وديع غزوان لانظن ان هنالك من يختلف في حقيقة التشابه الكبير في ملامح البرامج الانتخابية للكيانات السياسية كافة التي تنافست على مقاعد مجلس النواب القادم ,فكلها تقريباً تضمنت مواد وفقرات عن نبذ المحاصصات واعتماد النهج الوطني في ادارة البلاد والعباد وتوفير الخدمات والنهوض بالواقع الاقتصادي وغيرها , برامج فوارقها نسبية ولاتكاد تذكر الا في ما يتعلق بالنظرة الى بعض القضايا كموضوع تطبيق المساءلة والعدالة الذي اتخذ مناحي مسيسة لاتخدم بناء العراق .
كل القوائم رفعت شعارات واعلنت برامج لوطبق الجزء اليسير منها فنحن كشعب بالف خير , بل ان كل القوائم لم تتوان من رفع شعار التغيير سواء من كان منها في الحكومة او خارجها .لانريد ان نبالغ فنقول ان الناخب كان من الوعي والدراية والامكانية التي تحفزه لقراءة البرامج الانتخابية جميعها , بل حتى برامج الكتل الكبيرة , ومناقشتها معهم خاصة في مدى امكانية تطبيقها , لذا فقد توجه المواطن لصناديق الانتخاب واختارمن اراده على وفق ما تولد لديه من قناعات بامكانات هذه الشخصية او تلك على تحقيق طموحاته , دون ان نغفل ان البعض , رغم ملاحظاته على اداء وسلوكيات مرشحين في هذه القائمة او تلك , فقد اصر على ان يعطي صوته على وفق الانتماء الطائفي او القومي متجاهلاً ما قد يسببه هذا السلوك من تشويه للديمقراطية وتبوؤ عناصر غير مؤهلة مقاعد لاتستحقها في مجلس النواب وبالتالي انعكاس هذا الامر على ادائه وقصور دوره التشريعي والرقابي .قد تبدو مثل هذه المظاهر طبيعية في العراق عند البعض بحجة حداثة التجربة الديمقراطية .. ومع اتفاقنا بشكل عام من ان اي تجربة جديدة تحتاج الى سنوات لبلوغ غايتها , الا ما نختلف فيه معهم ان السنوات السبع الماضية مرت دون ان يكلف اغلب السياسيين أ نفسهم مشقة الارتقاء بنهجهم وسلوكياتهم الى ما ينشده المواطن الذي تمسك بفطرته بالديمقراطية كخيار وتوجه للادلاء بصوته متحدياً كل مخططات الارهابيين .في إقليم كردستان كانت التجربة اكثردقة خصوصاً في انتخابات اعضاء برلمان الإقليم التي جرت في تموز من العام المنصرم, حيث حرصت القوائم الانتخابية المتنافسة على عرض برامجها امام المواطنين الذين عبروا عن آرائهم وملاحظاتهم .لذا فرغم بعض الملاحظات التي سجلت على انتخابات الإقليم فانها تبقى في مجملها نموذجاً غير مسبوق التطبيق في دول العالم الثالث . كما ان وجود المعارضة في البرلمان يشكل حافزاً لتطبيق كل قائمة لوعودها .ما نريد ان نقوله هنا , وفي ضوء المساجلات الطويلة والمملة ,بشأن تشكيل الحكومة القادمة , ان المواطن ما زال ينتظر من الكيانات الفائزة مبادرة تؤكد ايمانها بمصلحة المواطنين والتمسك بالشعارات التي رفعتها , و ما نحتاجه ليس تصريحات وخطباً عصماء منمقة , بل فعلاً يجسد الايمان الحقيقي بها .
كردستانيات: الايمان أولاً
نشر في: 3 إبريل, 2010: 04:41 م