TOP

جريدة المدى > سينما > كتب:"التطور الإبداعي فـي السينما" للناقد حسين السلمان

كتب:"التطور الإبداعي فـي السينما" للناقد حسين السلمان

نشر في: 31 مارس, 2010: 06:39 م

(إن هذا الكتاب , تجربة متواضعة في تقديم ما لم تُقدمهُ الكُتب الأُخرى عن السينما لجمع الأساليب والإتجاهات السينمائية المُهمة في كتابٍ واحد , فإن واحدة من مُهمات هذا الكِتاب أن يَسدَّ فراغاً كبيراً في المكتبة السينمائية العربية بشكلٍ عام والمكتبة العراقية الفقيرة بشكلٍ خاص .
 فلا جِدال حولَ تأليف أو ترجمة الكُتب السينمائية لإنها لم تزل دونَ الحاجة لمُتطلبات الإنسان المُعاصر . فالكتاب هذا , يطمح لإن يكون مصدراً مُهماً للعاملين في الحقل السينمائي من كُتاب ومخرجين وفنيين , كما إنهُ يضع الخطوط الأساسية والعامة أمام التدريسيين في مجال الأساليب والإتجاهات والنظريات في السينما العالمية , خاصةً أن الكتاب إعتمد نوعين من النقد السينمائي في تقديم المعلومات أو تناول الأفلام وهُما : النقد النظري والنقد التطبيقي) . بهذهِ الكلمات , كتبَ الناقد والمُخرج السينمائي (حسين السلمان) تمهيداً لكتابهِ الصادر حديثاً في بغداد عن الموسوعة الثقافية ذي الرقم (84) وهي سلسلة ثقافية شهرية تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة , والكِتاب يقع في 143 صفحة من الحجم الصغير . تضمنَ الكتاب ثمانية فصول , تعنونَ الفصل الأول بالواقعية الجديدة الإيطالية حيثُ كانت السينما الإيطالية قبلَ وإبان الحرب العالمية الثانية تسير حسب طريقتها  الخاصة , إلا أنها سُرعان ما أخذت وإهتزاز مُشوّه آنذاك هي أفلام غير واقعية لا علاقةَ لها بما يدور في المجتمع الإيطالي . وقد عُرفت أفلام تلكَ المرحلة بسينما (التلفون الأبيض) لتتُقدمَ القصور الفخمة والأحياء الغنية وما في داخلها وخارجها من سادة وسيدات ٍالمجتمع الإيطالي , تاركين الواقع الحقيقي المُدمر للشعب الإيطالي . وقد برزت ضمنَ هذا الوضع القائم , بوادر ظهور الواقعية الجديدة في الإيطالية بصناعة فيلمين مُهمين أُنتجا عام 1942 وهُما (العُشاق الملعونون) وهذا الفيلم مُقتبس عن رواية " ساعي البريد يقرع الباب مرتين على الدوام " للكاتب الأمريكي جيمس كين , وهوَ أول فيلم للمُخرج (لوكينوفيسمونتي)الذي يُعد أول من ساهم في الترويج لافكار الواقعية الجديدة منذ عام 1942 . ويَكمُن سبب الإشارة الى بداية الواقعية الجديدة . فالفيلم تمَ تصويرهُ في مناطق شعبية , وهذهِ صفة مهمة تؤكدها الواقعية الجديدة . بعد سقوط الفاشية في إيطاليا عام 1945 , إنطلقت السينما من ركام الوضع المُتأزم , لتتداخل مع حياة الشعب مُحولةً إستنطاق الأحداث اليومية المرة لتعكس حياة الناس البُسطاء على حقيقتها عبرَ صور سينمائية ستظل خالدة بقدرتها التعبيرية وصدق أحاسيسها وتوغُلها في ضمير الإنسان عبرَ وسائل تقنية سينمائية بسيطة بعيدة عن الأستوديوهات بديكوراتها وإضاءتها . من جوهر هذا الوضع , إنطلق (ربرتو روسلليني) ليضع اللمسات الاولى لبناء أكبر وأضخم صرح سينمائي , إنهُ الواقعية الجديدة الإيطالية وقد كان الفضل الكبير في تفتح أزهار الإبداع السينمائي بإطلالة فيلم " روما مدينة مفتوحة " من إخراجهِ عام 1945 , ويُمكن إيجاز سمات الواقعية الجديدة بـ(المواضيع اليومية المُلحة / الجو والبيئة / هجرة الإستوديو / التمثيل / تركيب وبناء الوثيقة) . لقد ركزت أفلام الواقعية الجديدة على الأحداث المُلتهبة في الشارع الإيطالي . ففيلم " الأرض تهتز " لفسكونتي تم تصويرهُ في جزيرة صقلية . أما فيلم " سارق الدراجة " فيُعتبر من أحد أهم عشرين فيلماً في تأريخ السينما العالمية. وفي الفصل الثاني من الكتاب , فيتحدث المؤلف عن اثنين من أبرز المُخرجين السينمائيين الإيطاليين هُما (فيتوريادي سيكا) و (لوكينو فسكونتي) . وفي الفصل الثالث , فيكُرس المؤلف حديثهُ عن السينما السياسية وأبرز سماتها , فيقول أنها ولدت من رحم الواقعية الجديدة الإيطالية وهي إمتداد لها لوجود الكثيرمن نقاط التقارب سواء في التوجه السياسي أو الفني لكِلا الإسلوبين , كما أن عدداً من الكُتاب والمُخرجين من الواقعية الجديدة هُم أيضاً عناصر أساس في تطور السينما السياسية . أما أبرز سمات السينما السياسية فهي (العلاقة المُباشرة بالسياسة / إعتماد الشكل الواقعي ذات الصبغة السياسية / التحليل العلمي للأحداث السياسية / الشكل التسجيلي / منهجية الواقعية الجديدة / التحريض) . وفي الفصل الرابع , فيتحدث المؤلف بإسهاب عن المُخرجين السينمائيين فرانشيسكو روزي وداميانودامياني.اما الفصل الخامس , فيكرسهُ للتعريف بالتعبيرية في السينما التي بدأت مُبكراً في ألمانيا وتحديداً عام 1913 عندما ظهرَ فيلم (طالب من براغ) إخراج بول فغندر , حيثُ كانَ هذا الفيلم قد وضعَ بعضاً من المُميزات الأُول لإسلوب التعبيرية التي ستكون مُنطلقاً رحباً لتوسيع مفاهيم وأُطر هذ الإسلوب الإبداعي والفني والأدبي . وفي الفصل السادس يُعرف المؤلف بالمُخرج النمساوي " فريتز لانغ " . أما الفصل السابع الذي حملَ عِنوان (الموجة الجديدة) , وهو إتجاه وِصِفتْ بهِ حركة السينما حيثُ ظهرَ هذا الإتجاه كنتيجة منطقية لمُمارسة النقد السينمائي , لذا فإن ملامحه وسماته وأبعادهُ الفنية الفكرية , تشكلت من التوجهات النظرية النقدية , وقد قادَ كُل من " غو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram