TOP

جريدة المدى > مواقف > لا طرق مختصرة عندما ينقل الجيش الامريكي حربه

لا طرق مختصرة عندما ينقل الجيش الامريكي حربه

نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:03 م

ترجمة :علاء خالد غزالةحزم الجيش الأميركي في قاعدة بلد المشتركة أوائل العام الجاري «قاعدة عسكرية في صندوق»، وهو تعبير عسكري يطلق على ثمانين من الحاويات التي تضم الخيم والحمامات ومواد البناء الضرورية لنصب قاعدة عمليات أمامية، لتوضع على الشاحنات التي ستنقلها من حرب الى حرب.وقد جرى نقل هذه الشحنة، وهي من المخلفات التي لم يتم استعمالها في العراق،
 شمالا الى تركيا، ثم مرت شرقا من خلال جورجيا وأذربيجان، وعبرت بحر قزوين محمولة على السفن الى كازاخستان، ثم نقلت جنوبا باستخدام خطوط سكك حديد الاتحاد السوفيتي القديمة في أوزبكستان، وصولا الى شمال أفغانستان.وبعد ان وصلت هناك، حيث كانت قد مرت عبر سبعة أقطار وقطعت نحو أربعة آلاف كيلومتر في رحلة استغرقت شهرين ونصف الشهر ، تم تجمعيها قبل أسابيع لتضيّف بضعة مئات الآلاف من الجنود الأميركيين الذين يدخلون تلك البلاد، يبذل القادة الأميركيون جهودا حثيثة لتسريع إرسال القوات الإضافية، التي تبلغ نحو ثلاثين الف جندي الى أفغانستان في الوقت الذي يجري تخفيض عديد القوات الأميركية في العراق بمقدار خمسين الف جندي، في اكبر عملية تحريك للقوات والتجهيزات منذ الحرب العالمية الثانية.يقول ضباط الجيش ان عملية نقل الأشخاص والمعدات والأسلحة والبيوت والوقود والأغذية، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بين البلدين خلال الفترة الممتدة من الوقت الحالي الى شهر آب، هي عملية لا تقل حيوية ولا صعوبة عن العمليات في ساحة المعركة. ويضيف هؤلاء الضباط ان هذه العملية اللوجستية، التي أطلقوا عليها اسم «مسيرة الجنون»، تشبه محاولة حشر كرة السلة في أنبوب ضيق، وينطبق هذا المثل تحديدا على الطريق الذي يمر عبر ممر (خيبر) الذي يربط باكستان بأفغانستان.وقد وقع عدد كبير من القوافل الأميركية التي تحمل الإمدادات تحت هجمات المتمردين في باكستان خلال العام الماضي، ما حدا بالجيش الأميركي الى تجهيز كل شاحنة بجهاز تحديد المواقع العالمي (جي بي اس) حتى يمكن تتبع مسارها على مدار الساعة في وحدة مختصة بهذا الشأن في قاعدة عسكرية تقع بالولايات المتحدة. كما فجرت طالبان جسرا يقع بالقرب من هذا الممر في العام الماضي ما أدى الى تعليق مؤقت لحركة القوافل العسكرية كافة .يقول الفتنانت جنرال وليم ويبستر، قائد الجيش الثالث الأميركي، مُسخرا مقارنة تاريخية غير معقولة لتوضيح المهمة الملقاة على عاتقه: «عندما حاول هانيبال ان يعبر جبال الألب لاقى مصاعب لوجستية جمّة، لكن ذلك لا يُقاس بمقدار التعقيد الذي نتعامل معه الآن»، وقد تحدث الينا في قاعدة بالصحراء الكويتية كانت قد استقبلت المدرعات الأميركية التي أخرجت من العراق، وهي الآن بانتظار ان يتم تسقيطها او إرسالها الى الولايات المتحدة او الى كابول بأفغانستان.لا يقوم الجنرال بتحريك الأفيال (في إشارة الى ما قام به هانيبال لدى عبوره جبال الألب) لكن حجم العملية وتعقيدها يُعدان هائلين. يقول الجيش ان هناك 3,1 مليون قطعة تجهيزات في العراق، من الدبابات الى مكائن صنع القهوة، من المقرر ان يتم نقل ثلثيها خارج البلاد، نصفها سوف يذهب الى أفغانستان، حيث تمس الحاجة اليها هناك.بلغ الزحام في قاعدة باغرام الجوية، وهي المطار العسكري الرئيس في أفغانستان، حدا بحيث ان الجنود ينامون على أسرة رُصّت جنبا الى جنب في الخيام التي نـُصبت الى جانب المدارج، بينما امتلأت السماء فوق المطار بطائرات الشحن والمقاتلات والستمتيات، إضافة الى الطائرات المسيرة، بانتظار اذن الهبوط.تـُنقل جميع المعدات الخطرة، مثل الأسلحة والمدرعات وناقلات الجنود نوع سترايكر ذوات الثماني إطارات، عن طريق الجو تلافيا للهجمات، ولكن كل ما عدا ذلك يُنقل بطريق البحر والبر. ويمتد الطريق في العادة برا من جنوب بغداد نزولا الى الكويت، ثم بحرا عبر الخليج العربي مرورا بمضيق هرمز وصولا الى كراجي في باكستان، ومن ثم برا مرة ثانية.اما «القاعدة العسكرية في الصندوق» فقد نقلت بطريق تجريبي عبر تركيا حيث يفترض ان تكون الكلفة اقل، ولتشغيل الطريق الجديد المار عبر آسيا الوسطى، الذي تم افتتاحه العام الماضي أمام الإمدادات الواردة الى أفغانستان من أوروبا والولايات المتحدة كبديل عن الطرق الخطرة عبر باكستان.غير ان كلا الطريقين يلتفان حول إيران، وهي في نهاية الامر الطريق الأقصر من بغداد الى كابول، لكنها غير داخلة في الحسبان بسبب عدائها للولايات المتحدة.يقول الجنرال دنكان مكنوب، الذي يشرف على جميع العمليات اللوجستية العسكرية باعتباره قائد آمرية النقل في قاعدة سكوت الجوية بولاية الينويز: «هذه هي الأوراق التي تعاملنا بها».ومن بين المعدات غير الخطيرة التي ترسل الى أفغانستان مواد مثل السمنت والأخشاب والحواجز الواقية من الانفجارات، وأحواض الترسيب والفرش المطاطية، والتي تستخدم لتوسيع القواعد الجوية ومضاعفة عدد القواعد الأمامية، ليبلغ عددها في النهاية أربعين قاعدة، في بلد يمتلك بنية تحتية اقرب الى القرن الرابع عشر منها الى القرن الحادي والعشرين.وكان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية المركزية، قد وصف، في مقارنة تاريخية كبرى اخرى، عمليات البناء الجارية حاليا بأنها &la

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram