TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > (مفارقة عرب بيكو)

(مفارقة عرب بيكو)

نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:23 م

د. احمد الوزاننشهد اليوم بأم اعيننا كيف ان العالم صار قرية صغيرة ،فالوجع العالمي الذي انتاب الناس في كل العالم من جراء زلزال هاييتي كان وجعا جمعيا وحد بني البشر اينما كانو وباي دين اعتقدو او الى اي طائفة انتموا ،وادرك الناس جميعا بان مخاطر توسع ثقب الاوزون بسبب تلويث البشر للبيئة صار هما بشريا فالضرر الناجم سوف لن يميز بين امريكي او صومالي بين مسلم او مسيحي او بين علماني او متدين ،
 وتحسن مستوى المعيشة في زيمبابوي سوف يكون له اثرا ما على  اقتصادت الغرب المتطورة واقتصادات الشرق المتخلفة .من هذا نريد القول: بان الصورة اختلفت للعالم برمته وطبيعة الصراع صارت بين البشر والطبيعة اكثر منها بين البشر انفسهم ،هكذا حصر الانسان بخانة ضيقة فمشاكل البشرية اليوم صارت متداخلة والحلول لن يكتب لها النجاح دون مشاركة انسانية جمعية ،  ولعل في ذلك اشارة لمزايا العولمة دون سلبياتها .اما البقعة الجغرافية التي جبلنا على انها بلاد واحدة فصرنا نراها بأم اعيننا تتفتت لقرى كبيرة فتلك قرية غزة، وتلك قرية الضفة الغربية، وهذه قرية كردستان، وتلك قرية اليمن وقرية الامازيغ المغربية وجنوب الصحراء .في السابق كنا قد تلقينا دروسا اعتقدناها حقائق غير قابلة للنكوص بتقادم الزمن من مثل: ان اتفاقية سايكس بيكو كانت تمثل خارطة الخطوط الوهمية التي جزأت الامة العربية ، وكنا على يقين بانها أمه واحدة ، واحدة  في الجغرافية وفي التاريخ واللغة والدين والثقافة والطموح والامل ، الا ان الزمن أفرز حقائق مرة المذاق اذ اخذت قناعاتنا الراسخة  تتهاوى ويقيننا الاجوف ينتابه الشك بعد أن أخذت الأمة بالتفتت على ايدي حكامها وانتهت اكذوبة سايكس بيكو وابتدت حقيقة عرب بيكو .انظروا كيف ان مصر العروبة تابى الا ان تبني جدارا فولاذيا لا خطا وهميا كما فعلت سايكس بيكو لتعزل بقايا دولة اسمها فلسطين لتعزل غزة او لنقل قرية غزة . وها هو لبنان بفضل اتفاقية الطائف وعروبة السعودية العربية يصير لبنان الجنوبي ولبنان الشمالي ، وبيروت المسلمة والمسيحية والسنية والدرزية ووو، والسودان يصير سودانا شماليا واخر جنوبيا ودارفوريا ، واليمن الحوثي واليمن الجنوبي والشمالي وربما يمن القاعدة ، وصومال الشباب المسلم وصومال الشياب ، والمغرب العربي والامازيغي ،ومصر الفرعونية والقبطية والاخوامسلمية . كما صرنا نرى كيف انكفئت الامة بفضل حكامها بل قل بفضل جلاديها على حقائق الحياة والحداثة ، فصرنا نرى توجه مصر الجمهورية الى جمهورية التوريث بعد ان حققت سورية العروبة اسبقية في ذلك الامر ، وتحولت دولة البحرين الى مملكة عتيدة ، وهكذا صارت الامة العربية قرى صغيرة تحكمها انظمة الامارة والملكية او الجمهوريات المورثة ، انه زمن النكوص العربي فهنيئا لنا بحكامنا ، وندعوهم مخلصين الى اعادة كتابة التاريخ من جديد علنا ندرك ان لعنة سايس بيكو هي اقل بكثير من لعنة عرب بيكو.  أو ليس من حقنا كجيل ان نصاب بالذهول ونحن نقارن بين ما تعلمناه من كتب الوطنية والتاريخ عن نوايا الاستعمار ونشاهد بام العين  افعال حكامنا ،او ليس هذا استخفافا بمشاعر اجيال الامة ونكوصا سمجا لحكامنا ازاءنا كشعب. انها حقا مفارقة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram