TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > تاريخ الصناعة النفطية فـي السعودية

تاريخ الصناعة النفطية فـي السعودية

نشر في: 29 مارس, 2010: 05:30 م

إعداد / المدى الاقتصاديتبدأ رحلة الصناعة النفطية في السعودية مع دعوة الملك عبدالعزيز في أقل من سنة على توحيد البلاد الجيولوجيين للبحث والتنقيب عن البترول عام 1933م ، حيث وقعت المملكة اتفاقية الامتياز مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، وشكّلت هذه الاتفاقية تحولاً هائلاً في تاريخ الجزيرة العربية الحديث،
حيث أتى المستكشفون الأوائل لتبدأ حقبة التنقيب عن البترول في أراضي المملكة. وشهدت تلك الحقبة في بداياتها بعض العثرات إلى أن تم في عام 1938 ميلادية اكتشاف بئر الدمام رقم 7 (بئر الخير)، كما سماها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- لتنطلق منذ ذلك الحين صناعة البترول السعودية وتنطلق معها آمال قادة بلاده، وطموحات شعبها، لبناء حياة عصرية تأخذ بكافة أسباب التطور والتقدم. وفي 30 نيسان 1935م تقرر بدء العمل في حفر بئر الدمام رقم (1) وبعد سبعة أشهر من التأرجح بين الأمل واليأس والإخفاق والنجاح أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر الزيت وذلك حينما وصل عمق الحفر إلى قرابة سبعمئة متر ولكن أجبر عطل في المعدات طاقم الحفر على إيقاف تدفق البئر وتم سدها بالأسمنت. وكانت بئر الدمام رقم (2) أفضل حالاً.. وقد بدأ العمل في حفرها في الوقت الذي أغلقت فيه البئر الأولى أي في 8 شباط 1936م. وما أن جاء يوم 11 أيار من نفس العام حتى كان فريق الحفر قد وصل إلى عمق 633 متراً، وحينما اختبرت البئر في شهر حزيران 1936، تدفق الزيت منها بمعدل 335 برميلاً في اليوم، وبعد انقضاء أسبوع على ذلك الاختبار، وإثر المعالجة بالحامض، بلغ إنتاج الزيت المتدفق من البئر 3840 برميلاً يوميا. شجع ذلك على حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و6، دون انتظار التأكد من أن الإنتاج سيكون بكميات تجارية أو التعرف على حجم الحقل المكتشف، وكان يفترض أن تسير الأمور بشكل طبيعي، لكن حدث في ذلك الوقت ما لم يكن متوقعاً، فقد أخفقت بئر الدمام رقم (1) بعد أن جرى حفرها إلى عمق يزيد على 975 متراً. أما بئر الدمام رقم (2) فقد تبين أنها (رطبة) بمعنى أنها تنتج الماء بشكل رئيس، إذ كان إنتاجها منه يزيد بمقدار ثماني أو تسع مرات على حجم إنتاجها من الزيت. ومع نهاية عام 1936م، ارتفع عدد العاملين من السعوديين إلى 1076 عاملا بالإضافة إلى 62 عاملاً من غير السعوديين. وفي السابع من كانون الأول 1936م بدأ اختصاصي وحفر الآبار الاستكشافية في حفر بئر الاختبار العميقة رقم (7).. وإذا كانت الآبار الأخرى مخيبة للآمال، فإن البئر رقم (7) لم تكن خالية من ذلك في البداية.. فقد حدث تأخير في عملية الحفر، كما كانت هناك بعض المعوقات، حيث انحشر أنبوب الحفر، وحدث كسر في جنزير الرحى، وسقطت مثاقيب الحفر في قاع البئر المحفورة، وكان لا بد من التقاطها. ففي الأسبوع الأول من آذار 1938م، حققت بئر الدمام رقم (7) الأمل المرجو، وكان ذلك عند مسافة 1440 متراً تحت سطح الأرض، أي بزيادة تقل عن 60 متراً عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقعون وجود النفط عنده، فقد أنتجت في الرابع من آذار 1938م، (1585) برميلا في اليوم . وتزامن توقيت زيارة الملك عبدالعزيز مع اكتمال خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلى ميناء رأس تنورة، بطول 69 كيلو متراً، حيث رست ناقلة النفط التي أدار الملك عبدالعزيز الصمام بيده لتعبئتها بأول شحنة من النفط السعودي. ومنذ ذلك الحين، طورت (أرامكو) حقول زيت كبيرة أخرى في المنطقة المغمورة، بما فيها حقل (أبو سعفة) الذي اكتشف عام 1963م وبدأ الإنتاج عام 1966م، وحقلا الظلوف ومرجان اللذان تم اكتشافهما عامي 1965 و1967م على التوالي وبدأ الإنتاج فيهما في عام 1973م، وحقل منيفة الذي اكتشف عام 1957. بعد هذا كله، يبقى حقل السفانية المعيار الذي تقاس به جميع الحقول الأخرى، ويعتبر الأقدم والأكبر، حيث يغطي مساحة تبلغ 50 كيلو مترا طولا و15 كيلو مترا عرضا، وينتج أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم. أما حقل الغوار والمسمى - بسيد الحقول - فلم يعرف تاريخ صناعة الزيت في العالم كله حقلا نفطيا أكثر أهمية وإنتاجا منه. ومنذ اكتشافه عام 1948م، وهو يدهش الباحثين والمنقبين بامتداده الجيولوجي الذي يعود إلى 199 مليون سنة عند أقصى التقديرات و145 مليون سنة عند أدناها. بدأ إنتاج حقل الغوار عام 1951م، ولكنه سرعان ما أثبت تقدما كبيرا على الحقول الأخرى بإنتاج الزيت بكميات لا يضاهيه فيها أي حقل على مر تاريخ صناعة الزيت. وهو ما دعا خبراء الزيت إلى إجراء المزيد من الأبحاث فيه. وفي بداية عام 2000م، توصَل فريق متخصص إلى نتيجة مثيرة للاهتمام كشفت عن مزيد من الحقائق المدهشة. فقد أجرى الباحثون قياسات علمية لشبكة التكوين الجيولوجي وكشفوا عن شبكة مسامية دقيقة هائلة من المسارات الخفية في الصخور الجيرية تحتضن كميات كبيرة من كنوز الزيت. ولا يزال الفريق يعمل على تطبيق هذه النتيجة الجوهرية لتنقيح المفاهيم الأساسية ونماذج حقل الغوار لتحسين التوقعات الخاصة بالاستخلاص. وبقيت بعض الكنوز النفطية صامتة إلى أن أعلنت وجودها عام 1948م، عبر اكتشاف نفطي رفع الحجاب عن جوهرة تمدّ العالم بالطاقة. ويعد مكمن عرب - د، هو المكمن الرئيس في حقل الغوار، ويبلغ سمكه 100 متر، وقد تكون زيته بصفة حصرية من الصخور الطينية الجوراسية الغنية بالمواد ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram