TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: جنبلاط في دمشق أي جديد؟

خارج الحدود: جنبلاط في دمشق أي جديد؟

نشر في: 3 إبريل, 2010: 05:11 م

حازم مبيضين من تحت بوابة حزب السيد حسن نصر الله الطائفي والأصولي، عبر الاشتراكي الديموقراطي وليد جنبلاط إلى دمشق، للقاء الرئيس السوري البعثي القومي بشار الأسد، بعد قطيعة استمرت حوالي الست سنوات، لم يقصر حنبلاط خلالها في اتهام النظام السوري بما فيه وما ليس فيه، طمعاً في نيل رضى حلفائه اللبنانيين، الرافضين لأي تدخل سوري في شؤونهم الداخلية.
ولسنا ننكر على جنبلاط البحث عن مصالحه في واشنطن، أو تحت أسوار الجامع الأموي، أو في دهاليز قم وطهران، فالسياسة لا تعرف الجمود والتجمد عند مواقف بعينها، لكن الواضح أن جنبلاط استمرأ سياسة الانقلاب على الذات التي يتفنن في إتقانها وتكرارها بأكثر من صيغة وعلى أكثر من صعيد.دمشق التي تتقن اللعبة، وتعرف الرجل وتقلباته تعاملت مع زيارته بحجمها الحقيقي، واكتفى الإعلام السوري بخبر يتألف من 15 كلمة قال فيه " استقبل السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم النائب اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "، لا مؤتمر صحفي ولا لقاءات مع الإعلام، بل عودة سريعة إلى بيروت بحراسة عراب الزيارة، الذي حدد موعدها بعد أن توسط لانجازها، ونال جائزته على ذلك بالتصريح الجنبلاطي القائل إنه رسم مع الاسد الخط البياني السياسي، الذي يبدأ بدعم المقاومة، والمقصود طبعاً حزب السيد نصر الله، فالزيارة عند صانع السياسة السورية، ليست أكثر من إعلان التوبة والطاعة من سياسي لايعرف أحد متى يتراجع عنها ويسن أمضى أسلحته لمعاودة الهجوم الذي لم يعد له صدىً ، مثلما أن إعلان الاسف والتوبة لم يجدا صدىً عند سفوح قاسيون. اللافت ان زائر دمشق عاد إلى بيته في بيروت، ولم يعد إلى قصر المختارة بما يمثله من زعامة تاريخية، وكأنه يعلن تنازله عنها أو تخليه عن إرث الشهيد كمال جنبلاط وما يفرضه من مواقف، بعد أن تخلف عن زيارة قبره في ذكرى وفاته، منتدباً ابنه تيمور للقيام بالمهمة التي يبدو أنها باتت ثقيلة عنده، وليعلن اتفاقه مع الاسد على جملة من " الثوابت " وكأن في حياته ثابتاً واحداً غير ما اشتهر به انقلابات غير منتظره، ليس آخرها إعلانه  أن الماضي البعيد في علاقاته بدمشق طوي الى الأبد، وأن سبب المشاكل والتوترات ناجم عن نقص في المعلومات، وعدم الاتصال ووضوح الرؤيا، وليس نتيجة لخلافات سياسية وعقائدية، وهو بذلك يلغي بكلمات قليلة تاريخاً من التباين في النظرة إلى الامور.ليس بعيداً أن هذا الانقلاب غير المفاجئ عائد إلى الاملاك العقارية الشخصية للزعيم الدرزي في عاصمة الأمويين، وهي التي لم يتمتع بريعها لخمس سنوات طوال ولا كان ممكناً له تنشق عطر الياسمين الدمشقي وهو يستمتع بصوت النافورة في بيته الذي يقال أن ثمنه يحسب بالملايين، ففي آخر الامر يرى جنبلاط أن من حقه المحافظة على أملاكه، ولو كان الثمن خضوعه لمشيئة حزب الله السياسية بعد انهزامه عسكرياً أمام ميليشيا هذا الحزب المسلحة حتى الاسنان والتي أثبتت قدرتها على السيطرة على معقل جنبلاط الجبلي، وتهجير سكانه، وإخلاء قراه من المناصرين. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram