ديالى/ شينخواعلى الرغم من الدماء التي اريقت في تفجيرات الجمعة الماضية في السوق الشعبي بمدينة الخالص بمحافظة ديالى ، الا انها وحدت صفوف اهالي المدينة ووجهت ضربة قاصمة للطائفية. حيث قال التربوي هادي القيسي بحسب وكالة أنباء (شينخوا) أثناء وقوفه بجوار خيمة عزاء لاحد اقربائه،
الذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها في تفجيرات الخالص "هكذا نحن العراقيون دوما الافراح والاحزان تجمعنا وتوحدنا وتجعلنا ندرك جيدا اننا بدون وحدتنا لايمكن أن نعيش أو نرتقي إلى الامام، مضيفا الدماء التي تسفك كل يوم في ارض محافظة ديالى هي لمكونات الشعب، والآهات والانين الصادر من حناجر الامهات بلهجات عدة تعبر في محتواها عن ألم وقسوة فراق الاحبة.وأوضح القيسي انه ينتمي لطائفة معينة لكن قريبة المتوفي ينتمي لطائفة اخرى، ولم يزره منذ عدة أعوام بسبب المخاوف من الاستهداف الطائفي، لكنه استدرك "مقتله جعلني انسى كل مخاوفي واهرع مسرعا للوقوف بجوار اقاربي لمواساتهم، لعلي اهون حجم المصيبة التي المت بهم بفقدان ولدهم بتفجيرات مدينة الخالص.وتابع: ان العراقيين اناس تجمعهم الافراح والاحزان وعندها يتناسون كل شيء ويقفون لدعم بعضهم البعض في المسرات والاحزان، لاننا نمثل جسدا واحدا، لم تقدر آلة العنف الطائفي على تفريقنا، واستمرت في قلوبنا جذوة المحبة لبعضنا البعض.إلى ذلك، قال عبد صالح السعدي إنه ذهب لمستشفى بعقوبة العام مساء الجمعة الماضية لزيارة احد اقاربه وفجأة جاء العشرات من جرحى تفجيرات الخالص وبعضهم اصابته خطيرة وكانت صورة مؤلمة جدا وبشعة.ومضى يقول"سمعت احد الاطباء يدعو المواطنين للتبرع بالدم، فهرعت للتبرع بدمي، ولم اعرف اين ذهب دمي، لمصاب من أي طائفة، مبينا أنه بكى عندما شاهد أمرأة عجوز تتجاوز الـ 70 عاما تتوسل بالطبيب أن يأخذ من دمها لانقاذ صبي مصاب كانت تبكي وتنوح قربه وكأنها والدته.وفي السياق ذاته قال صاحب متجر في الخالص بلال حمادي أن التفجيرات الدموية التي ضربت مركز المدينة استهدفت جميع الاطياف، وكانت تسعى لاحداث شرخ في النسيج الاجتماعي لكن المؤامرة لم تنجح.وأوضح حمادي أن هناك جماعات متطرفة، من مكونات عدة، وجميعهم تشكل خطرا كونها خنجر يستخدم من قبل دول الجوار لزعزعة الامن والاستقرار وقتل الابرياء، مؤكدا أن جرح مدينة الخالص لن يشف الا بتعاون جميع الاطياف فيما بينها.واتهمت ام صادق، التي فقدت احد اولادها في التفجيرات من اسمتهم بغير العراقيين بتنفيذ هذه الهجمات قائلة والدموع تتساقط من عينيها "إن من يقف وراء تفجيرات الخالص لايمكن أن يكون عراقيا ابدا، أو يعتنق الاسلام، بل هو ارهابي مجنون، كفر بجميع المعتقدات الدينية".وعلى صعيد متصل، أكد عضو لجنة الاعلام في مجلس محافظة ديالى مهدي شعنون أن الكثير من القرى المحيطة بمركز مدينة الخالص اقامت مجالس عزاء رمزية تضامنا مع المصاب الجلل الذي اصاب عشرات الاسر في تفجيرات الجمعة الدامية التي ضربت سوقاً شعبياً في الخالص.يذكر أن انفجارين احدهما بسيارة مفخخة استهدفا يوم الجمعة الماضية سوقاً شعبياً في مركز مدينة الخالص (20 كم) شمالي بعقوبة ما ادى إلى استشهاد 53 مدنيا واصابة 105 اشخاص بجروح وتدمير العشرات من المحال التجارية، فضلا عن احتراق سيارات مدنية واضرار مادية بعدد من المنازل، واعتبرت الحكومة مركز المدينة منطقة منكوبة.
مأساة مدينة الخالص ..توحد صفوف أهالي ديالى للاستمرار فـي مواجهة الإرهاب
نشر في: 31 مارس, 2010: 08:16 م