TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دور مؤسـسـات التربية والتعليم فـي إشـاعـة القيـم الديمقراطيـة

دور مؤسـسـات التربية والتعليم فـي إشـاعـة القيـم الديمقراطيـة

نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:21 م

نجاة الكوازدور مؤسسات التربية المتمثلة بوزارة التربية والمدرسة والمعلم هي حجر البنيان الأساسي للمجتمع الذي نستطيع من خلاله بناء أجيال سليمة فكريا وثقافيا وأن نتخلص من جميع العقد الأزلية. المعلم رسالته مقدسة فبالإضافة إلى رسالة التعليم يجب إن تكون لديه رسالة أخرى وهي إشاعة روح الديمقراطية لتحقيق غايات بالغة الأهمية تبقى عالقة في ذاكرة التلاميذ كما تعلق ذرات الندى بالزهور،
 يجب أن يقوم المعلم بالتغير الحقيقي لمخيلة التلاميذ نحو بصيص ألأمل ليشعروا بلحظة شفافة من الأماني باستخدام أسلوب التربية الحديثة وعلى المعلم أن يطور نفسه قبل أن يطور تلاميذه لكي يستطيع النهوض بالواقع التعليمي بالاتجاه السليم ويستخدم كل جهوده لإبراز إنسانيته لتذويب كل الفوارق وتنظيم علاقاته مع تلاميذه ليشعروا بالأمان عندما يصغون له وتكون لديهم ثقة عندما يتحدثون إليه وأيمانا بالأفكار التي يتناولها لتجسيد التعبير عن الأفكار المبتكرة التي يقترحها عليهم .هناك علاقة ملتبسة ومتشابكة بين التعليم والديمقراطية وعلينا أيجاد الحلول المناسبة فإعطاء جرعات عالية من التعليم دون الديمقراطية وبالعكس سوف تكون لديه أثار سيئة فيجب علينا أن نجعل الموضوعين يصبان في مجرى واحد متناسق متناغم نسمع له موسيقى عذبة ترتاح لها النفس البشرية، وعلى المعلم أن لايكون سطحيا في طريقة تعليمه وأفكاره وأن يلامس بطريقة أبداعية ما يدور في دواخل تلاميذه من أفكار وتذبذبات وأن يطوعها نحو صيغة معرفية عميقة متبلورة ذات نهج ديمقراطي.من هنا تنبع الحاجة إلى تثقيف المجتمع وثم إشاعة روح الديمقراطية بوجود التعليم ثلاثة أهداف مع بعضها البعض ،الثقافة هي تعليم الفرد كيفية استيعاب التعليم  واستقبال أراء الآخرين ،إذا  تعلم الفرد الاستماع بصورة صحيحة إلى أفكار وأطروحات الآخرين بعيدا عن العنف والحدة في المناقشة وطرح أفكاره بصيغة بنيوية هادفة في هذه الحالة نقول إننا تعلمنا أول نقطة من نقاط الديمقراطية.ولابد أن نشير إلى مسألة مهمة تجمع المعلم مع التلاميذ وهي لغة الحديث فعليه أن يستقطب إسماع التلاميذ وبث روح الحديث كما كان يفعل (القصخون) سابقا عندما يسرد حكايته،ومحاولة معالجة ألاضطرابات النفسية لدى التلاميذ لكي يكونوا قادرين على التعبير عن أرائهم وعدم طمس رغباتهم واحتياجاتهم الثقافية والفكرية التي تنشأ نتيجة عوامل نفسية نابعة من داخل الأسرة بسبب ألاضطهاد والتسلط من فبل ألأب وألام على الأولاد مما يتولد عنه سمة تتحول في بعض ألأحيان إلى عدائية نتيجة خضوعه وكبت لمشاعره ورغباته و لايمكن للمؤسسات التربوية أن تسهم بفاعلية في أنجاح المنظومة الأخلاقية والفكرية بمعزل عن ألأسرة وما يحدث داخلها إذ يجب أن يتكاثف دور ألأسرة مع دور المدرسة لكي تصبح ظاهرة حضارية نستطيع من خلالها تحقيق الديمقراطية التربوية.دور المعلم في هذه المرحلة صعب جدا فهو بحاجة إلى بذل أخر مايملك من طاقة وجهد للتحول شيئا فشيئا نحو الحالة ألإبداعية للتلاميذ لكي يحصد بعد سنوات مجهود تعبه لإذابة الفوارق بين التلاميذ من خلال تعليمهم ألإيمان بالنفس البشرية كقيمة عليا ولصنع المجتمع وفك ألإشكالية القائمة بين محاولة الوصول إلى القدرة التعبيرية والتوازن الاجتماعي وبين ما ينشأ عليه الفرد من علاقات عقيمة بين أفراد المجتمع الذي يعيش فيه.من هنا تنبع الحاجة الماسة إلى أن يكون المعلم المثال الأول لتلاميذه من خلال تعامل المعلمين مع بعضهم البعض بصورة ديمقراطية بوجود روح التعاون والتسامح واحترام روح النقد البناء فيما بينهم إذ لايمكن الحديث عن الديمقراطية في غياب تفعيل وانسجام وضالة قدرة الكادر التعليمي لغرض إشاعة الحياة الديمقراطية في المدرسة .ديمقراطية المجتمع في العراق لها شكل خاص نتيجة للظروف التي تعرض المجتمع لها كالحروب والكوارث التي حلت بالأسر العراقية (التهجير ألقسري والغير منظم) وحالات القتل الطائفي خلقت الكثير من الأيتام الذين تخلفوا عن الحضور إلى المدارس بسبب العوز المادي نتيجة غياب الأب كل هذه الأمور خلفت الكثير منالصعوبات في طريق الديمقراطية ،هذا الموضوع يتطلب دعماً من قبل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ومحيط الأسرة والجمعيات الإنسانية وهيئة حقوق الإنسان لكي نضع أقدامنا على الخطوة الأولى والأصعب لحالة ترسيخ مفاهيم حقيقية عن الديمقراطية   مثل الدعم المادي والمعنوي وإقامة الكثير من الندوات والمحاضرات واستغلال التلفاز والصحف والمجلات لتثقيف المجتمع و استغلال بعض الدروس التي يتلقاها التلاميذ مثل درس التربية الفنية لإخراج دواخلهم عن طريق الرسم على الورق لكي تكون حالة ظاهرة للعيان ،الاستماع إلى الموسيقى للتغلب على حالات الكآبة المكنونة داخل النفوس ،استخراج النشاط الحيوي بممارسة الرياضة واستغلالها في حالة أبداعية بدل استخدامها في الخلافات التي تحدث بين التلاميذ وتقود إلى حالات عدائية. محاولة تغير المناهج الدراسية وعدم فرض مناهج جافة بل يجب مواكبة تحديث المناهج بما يتماشى مع التقدم الحاصل في العالم.العملية مرهونة بالإنسان ومدى قدرته على استيعاب مفردات الديمقراطية وتوفير كافة المستلزمات الفكرية للنجاح من أجل إيجاد جيل ديمقراطي مثقف يواكب المتغيرات السريعة ويتصرف بتكافئية عالية مبنية على ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram