TOP

جريدة المدى > مواقف > أوديرنو.. نسعى لإنقاذ المكاسب المتحققة

أوديرنو.. نسعى لإنقاذ المكاسب المتحققة

نشر في: 30 مارس, 2010: 04:35 م

ترجمة :علاء خالد غزالةهبط الجنرال راي اوديرنو، في خضم الاضطراب الذي تلا الانتخابات في العراق عام 2005 ، بقاعدة الولاء الامنية المشتركة الواقعة في اطراف مدينة بغداد للاطلاع على تفاصيل بعض الخطط قبل انهائها. وكانت فرقة من الشرطة العراقية قد نقلت مقرها الى هذه القاعدة التي كانت محمية مغلقة على الجيش الاميركي فحسب. تبقى نتائج الانتخابات العراقية والجهود المضنية لتشكيل الحكومة الجديدة محل شك،
لكن انسحاب القوات الاميركية من هذا الجزء من البلاد، او «تقليص» هذه القوات حسب تعبير الجنرال، ماضٍِ قدما في طريقه على ما يبدو.قال الجنرال اوديرنو لضباطه الذين تجمعوا حوله في غرفة ازدحمت بشاشات التلفاز المسطحة والخرائط المعلقة على الجدران: «ان كيفية اعادة نشر القوات، وتسليم زمام الامور (الى العراقيين)، سوف يقطعان شوطا طويلا قبل ان تتكشف.» «هذه» هي نهاية الحرب في العراق، الصراع الذي ساهم الجنرال اوديرنو بتشيكله بنفس القدر الذي ساهم فيه اي قائد عسكري اميركي آخر.خدم هذا الجنرال، من بدء الحرب في عام 2003 الى إلقاء القبض على صدام حسين، ومن الايام الدموية للعنف الطائفي الى مقارعة التمرد، خدم الادارة الاميركية التي بدأت الحرب، والتي خاض الرئيس الحالي حملة لإنهائها. كما جهد الجنرال، وهو ارفع ضابط عسكري رتبة في العراق، لمواجهة الغضب الشعبي من جهة، وعدم الاكتراث من جهة اخرى، في الولايات المتحدة، وحارب داخل الادارة من اجل الحصول على حصة العراق من التجهيزات التي يتزايد ارسالها الى افغانستان.  وقال في مقابلة صحفية تلت اجتماعه مع ضباطه: «يجب على الناس ان تتجاوز سبب مجيئنا الى هنا» مشيرا الى النقاش المرير حول اسباب غزو العراق قبل سبع سنوات. واضاف: «يجب ان لا تخوض هذا الجدال وان تفهم لماذا نحن هنا. لدينا فرصة قد تكون افضل، ليس للولايات المتحدة فقط، وانما لاستقرار عموم منطقة الشرق الاوسط. وينبغي علينا الافادة من هذه الفرصة.»تحمل النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات، التي تعد في غاية الاهمية لتطور الديمقراطية في العراق، بين طياتها توزيعا متفجرا للسلطة، لكن الجنرال اوديرنو يقول انه سوف يفي بموعد الرئيس اوباما النهائي لتخفيض عديد القوات الاميركية في العراق الى خمسين الفا، نزولا من العدد الحالي البالغ ثمانية وتسعين الفا، بنهاية شهر آب. ويتوقع ان يكون الجنرال إلى نفسه من بين المغادرين في هذه الفترة.يلعب الجنرال اوديرنو، كونه الضابط المسؤول عن تنفيذ اوامر اوباما بـ»الانسحاب المسؤول من العراق» دورا يتغير مع الايام: من القائد الذي ادار العمليات العسكرية في انحاء البلاد المختلفة الى الشخص الذي يجب عليه ان يفسح المجال امام القوات الامنية المحلية لتولي زمام الامور، حتى عندما يمارس ضغوطا من وراء الكواليس. واشار الجنرال انه يتوقع في الشهور القادمة ان يقل تركيزه على المهمات القتالية بينما يزداد هذا التركيز على محاولة بناء القوات الامنية العراقية، التي ما تزال ضعيفة، وعلى بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية. واكد ان ذلك يستدعي جهودا مستدامة تمتد الى ما وراء انسحاب القوات العسكرية.وكان الجنرال قد قال، اثناء زيارة الى واشنطن قبل الانتخابات العراقية، انه يدعو الى انشاء مكتب التعاون العسكري ضمن السفارة الاميركية في بغداد من اجل ادامة العلاقات فيما بعد الحادي والثلاثين من كانون الاول، 2011، وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات الاميركية. وعبّر عن شكوكه ان تقدم الحكومة العراقية طلبا لإبقاء القوات الاميركية بعد ذلك الموعد النهائي، على الرغم من ان المعاهدة الثنائية بين البلدين تترك الباب مفتوحا امام هذا الاحتمال. واضاف الجنرال قائلا: «يجب علينا ان نُبقي على التزامنا بعد 2011. انا اعتقد ان الادارة (الاميركية) تعي ذلك. كما اعتقد ان عليهم ان يقوموا بذلك لكي نصل بهذا الامر الى غايته. من المهم ان ندرك اننا لن ننتهي من العراق بمجرد ان يغادر الجنود الاميركيون اراضيه.»وصف الكولونيل ديفيد ميلر، قائد اللواء الثاني التابع للفرقة الجبلية العاشرة، ذلك بعبارة اخرى، اثناء شرحه الخطط التي تقضي بالاستمرار في تمويل مشاريع المياه والبيوت الخضر في ضواحي بغداد حتى بعد ان انسحبت القوات الاميركية الى المناطق النائية في الصحراء، قائلا: «نحن لا نوقف المشاريع ثم نلوذ بالفرار.»امضى الجنرال اوديرنو الآن خمسة واربعين شهرا من شهور الحرب الاربع والثمانين، وهي مدة طويلة بما فيه الكفاية لكي يشهد الصراع بسرّائه وضرّائه.ادت تكتياته كقائد للفرقة الرابعة مشاة في صلاح الدين في الشهور التي تلت الحرب عام 2003، والتي وجهت اليها الانتقادات بانها عدوانية زيادة عن الحد، الى خلق الانطباع العام عنه بانه قائد شديد الوطأة، بل وحتى متوحش. على ان الكثير من الناس تحدوا مثل هذا النقد، وصوّروه على انه القائد المحترف الذي ساعد على تخطيط وتنفيد ستراتيجية مقارعة التمرد، بضمنها زيادة القوات التي اعلن عنها الرئيس بوش في كانون الثاني من عام 2007، وهو ما ادى الى قطع دابر العنف الطائفي. وتلقى القائد الاعلى في ذلك الوقت، الجنرال ديفيد بترايوس، جلّ الاهتمام الشعبي، لكن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram