اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > المرصد الاقتصادي :عمالة الاطفال.. يستسيغها أرباب العمل والحرف

المرصد الاقتصادي :عمالة الاطفال.. يستسيغها أرباب العمل والحرف

نشر في: 5 إبريل, 2010: 04:26 م

بغداد / علي الكاتبمشهد أصبح مألوفا في اسواقنا الشعبية اذ يتزاحم الاطفال لبيع اكياس النايلون للمتبضعين من السوق وقيادة العربات الصغيرة التي يحملون بها بضائع رواد تلك الاسواق الى  سياراتهم او لاي مكان يرغبون،وكذلك اصبح العمال من الاطفال هم علامة فارقة في المحال التجارية والمعامل الصغيرة والمطاعم ،حيث ان  أعداداً قليلة منها تخلو منهم.
 الدكتور خليل ياسين استاذ الاقتصاد السياسي في كلية المأمون الجامعة يقول : ان حالة الفقر والفاقة التي لاتزال الكثير من العائلات العراقية تخوض فيها وتعاني من اجل الخروج منها الى بحبوحة العيش المناسب لها ولاطفالها هي السبب الرئيس وراء بروز هذه الظاهرة اللافتة للنظر في سوق العمل ، وواقع الحال يشير الى عكس  رغباتها في تكريس  حالة الفقر والعوز وزيادة معاناتها ،الامر الذي يجعلها تلجأ الى تشغيل الاطفال الذين يكونون قد تركوا مدارسهم منذ فترة لعدم مقدرة اسرهم على سداد مستحقات الدراسة واجور مواظبتهم على الدوام في المدارس .ويضيف ياسين : ان الكثير من التقارير السنوية التي تصدرها جهات مختلفة سواء كانت حكومية من خلال الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات أم المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني تشير صراحة الى زيادة اعداد الاطفال المتسربين من المدارس الى سوق العمل الفوضوي  في الاسواق التي تكون في بعض الاحيان جاذبة لعمالة الاطفال،برغم وجود طوابير من الكبار عاطلين عن العمل لا يجدون من يوظفهم او يشغلهم.ويتابع ياسين:أن السبب وراء تفضيل أرباب العمل  للاطفال في تشغيلهم هو قلة الاجور التي تدفع اليهم اذ غالبا ما يكونون عرضة للاستغلال والابتزاز في احيان اخرى لعدم مطالبتهم بالاجور الحقيقية برغم عملهم لساعات طوال ،ونجد هذا واضحا في مهن تصليح السيارات والضلاعة وغيرها،وغالبا مايدعي ارباب العمل ان السبب وراء دفع اجور بسيطة للاطفال من العاملين لديهم انهم سيصبحون (اسطوات) في المستقبل عندما يكبرون وهذا هو ثمن ما سيجنوه مستقبلا.سجاد حسن 12 عاما يقول: قبل سنتين تركت المدرسة وتوجهت للعمل في سوق الخضار القريب من المنزل لانني الان اتحمل مع اخوتي الصغار اعالة عائلتنا المتكونة من خمسة اشخاص ، وعملي هو التوجه صباحا لشراء اكياس النايلون جملة  من سوق الجملة وبيعها في سوق الخضار لاربح ثمانية الاف من الدنانير او اقل من ذلك كل يوم.ويضيف: ينتابني الخجل كثيرا عندما ارى الاطفال يلعبون او يذهبون الى المدرسة ،وعندما يسألوني عن عملي اخبرهم انني اعمل في (البالات) لانها مهنة اعدها افضل من مهنتي الحقيقية،والعمل الذي اقوم به شاق جدا اذ غالبا ما أكمله بشق الأنفس لأنني طوال اليوم ابقى اتجول في السوق من دون وجود وقت للاستراحة فالكمية كبيرة والمتبضعين قلة واحيانا اتعرض للخسارة لعدم معرفتي بحساب النقود الامر الذي يجعلني عرضة لضعاف النفوس الذين يغالطونني في ارجاع بقية المبلغ واستقطاع مبلغ كيس النايلون منه .عباس الكعبي من منطقة بغداد الجديدة يقول:أن تفضيلنا للأطفال للعمل في معامل الخياطة هو زهد الاجور التي تعطى لهم وعدم تذمرهم من العمل الذي يطول لساعات في اليوم وعدم مطالبتهم برفع الأجور بين الحين والحين كما يفعل الكبار،كما ان الصغار هم بمثابة رصيد من العمالة نستخدمهم في وقت الحاجة عندما لا نتمكن من دفع رواتب العمال الكبار لان الاجور التي تعطى لهم قليلة مقارنة بالكبار.ويرى في ذلك الدكتور خليل ان معالجة هذه الظاهرة تتطلب أمور عدة منها وجود تشريع يمنع عمالة الاطفال بشكل مطلق مع افتتاح جمعيات خيرية تعنى باعالة العائلات الفقيرة التي ليس بمقدورها ارسال اولادها الى المدارس مع تخصيص دوائر الحماية الاجتماعية رواتب لكل طفل فقير يتمكن من خلالها اكمال دراسته والاستمرار في حياته الطبيعية اسوة بغيره وضمان حصوله على عمل مناسب عندما يكبر وتنمية قدراتهم بالشكل السليم والمطلوب بما يضمن جعلهم اعضاء نافعين في المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram