TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس

الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس

نشر في: 4 إبريل, 2010: 04:22 م

سيادة الجادرجي يقول: كنت اسمع ان الاستاذ معروف الرصافي  الف كتابا عن شخصية محمد يتعذر نشره بالنظر لما فيه من اراء تخالف الجمهور، فرغبت في الاطلاع عليه وبقيت اسعى لتحقيق الرغبة غير اني لم اوفق برغم المواعيد التي وعدني بها اصدقائي الذين كانوا يتصلون بالاستاذ الرصافي وهو في مسكنه في الفلوجة،
اذ ان الاستاذ الرصافي كان قد اعتزل بغداد واتخذ الفلوجة مسكنا منذ مدة تزيد على السبع سنوات فقررت ان اذهب بنفسي الى الفلوجة وارجو الاستاذ اعارتي الكتاب لقراءته  فذهبت وقابلت الاستاذ هناك يوم 27 اذار عام 1941 ولما اطلعت على فهرس الكتاب اعجبتني مواضيعه فاستأذنت الاستاذ استنساخه فاذن لي بذلك واعطاني قسما من اجزائه وعقيب عودتي الى بغداد باشرت بتاريخ 31 اذار (الوادي –ص 4 عام1941)  باستنساخه فصادف بعد ذلك ان وقعت الحرب بين الحكومة العراقية والحكومة البريطانية في اوائل مايس عام 1941 فاضطر الاستاذ الى ترك الفلوجة وايداع كتبه وبضمنها الاجزاء الباقية من الكتاب –الى شخص يأتمنه خارج بغداد فسبب ذلك انقطاعا في الاستنساخ غير ان الاستاذ بعد ان عاد الى بغداد واستقر فيها واستعاد الاجزاء الباقية اودعها الي جميعا للاحتفاظ بها كأمانة والاستمرار في الاستنساخ وحينئذ عدت فباشرت نسخه كلما سنحت لي الفرصة حتى انتهيت منه بتاريخ 31 اب عام 1941 على هذا قد استغرق في نسخ الكتاب خمسة اشهر، ان النسخة التي نقلت عنها الكتاب هي النسخة الاصلية التي كتبها المؤلف بخطه وهي مؤلفة من 43 كراسا وقد اعتبر المؤلف كلا منها جزءا ان معظم تلك الاجزاء على نسق واحد وحجم كل واحد منها  23 سنتم طولا و17 سم عرضا وكل جزء من هذا الحجم يحتوي على 30 ورقة الا باستثناء جزءين وهما الجزء الثلاثون والجزء الواحد والثلاثون فكل منهما يحتوي على 60 ورقة وحجم كل واحد منهما 20 سم طولا و16 سم عرضا. لم يملأ المؤلف كل ورقة من هذه الاجزاء وجهيها بل ترك احدهما خاليا ويظهر انه عمد الى ذلك كي يترك مجالا للزيادة ولكتابة الهوامش فيما بعد وقد اضاف بالفعل في اماكن متعددة من الكتاب بعض الزيادات ايضاحا للبحث حينا وزيادة فيه حينا اخر كلما احس ان البحث يحتاج الى ايضاح او الى زيادة وقد ادرجت كل تلك الزيادات التي اضافها المؤلف في صلب الكتاب الذي استنسخه ولكن لاجل تفريقها وضعت كل واحدة منها بين خطين.اني لم انهج في هذا الكتاب المنسوخ نهج المؤلف في ترك احد وجهي الورقة خاليا بدون كتابة لانني لم ار حاجة ماسة الى ذلك بالنظر الى انه لن تطرا عليه زيادات كما كان في النسخة الاصلية وقد رأيت من المستحسن ان اشير في هذه النسخة الى رقم الجزء الاصلي حيث بدأ فوضعت رقمه بالخط الاحمر عند بداية كل جزء من اجزاء النسخة الاصلية كما يلاحظ القارئ. ان النسخة التي نقلت عن هذا الكتاب هي نسخة المؤلف وقد كتب بخطه – كما قلت انفا- ورسم الخط فيها وجلي واضح لايخامر القارئ شك في قراءة كل كلمة من كلماتها، والكتاب الاصلي يحتوي على 1315 صفحة -43 جزءا اما هذه النسخة فقد احتوت 1154 صفحة بسبعة اجزاء لم يحتل الجزء السابع منها الا على 180 صفحة. وقد علمت انه لاتوجد نسخة كاملة منقولة عن الاصل غير هذه حتى الان اذ حاول عدد غير قليل من معارف المؤلف ان يستنسخوا الكتاب فباشروا غير انهم لم يكملوه، هذا ما عدا نسخة الاستاذ  مصطفى علي التي استنسخها بخطه وقد سألته عنها فأخبرني بأنه وان اعتنى باستنساخها وقابلها مع المؤلف ولكنه اضاف ان النسخة التي تكمل بعد اذ ينقصها شيء قليل من اخر الكتاب، والحق يجب ان يقال ان هذه النسخة (وان لم تكن اصح نسخة) بالنظر الى ان الاستاذ  مصطفى علي من اخص اصدقاء المؤلف ومن المعجبين بشعره وادبه وهو يعد من المتضلعين في اللغة العربية فمن المستبعد ان تصدر منه اغلاط لغوية وغيرها في اثناء النقل. rnهذا المقال نشر في مجلة الوادي شباط 1959

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram