منظر جميل أشاهده كل يوم، وانا أمر ببناية المسرح الوطني، عمال بناء وصباغون ونقاشون يتولون اعادة تأهيل المسرح الوطني، ضمن حملة بدأت متأخرة وهي ترمم أهم صرح ثقافي  في بغداد وتمنحه الروح من جديد، وقد  عول عليها فنانونا وهم يلوذون بالبناية  التي احتضنتهم طوال السنوات التي تلت عام الفين وثلاثة،
 في الوقت الذي  طال الخراب بيتهم (دائرة السينما والمسرح)، الكائن في بناية مسرح الرشيد، ومادامت اعمال التأهيل والبناء  قد دبت  في مفاصل صروحنا الثقافية لتمنحنا شيئاً من الأمل في ان تتجمل ثقافتنا قليلاً  وتنزع عنها رداءها الذي بلي منذ سنوات طوال، نقول: ان ذلك  منحنا فرصة الحديث عن أهمية اعادة الحياة الى بناية الدائرة القديمة واكمال عمليات تأهيلها لتعود حاضنة وبيتاً لكل الفنانين، وفض النزاعات التي نشبت بسبب سوء التخطيط والادارة  والتي تسببت باقتطاع  جزء كبير من  جسد البناية  لتخصيصه الى فضائية جديدة، الأمر الذي رفضه الفنانون لأنه يأخذ مساحة كبيرة من بنايتهم وقدموا اعتراضاتهم  الى المسؤولين من دون جدوى. لكن الحال يبدو انه يمر بسبات، فمازال البناء متوقفاً و البناية تركت بحال يرثى له، وجميع عمليات التأهيل التي قيل عنها ووعد بانجازها لاتزال متوقفة،  ولم يبق أمام  الفنانين الا انتظار تشكيل الحكومة الجديدة عساها تبت في أمرهم، ولكن مايستحق الذكر هنا هو انهم وبرغم تهجيرهم من دارهم  والذي أستمر أكثر من ست سنوات، مازالوا  يبتكرون  الفضاءات كي يعبروا عن أصواتهم وفنهم ليكون تأريخاً حاضراً أمام الجميع  يفيض بروح خصبة معطاء، وهاهو منتدى المسرح يواصل عروضه المسرحية الجديدة وسينضم اليه المسرح الوطني قريباً بعد اكتمال حلته الجديدة، ليحتضن الفنان العراقي وطاقته التي لاتنضب لرسم مسارات جديدة للحياة.     أفراح شوقي