TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > هل بمقدور الغرب اختراق سور الصين العظيم؟

هل بمقدور الغرب اختراق سور الصين العظيم؟

نشر في: 5 إبريل, 2010: 04:29 م

ترجمة إسلام عامرقلما تعتمد الاعمال التجارية في الصين على الحكومة، حيث ان معظم المسؤولين الصينيين  يتحولون من مواقعهم الى القطاع الخاص البارز  الذي يحظى بمقولة شائعة يطلقها  الصينيون ""هاي شيا"  التي تعني ترجمتها : الخوض في البحر المفتوح".
 اما للأجانب فان هذه المياه متلاطمة الموج ، ففي الاسبوع الماضي اغلقت شركة غوغل العملاقة محرك البحث الاساسي التابع لها في الصين و ذلك بعد غضبها من الرقابة،بينما شارفت قضية الفساد المرفوعة ضد أربعة موظفين في مؤشر فاينانشيال تايمز 100 المنقبين في ريو تورينتو على الانتهاء.و في السنوات الاخيرة تواجدت مصاعب كبيرة امام الشركات الغربية مثل اي باي و ليفي شتراوس و تايم وارنر.و يبدو من الواضح ان ثمة معوقات كبيرة تحاول تقويض السوق الصيني،لكن نجاح الشركات الغربية هناك اصبح امرا متزايد الاهمية خصوصا و ان السوق الامريكية تعد المستهلك الاكبر في العالم.ان المملكة المتحدة و بشكل ٍ خاص حريصة ٌ على اقامة العمليات مع هيئات الاستثمار البريطانية الصينية  التي تلقت العام الماضي 6.900 تحقيقا صناعيا عن هذا البلد."اني اعتقد انه من الصعب تأسيس مثل هذه العمليات في الصين لكن ثمة عدد من الامثلة المعروفة على الصعيد العام من المشاكل التي لا ريب من انها تجعل السوق الصيني سوقا صعبة" هذا ما قاله  ستيفن فليس الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار الصينية ـ  البريطانية.فيشير فليبس الى الاخنلافات الثقافية بين الدول الأوروبية و الشركات الامريكية من  جهة و الشركات الصينية من جهة اخرى مشيرا الى تأثير الحكومة على المستويات الوطنية و البلدية و المحلية حيث انها :"جزء من الحامض النووي".و من المؤكد ان خبراء ريو قد وجدوا ان ذلك الامر امر صحيح بعيدا حتى عن الدعوى القضائية التي اتهمت الاسترالي ستيرن هو في قبول الرشوة للتفاوض على سعر الحديد الخام و مصانع الصلب الصينية.في العام الماضي خطط منجم تشالينكو لأستثمار 19.5 مليار دولار في ريودي جانيرو لكن ذلك الطلب قد قوبل بالرفض لصالح مشروع مشترك مع لندن و ملبورن التي مقرها في (بي اتش بي بليتون) فقد انهار الاتفاق لان رأس المال لم يعد ضروريا ولأن أسعار البضائع قد تعافت من هبوطها الاخير.و قال مستثمر مصري قد اشترك في اقتراح تشالينكو بأن التوصل الى اتفاق كان ليأخذ مجراه في الغرب لكن الصينيين و ببساطة يستغرقون الكثير من الوقت و يوضح ذلك المصدر قائلا:"ان ما يدحرج كرة التوصل الى اتفاق هو الاجماع الشامل عليه لكن الاتفاق في هذه الحالة بقي عالقا و على مستوى ثانوي. يتم انعقاد الكثير من الاتفاقات في المملكة المتحدة لأن اثنين من الناس يجتمعان في غرفة واحدة معا للتوصل  ا لى تسوية و هذا الامر لا  يحصل مطلقا في الصين". قد ساعد النمو في الصين في تعزيز المبيعات عبر اسيا الى ما يقرب 4.4 بليون باوند في الاشهر الستة وصولا الى التاسع و العشرين من شهر اب/اغسطس 2009 و حتى 38 بالمئة في نفس الفترة الزمنية في العام السابق.فالمفتاح هو نوع العمل الناجح في الصين و يقترح شولون بيرسلن و هو استاذ في العلاقات الدولية في جامعة واروك و المتخصص في السياسات الصينية ويناقش:"ان التجارة الصينية هي تجارة مستقيمة تمتاما فأذا ذهبت الى الصين لأنتاج السلع التي يتم تصديرها عبر البحار و التي تجلب العملة الاجنبية فأن ذلك امر ٌ حسن و اذا انغمست في القطاعات التي لا تملك فيها الصين استثمارا فأن ذلك هو امر ٌ حسن كذلك و اذا ذهبت هناك للمنافسة فان ذلك سيكون أمراً مختلفاً كليا عن ما تم ذكره سابقا".فعلى سبيل المثال لا توجد سوق حقيقية لما يسمى : "اصنعه بنفسك" لذا فأن بي اند كيو التي تملك كنغ فيشر هي مؤسسة سيتم الترحيب بها دائما و لديها 43 متجرا في الصين و على العكس فأن الصين لم تكن ترغب في تغيير نشاطاتها لكبح جماح غوغل، التي حصدت بين 250 مليون  دولار و 500 مليار دولار في البلد.اعلنت تشيانا يونيكم و هي شركة لتشغيل الهاتف المحمول الاسبوع الماضي بأنها ستزيل محرك البحث من  اعداداتها اليدوية للموبايل. و اضاف بيرسلن ان ثمة نزاعاً داخلياً تقع الشركات الغربية في شراكه. و قامت السلطات المركزية  بالتقليل من اثرها و ذلك لتحظى البلديات بالمزيد من السيطرة و التحكم في ما يخص احتياجات الميزانية الاقتصادية و لكن ذلك الأمر ادى الى مقاطعة المحافظات لمنتجات بعضها البعض الحكومة المحلية ستقوم بحماية منتجاتها و اضاف بريسلن :"اذا قمت بصناعة السيارات فأنك ستجد انه من الصعب بيعها في اماكن اخرى في الصين ذلك لأن كل محافظة تقوم بترويج ما يصنعه منتجوها المتواجدون فيها و تحاول الحكومة المركزية بأن تثبت وجودها مجددا بصفتها المنظم الاول و الاخير للاقتصاد الصيني" و ثمة طريق واحد استعادت من خلاله الحكومة المركزية قوتها الا وهو أسواق الائتمان. فقد اعلنت العام الماضي 906 ترليون يوان من القروض المصرفية الامر الذي يدل على قدرتها في تمويل الصناعات التي تشق طريقها بصعوب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram