حسام مصطفى رسائل التفجيرات الأخيرة غير خافية على أحد، وهي رسائل سياسية نفذت بطريقة اجرامية بشعة لاشعار الآخرين بمدى جدّية " الحوار " الدائر الآن من أجل تشكيل الحكومة العتيدة المقبلة. لن ندخل في تفصيلات اخرى،
لكننا نعتقد ان هذا النمط من الرسائل ينبغي ان يكون حافزا للقوى الحقيقية المهتمة بالعملية السياسية وبناء الديمقراطية الجديدة في العراق، لكي تسارع باقصى ما تستطيع خطى تشكيل الحكومة، وتخفيض سقوف المطالبات والاشتراطات وعدد الكراسي السيادية منها وغير السيادية. المهمة الحقيقية الآن أمام هذه القوى هي قطع الطريق بقوة على محاولات اعادة اعمال العنف والتوترات الامنية والانزلاق مرّة اخرى في اجواء سنوات الرعب. مهمة وطنية عالية المستوى، لاترقى اليها كل المهام الاخرى، وينبغي ان تنحني امامها كل المطالب الكتلوية والحزبية والطائفية والمناطقية والرئاسية، انها مهمة انقاذ العراق من براثن القاعدة والصداميين والمتخفين بيننا، وهم الاذرع الاطول والاكثر سمّية والأقدر على التأثير في مسيرات مستقبل البلد.مهمة ملحة ينبغي ان يرتفع الجميع الى مستوى خطورتها، وعدم التعامل مع التفجيرات الاخيرة باعتبارها ضمن مسلسل التفجيرات السابقة، لان جريمة الاحد الدموية، جاءت بعد نجاح الانتخابات النيابية والجو السياسي العام لاجل اشراك جميع الكتل الفائزة بالحكومة المقبلة، اي انها جاءت لحصد نجاحات الانتخابات وتخريب اجواء الحوارات الجارية بين القوى السياسية للتوافق على حكومة الجميع.المصيبة ان رؤوسا كبيرة في العملية السياسية تحدثت عن عودة العنف اذا لم تتم الاستجابة لشروطها أو ان أجواء الانتخابات ونتائجها لم تكن ملائمة لها ولمصالحها الحزبية أو الكتلوية الضيقة، وهذا الامر يثير الكثير من الاسئلة عن العنف ومصادره وحاضناته ومشعلي الاضواء الخضراء لانطلاق تنينه الدموي! وهي اسئلة بحاجة الى اجابات حقيقية مقنعة للشارع العراقي، للمواطن الذي تحدى قذائف الموت الصباحية وخرج للانتخابات ليقول كلمته ويكون اللاعب الحقيقي الأول في نجاح الانتخابات وبالتالي العملية السياسية برمتها. من السذاجة العبور على تضحيات المواطنين ومشاعرهم، وعدم احترام احقيتهم في فهم مايجري حولهم، وهم اصحاب المصلحة الحقيقية في أي تطور في الوضع سواء كان سلبيا أم ايجابيا.التفجيرات سياسية مائة في المائة، وان كنت لاامتلك الا دليل الربط بين الأحداث والاستنتاجات من مجمل الحركة السياسية و"حركة " التصريحات النارية التي تبرز في مفاصل اشتغال العملية السياسية المعقدة الجارية في العراق. ويتوجب الرد عليها بمسؤولية عالية، والرسالة الوحيدة القوية هي تشكيل حكومة قوية قادرة على لجم ومعالجة هذه الادران العالقة في جسد العملية السياسية واستئصالها بمهارة وشجاعة وقوة وتجفيف منابع نموها ثانية والتصدي لأية محاولة لفتح نوافذ لمرورها فيما بيننا مرّة اخرى. على القوى السياسية العراقية ان تنسى لمرّة واحدة الصراع من اجل الكراسي، وان تضع مصلحة المواطن فوق مصلحة حتى الكراسي التعويضية التي ربما ستنشق كتلا كبيرة من اجل الحصول عليها!
وقفة :تفجيرات سياسية
نشر في: 5 إبريل, 2010: 05:04 م