كتابة وتصوير/ إيناس طارقشهدت بغداد في الآونة الأخيرة افتتاح العديد من المحال التجارية الكبيرة والتي تسمى (المول) والذي يكون عبارة عن مجموعة من المحال التجارية المختلفة الكبيرة والصغيرة، ويضم انواعاً عديدة ومختلفة من البضائع مختلفة المناشئ.
وعندما كنا بصدد الكتابة عن هذه المولات فضلنا عدم ذكر اسمائها لالشيء، وانما حتى لايعتبرهذا اعلاناً اوما شاكل ذلك. وحقيقة تتباين الاراء وتختلف وجهات نظر المواطنين فهناك من يقول ان انشاء المولات ظاهرة حضارية ودليل على زيادة الوعي والروح الشرائية لدى المستهلك العراقي، والبعض الآخر رفض هذه المولات لانها تهتم بشريحة معينة من المستهلكين خصوصاً ذوي الدخل المرتفع، وغالبية المتبضعين من هذه المولات هم من فئة النساء التي فاقت الرجال في التسوق والتجوال داخل أروقة هذه المولات.وقبل عدة اسابيع تم افتتاح أكبر مول تجاري في بغداد فاقت مساحته (1200) متر بخمسة طوابق مساحة كل طابق 1000 متر تقريباً ويتكون فضلاًعن مطعم كبير في الطابق الأول، وبارك أرضي صمم بطريقة هندسية جميلة احتلت الطابق الأرضي بالكامل على طول مساحة المول ، نحن لانريد ان نركز على هذا المول بالذات لكن الحقيقة يجب ان تقال انه أكبر مول تجاري شيد في بغداد في الآونة الأخيرة ويستحق ان يطلق عليه عبارة مول تجاري، لأن البعض من أصحاب المحال التجارية الواسعة المساحة والتي لاتتجاوز الـ 100 متر بدأ يطلق على اسواقه مول او استبدل كلمة المجمع بالمول لكن هذا السوق صمم على غرار المولات التجارية الواسعة والموجودة في عدد من الدول العربية المجاورة.تقول مريم احمد من سكنة منطقة المنصور سمعنا عن افتتاح مول كبير استغربنا في بادئ الامر لكبر مساحته وامور التنظيم الموجودة فيه حيث يطمئن المواطن عندما يدخل ويتجول لوجود أجهزة تفتيش حديثة فضلاً عن النظافة وتنظيم الطوابق بشكل ملفت للنظر ويجذب المستهلك في كل مرة يزوره فيه. اما رائد من سكنة منطقة العطيفية يقول: فكرة انشاء المول جديدة،وبحد ذاتها قد تعتبر بديلاً عن الأسواق المركزية التي انتهى عصرها وهدمت ابنيتها، فالمول التجاري الكبير بغض النظر عن ارتفاع اسعار بضاعته لاتختلف انواعها ومناشئها لكن المستهلك الراغب باقتناء البضائع الجيدة يقتنيها من المولات الحديثة فهناك مول فتح في الأعظمية والكرادة ايضاً، لكن مقارنة بالمولات الأخرى يعتبرهذا المول هو الأكبر والأكثر اتساعاً. اما سمر موظفة في احدى الدوائر الحكومية علقت على هذا الموضوع قائلة: عندما تجولنا في بعض المولات الموجودة في بعض مناطق بغداد قارن بين اسعار البضائع الموجودة داخله وفي المحال الأخرى كانت اسعارها مرتفعة جداً،وتحمل العلامات التجارية نفسها،وحتى ان بعض العطور تباع في الأسواق 1500 دينار داخل المولات 3500 أما أسعار الملابس فهو خيالي ويضرب في اثنين عن أسعار المحال التجارية الاخرى. بينما علق ضرغام خالد صاحب محل الشباب والواقع في أحد طوابق المول، ان ايجار المحلات داخل اي مول كان مرتفعاً فلا تتجاوز مساحة المحل العائد لي عن ستة امتار يصل الى 600 الف دينار شهرياً وكما ترون الفواصل بين كل محل وآخر من الزجاج، وهذا الأمر مكلف ومتعب لنا يومياً،لأن الأمر يحتاج الى استمرارية في التنظيف لأن الواجهة الزجاجية تجذب الزبائن، وأضاف ضرغام: ان أسباب ارتفاع أسعار البضائع وهذا ناتج عن ارتفاع أسعارايجارات المحال داخل المول وحقيقة من يرتاد المولات ويتسوق لايسأل عن الأسعار ولا يبحث عن خصومات في حالة الشراء.و لاحظنا ان أغلب من يرتاد المولات المنتشرة في بغداد وفي بعض المناطق بالتحديد يذهبون الى هناك لتزجية الوقت وللتسلية أيضاً.
المولات في بغداد هل هي بديل عن الأسواق المركزية؟
نشر في: 5 إبريل, 2010: 05:03 م