اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > (كــوتــا) الأدبـــاء

(كــوتــا) الأدبـــاء

نشر في: 5 إبريل, 2010: 05:46 م

علي حسين عجيب أمر بعض سياسيينا ومثقفينا فهم يملأون الفضائيات صراخا وعويلا حين يكون الحديث عن المحاصصة ،لكن ما ان تصبح المحاصصة طوق نجاة في الحصول على منصب حتى يتباروا بالتنظير  لها ويعتبروها حقا مشروعا.
والطريف في الأمر  أن العديد من الشعارات التقليدية المعتادة والمكررة حول المواطنة  تسقط في سبيل  البحث عن المنفعة الشخصية  ويتحول  مفهوم (المواطنة  أولاً) شعارا يرفع وقت ما يشاؤون ويختفي عند الحاجة   وتراجعت فكرة الرجل المناسب في المكان المناسب  واختفت المهنية لتظهر مكانها  الانتهازية المقيتة التي ترتدي لباسا لكل مكان وزمان  ..وهو ما شهدت عليه حكومات المحاصصة ، بما تضمنته من (كم) هائل جداً من المحسوبية الضيقة التي أخذ ت ترفرف  على جميع وزارات الدولة  ربما بدون استثناء.وربما يجد البعض عذرا للساسة حين يتمسكون بمبدأ المحاصصة ويحاربون من اجلها فهم قد تبوأوا المناصب وفق هذا المبدأ وارتقوا سلم الوزارات ودوائر الدولة بفضل هذه الكلمه السحرية التي فتحت الأبواب مشرعة أمام عديمي الخبرة لكي يعيثوا خرابا حتى وجدنا وزارة الثقافة يحكمها ضابط شرطة ويؤمها امام جامع ، ولان المحاصصة لا تسال عن الكفاءة  والخبرة فهي أسهل الطرق للاستحواذ وتقريب المعارف والأقرباء ، وبعد ازمة وزارات المحاصصة حاول البعض ان يحول هذا النظام الى مؤسسات المجتمع المدني ليستطيع من خلاله السيطرة على هذا الاتحاد اوتلك المنظمة كما استطاع من خلال المحاصصة ان يحكم قبضته على مؤسسات الدولة، المحاصصة البغيضة كشرت عن  أنيابها في الانتخابات الأخيرة لاتحاد الأدباء حين خرج علينا  احدهم بتطبيق  مبدأ الكوتا على الشاعر والمناضل الفريد سمعان لكونه مسيحيا ليتسنى المرشح للحصول على أصوات سمعان ، منطق غريب ومضحك لكنه ليس غريبا على أناس وصلوا الى مراكزهم من خلال كوتا المحاصصة السياسية لست في موقع المدافع عن الفريد سمعان  فانا لم اعرفه عن قرب الا منذ فترة قريبة، فوجدته الشخص نفسه الذي عرفته عن بعد.. إنسان شديد البساطة.. عف اللسان..  قوي الحجة.. بالغ التسامح.. لا يغير كلمته.. يشعرك منذ اللقاء الأول بأنك تعرفه منذ فترة طويلة.. مثقف كبير..  .. يؤمن بأن باب الحرية سيبقى  مفتوحا الى ما لانهاية والأهم من ذلك كله فهو إنسان يبث في نفوس من يسمعه أو يلتقيه كل أحاسيس الراحة والثقة فضلاً بالطبع عن المحبة والاحترام.. أنت تحبه وتحترمه وتثق فيه إذا سمعته وهو يتكلم سواء  في الأدب او في أمور السياسة.أما إذا التقيته فأنت تحبه وتحترمه وتثق فيه أكثر.. وإذا تحدثت معه يزيد حبك واحترامك وثقتك به  أكثر وأكثر.لم يشعرك يوما بانه مسيحي بقدر ما يشعرك بعراقيته وإيمانه بقضية شعبه هذا الإيمان الذي دفع من اجله أجمل سني حياته وراء القضبان ، محروما من ممارسة حقه كأديب ومثقف في الوقت الذي كان البعض يتغنى  بفضائل وبطولات القائد الضرورة . وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع المجلس المركزي السابق لاتحاد الأدباء  وبغض النظر أيضا عن مساحة الاختلاف والاتفاق حول المطالبات التي ينادي بها الأدباء من اجل اصلاح وتطوير عمل الاتحاد  إلا أنها - هذه المطالبات- تدخل ضمن السياق الطبيعي الذي يهدف إلي تطوير الحياة الثقافية  في العراق  بطرح الأفكار والمواقف التي تكون قابلة للنقاش والطرح والجدل  بين المتنافسين ، وكل منهم له برنامج وآليات ونظريات تحكم عمله وتواجده في الحياة الثقافية في العراق الجدل الثقافي  المحكوم بالرغبة الحقيقية في الإضافة إلي الحياة الديمقراطية تحت مظلة الحراك السياسي غير المسبوق في التاريخ العراقي، وفي هذا السياق، فإن إعلان البعض التمسك بمبدأ المحاصصة البغيض وتطبيقه على واحد من رموز الثقافة العراقية وابتزاز الآخرين باسم احزاب نافذة إنما يعد خرقا لأبسط قواعد الديمقراطية التي يتغنى بها البعض أمام عدسات الكاميرات الا ان النتائج التي خرجت بها الانتخابات  كانت بمثابة  رسالة مؤكدة لمن يريد القفز على  كل الاعتبارات القانونية والدستورية بأن هناك أسسا وأصولا يجب أن تتبع وقواعد يجب الالتزام بها لمن يطرح نفسه لاعبا  في ملاعب السياسة التي لم يختبرها ولم تختبره.. وأقصد المنادين  بمبدأ الكوتا البغيض الذي يحرم كفاءات كبيرة من ان تتولى مناصب مهمة لا لشيء سوى انها تنتمي لطوائف يعدها البعض اقلية .كوتا الادباء اول الطريق للهيمنة على مؤسسات المجتمع المدني علينا ان نقف ضدها قبل ان تضيع مثلما ضاع العديد من مؤسسات الدولة التي ابتلعتها عاصفة المحاصصة السياسية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram