بغداد / أسماء عبيد كانت وفية لمسيرة والديها في الإذاعة العراقية وفخورة بهما أيما فخر، حين اعتلت الإعلامية الشابة (إيناس القباني) منصة قاعة الندوات في دار الكتب والوثائق ضمن نشاطها الثقافي النصف شهري للحديث عن تجربة والدها الإذاعي الرائد الراحل (حافظ القباني) ووالدتها (أمل القباني) أمد الله في عمرها
وهي تعاني من وعكة صحية مستمرة. كانت إيناس قد حدثتني بأن دار الكتب والوثائق التابعة لوزارة الثقافة وبشخص مديرها د. سعد بشير، قد وجهت إليها دعوة لتنظيم ندوة تعريفية تتناول تاريخ والدها ووالدتها في الإذاعة العراقية منذ انطلاقتها عام 1937 حين كانت تسمى الإذاعة اللاسلكية من بغداد ومشوارهما الإعلامي الغزير، واستشارتني حول طريقة عرض سيرتهما فأشرت عليها بطريقة عرض الـ power point وعرض مادة فلمية وصور ومؤثرات وغيرها، فأعجبتها الفكرة بل وزادت على ذلك أن أسمعت جمهور الندوة صوت والدها القباني وهو يقرأ نشرة أخبار الساعة الثانية والنصف ظهراً وصوته مع أمل حين كانا يقدمان سوية برنامج (الموضوع الواحد) وهما أول ثنائي إذاعي عراقي وربما عربي يقدمان برنامجاً مشتركاً في وسيلة إعلامية. واستعرضت مؤلفاته العديدة حول الإذاعة والتلفزيون وهي (الريبورتاج الإذاعي – المذيع في الراديو – حرفية المذيع (طبع على نفقة معهد التدريب الإذاعي) – الإذاعة العراقية تاريخ وذكريات). تلك هي الكتب المطبوعة كما قالت إيناس وأكدت لأخيرة المدى: « هناك كتاب من تأليف والدي الراحل عن تاريخ التلفزيون العراقي هو قيد الطبع حالياً واحتفظ بمشاريع كتب جديدة ائتمنني والدي عليها وأوصاني بترتيبها وتدقيقها ومراجعتها وطباعتها بعد وفاته « وبألم وحسرة قالت: « كتاب التلفزيون مضت عليه سنين ينتظر الطبع في لبنان وللأسف لم تتم طباعته حتى اليوم وكان إبراهيم الزبيدي قد طبع لوالدي كتاب (الإذاعة العراقية تاريخ وذكريات) في الأردن حيث راجعه وقدمه وطبعه ولكن ما يؤسف له لم يتم توزيعه بطريقة صحيحة، أتمنى لو أن مؤسسة ثقافية مرموقة تتبنى طباعة كتب رائد الإذاعة العراقية حافظ القباني كي لا تكون نهباً للضياع وسأبذل جهدي لتنفيذ وصيته «. هذا واستعرضت الإعلامية الشابة محطات من سيرة والديها الإعلامية وأجابت عن تساؤلات كثيرة طرحها الحاضرون في قاعة الندوة عن مسيرتهما الإذاعية الطويلة وكان من المفترض حضور الدكتورة أمل القباني والمشاركة إلا أن التعب أخذ منها مأخذاَ فلم تستطع الحضور.