وفي ختام الحفل قرأ ـ الشاعر زعيم نصار جزءاً من سيرة البريكان قائلاً:ولد محمود داود البريكان (أو البريجان بلهجة أهل الزبير) عام 1929 ـ أو 1931 في قضاء الزبير من أسرة عريقة تمتد جذورها الى نجد والتي يطلق عليها اسم (شيوخ الأصل) في الزبير، أبوه الشيخ داود البريكان من الذين عملوا وكافحوا على فتح مدرسة البنات في الزبير وكان أن اعتدي عليه في مقهى المدينة من قبل جماعة من المتعصبين،ويذكر البريكان عن طفولته
(ما رواه صديق الطفولة الأديب عبد الغفور النعمة) أنه كان جالساً في ديوان والده (المضيف) والناس يتكلمون وأبوه يتكلم وحينما تكلم هو،أعجب الحاضرون بمنطقه وقال أحدهم لأبيه(ابنك من يكبر يصير شي)، في الصف الثاني المتوسط يذكر زميل دراسته القاص محمود عبد الوهاب كيف نادى مدرس اللغة العربية وهو يحمل دفتره بغلاف أنيق من بين مجموعة دفاتر الإنشاء باسم محمود داود البريكان نهض من مقعده في الزاوية اليسرى من الصف،طالب معتدل القامة يتستر بمعطف خفيف،مشى نحو المدرس إزاء السبورة،ناوله المدرس الدفتر وطلب منه أن يقرأ الإنشاء الذي كتبه وبدأ محمود يقرأ فجأة أصبح الصف مكانا آخر، وارتعشت وجوهنا كلمات وصورة وجملة كأنها تتواثب تحت جلودنا وفي بهو المدرسة المعتم وخارج الصف دنوت منه،فابتسم أحدنا للآخر ثم سرنا معا صامتين كما لو كنا نسير في نفق طويل.امتهن البريكان التعليم الابتدائي في مدرسة النجاة الأهلية في الزبير بما يقارب الثلاث سنوات ثم سافر الى الكويت عام 1953 وعمره 23 سنة وظل فيها ما يربو على الخمس سنوات ونصف قضاها في التعليم بمدرسة قتيبة وفي عام 1959 أنتقل الى بغداد حيث أتم المرحلتين الباقيتين من دراسته للحقوق التي كان قد قطعها عام 1949 لظروف خاصة وبعد نيله الشهادة عام 1961 بقي في بغداد حتى أوآخر عام 1967 يزاول التدريس إذ أنه لم يمارس المحاماة ثم عاد بعدها الى البصرة ليستقر به المطاف مدرساً للغة العربية في معهد إعداد المعلمين.وأضاف نصار: سأكتفي هنا بما أثبته القاص عبد الغفور النعمة بحديثه عن علاقة محمود البريكان بالموسيقى أملا منه بأن يفي بوعده فيما يخص ملاحظاته على كتاب محمود البريكان في النقد الموسيقي الذي  شاهد منه الأديب إحسان وفيق السامرائي دفترين بخط يد البريكان.(جمعني مع محمود البريكان حب الموسيقى بعد تخرجنا من الدراسة الإعدادية وحين التقينا في الستينيات في معهد المعلمين كنت أذهب معه الى بيت أهله في الزبير لنسمع الموسيقى ومحمود البريكان يجيد الانكليزية ويجيد فهم الموسيقى الانكليزية وفوجئت عندما نسمع إحدى الاسطوانات بأنه يتكلم مع نفسه كلام الاسطوانة ما يدل على انه ضليع في لغتها وموسيقاها،خاصة في الموسيقى السمفونية وأفهم موسيقي في العراق وهو بمستوى نجيب المانع لكونه يميز بين اصوات العزف من آلة لأخرى كتاب مهم(لم يطبع طبعا) في النقد الموسيقي وطلبت منه ان أجري مقابلة معه فرفض وحين حاولت كتابة مقالة عن ذلك رفض ذلك أيضاً علاوة على انه ناقد سينمائي بارع وناقد قصصي بارع وان لم يكتب القصة ولا ابالغ إذا قلت عنه افهم بكثير من القصاصين في مجال اهتمامهم.قتل البريكان الساعة العاشرة من مساء يوم الخميس المصادف 28 شباط من عام 2002 في داره الواقعة في حي الجزائر في العشار ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير بعد يومين من قتله وسكن  مع السياب في المقبرة التي دفن فيها.