TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قطوفها دانية

قطوفها دانية

نشر في: 5 إبريل, 2010: 07:56 م

كاظم الجماسيالقيم العظيمة التي تعلمناها ومن ثم تمثلناها سلوكا وسمات شخصية لم يكن مصدرها في معظم الاحوال سوى الكتاب فشجاعة شيخ همنغواي وبسالة زوربا والحلم العظيم لدون كيخوته وهواجس فيرتر غوتة وقلق راسكولنيكوف وعفة زوجة السيد احمد عبد الجواد في ثلاثية محفوظ و.. و... و..
 ولحظات حفرت تأثيرها عميقا في وجداننا حفلت بها صفحات الكتب واشراقات عقلية تمثلت بالاجابة عن اسئلة الوجود الكبرى استحصلناها من بطون كتب من مثل (رأس المال) و (هكذا تكلم زرادشت) و (الوجود والعدم) و (اصل الانواع) و (النزعات المادية لحسين مروة) و(الثابت والمتحول) و .. و .. وكم جنحت مخيلتنا في تحليق متعال مع مغامرات واحداث (الف ليلة وليلة) و (الديكا ميرون) و (حول العالم في ثمانين يوماً) واعمال اكزوبري و.. و .. ضحكنا كثيرا وتألمنا اكثر وتعاطفنا وكرهنا واحببنا وتعلقنا ودهشنا وانفتحت في مسالك عقولنا مغاليق لم نك نعرف يوما انها ستفتح.. كل ذلك وغيره عشناه وكأننا واقعين في غلالة حلم عظيم او تحت سطوة سحر ليس من سحر يشبهه.. وانت تجول في اجنحة معرض اربيل الدولي للكتاب عبر اروقة طويلة تقتضي منك ان تعيش عمرا" اخر كيما تمعن النظر فقط في اغلفة الكتب، اما اذا اردت ان تقرأها كلها حقا" ينبغي لك ان تكون قد حزت على عشبة الخلود التي افنى كلكامش عمره كله من اجل العثور عليها .. وحينئذ، ان تحقق لك ذلك، فلن تكون سوى انسان مكتمل القدرة يمد جسده باسترخاء وبهجة عظيمين في جنة قطوفها دانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram