها في تشغيل القوى العاملة وتوليد وتوزيع الدخول والرفاه والاجتماعي و آثارها الثقافية ،لاسيما ان قانون الاستثمار الاخير منح تسهيلات واسعة للمستثمرين منها تأجير الارض لفترة طويلة الى جانب ضمانات لنقل الاموال وتمويلها. ويشير الى ان مشاريع الاستثمار ضرورة ملحة في عملية البناء والتطوير إضافة الى تحسين الدخل الوطني وتشغيل الايادي العاملة والاتجاه نحو صناعة سياحية حقيقية تعود بالفائدة المرجوة منها ، وفي مقابل ذلك هناك الكثير من المعوقات التي يواجهها الاستثمار السياحي ومنها الكهرباء والماء والطرق والاوضاع الأمنية ، اذ بامكان الشركات السياحية الكبرى الاسهام في تذليل جزء من تلك المشكلات او حلها عندما يكون حجم النشاط السياحي كبيرا مثلا نصب مولد كهرباء خاصة بالموقع السياحي وتأسيس وحدة لتصفية المياه ووحدة خدمات طبية وفي حال وجود مثل هذه النواقص في الابنية التحتية والخدمات التكميلية فان الفرصة الاستثمارية تتطلب جهة ذات قدرات تمويل ضخمة تتخذ قراراتها الاستثمارية على اساس الامد البعيد وقد يكون من الافضل اشراك الجهة التي تمتلك حق التصرف في الارض وسواها من الموجودات التي تشكل مقومات الجذب السياحي ،وذلك لان اشراك تلك الجهة في الفرصة الاستثمارية التي تسهم في اقامة المشروع السياحي، ومن الضروري هنا التأكيد على دور الدولة في تطوير البنى التحتية وايصال خدمات الكهرباء والماء والاتصالات وغيرها الى مواقع الجذب السياحي للمشاريع السياحية الكبرى. الدكتور غسان الدباغ استاذ علم الآثار في جامعة بغداد يقول: ان السياحة في اقليم كردستان على سبيل المثال تشهد تطورا ملموسا اسهمت فيه عوامل عدة منها استقرار الوضع الامني وسعي حكومة الاقليم الى تهيئة جميع متطلبات تلك القطاع من عوامل الراحة والاستجمام والاصطياف لرواد تلك المنتجعات السياحية ،اضافة الى كثرة اعداد المواقع الآثارية في الاقليم اذ تبلغ 30152 موقعا أثريا ،فضلا عن مدنه الجميلة و المياه والجبال الشاهقة والكهوف التي تحكي قصة الانسان العراقي منذ أقدم الحضارات والشلالات والمصايف والاشجار الدائمة الخضرة والمناخ المعتدل صيفا . ويضيف: ان السياحة مورد اقتصادي ستراتيجي مهم في العراق وان نمو الطلب على الخدمات السياحية في الوقت الحاضر اصبح في ازدياد مقار
تنشيط الاستثمار فـي القطاع السياحي مطلب مهم لانعاش الاقتصاد الوطني
نشر في: 29 مارس, 2010: 05:28 م