طارق الجبوري يوماً بعد آخر تؤكد مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون تمسكها برسالتها النبيلة في نشر الثقافة وتعزيزها في المجتمع، لا باعتبارها ترفاً فكرياً بل كونها العامل الملازم والضروري في اي نهوض وتقدم تتوق اليه الشعوب سواء في المجال السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي.
وبعد 2003 وفي ضوء ماتطلبته المرحلة من جهود في التأسيس لتجربة سياسية جديدة في العراق على وفق المبادىء الديمقراطية التي اعتدنا تغييبها والالتفاف عليها في محيطنا العربي ونحن جزء منه، كانت الحاجة اكثر إلحاحاً لتصحيح المسارالثقافي وتنظيفه مما علق فيه من مظاهر اقل ما يقال عن بعضها انها اتسمت بالنفاق على حساب حاجات الناس وتطلعاتهم.. بل يمكن القول ان مجمل الانشطة والتظاهرات الثقافية سطحية ومسخرة لخدمة اهداف مرسومة لها، لذا تراها خلت، في اغلبها،من الابداع الذي اول ما يحتاج الى روح المبادرة والحرية والامان والاستقرار.وسط هذه الصورة لساحة العمل الثقافي في العراق وجدت المدى نفسها امام مسؤولية اخرى مضافة، فكانت وبشهادة العديد من المتخصصين،السباقة في إقامة العديد من الفعاليات الثقافية متحدية قوى الظلام والارهاب التي ارادت تعطيل وشل فاعلية احد اعمدة بناء لعراق الجديد متمثلاً بالمؤسسات الثقافية غير الحكومية.ومن هنا فان معرض أربيل الدولي للكتاب، الذي حرصت المدى على ان تقيمه في أربيل بالتعاون مع وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان، اعتزازاً بالتجربة الكردستانية التي احتضنت الادباء والمثقفين ورعتهم، واحدة من جملة فعاليات متعددة نحسب ان مؤسسة المدى ارادت من خلالها ان تفتح نوافذ جديدة للمواطنين جميعاً للتواصل مع آخر الاصدارات الفكرية والعلمية والسياسية وغيرها، ناهيك عما حققته هذه المعارض من تفاعل وعلاقات مع دور النشر العالمية والعربية.ويمكن القول بدون مبالغة ان هذا المعرض وما سبقه ورافقه من فعاليات ومنها الاسابيع الثقافية للمدى، كان المرآة التي نظر العالم من خلالها الى صورة العراق الجديد متجسداً في التجربة الكردستانية التي حاول البعض ان يشوه أهدافها، فكانت، أي كردستان، الأرضية التي ازدهرت ونمت فيها فعاليات المدى ومنها معرض أربيل الدولي للكتاب الخامس. وبهذا الصدد قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في كلمته التي ألقاها في افتتاح المعرض (ان هذا العدد الكبير من دور النشر والطباعة في العالم وخاصة من الدول العربية دليل خير، واعتقد ان هذا المعرض سيكون انتقالة نوعية في العلاقة مع الدول العربية).المتابع لمعرض أربيل الخامس للكتاب وما سبقه لابد من ان يلاحظ الجهد المتميز والاضافات المتحققة سواء في نوعية الكتب او عدد دور النشر المشاركة، كما ان الاقبال الجماهيري الكبير، يؤشر علامات نجاح في تعميق التواصل الثقافي بين مكونات المجتمع العراقي بألوانه الزاهية.تحية لكل جهد خير يسهم في وضع لبنة سليمة في صرح العراق وشكراً لـ (المدى) الغراء.rn
رسالة نبيلة
نشر في: 3 إبريل, 2010: 06:57 م