اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حان الوقت لكي نقلع شوكنا بأيدينا من دون انتظار الآخرين

حان الوقت لكي نقلع شوكنا بأيدينا من دون انتظار الآخرين

نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:26 م

شاكر النابلسيلم تقتصر أمراض بعض القادة السياسيين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين على طلب الحلول للمشاكل والمعضلات السياسية من الجن والمشعوذين، وممارسة السحر وتحضير الأرواح وخلاف ذلك من أساليب القرون الظلامية الوسطى ونحن على أعتاب القرن الحادي والعشرين والألف الثالث، كما قرأنا في مقالنا السابق، وإنما تعدى ذلك إلى تبجيل، وتمجيد، وتقديس الأمة العربية، إلى درجة العبادة، وبصور سمجة، وسخيفة.
مفردات وشعارات جوفاءفإضافة لإتباع أسلوب التبشير العاطفي الساذج بالمشاريع القومية الكبرى كالوحدة وغيرها، من قبل هؤلاء السياسيين، ومِنْ ورائهم المفكرين والصحافيين والكتاب والأحزاب والمنظمات السياسية، اتبع هؤلاء الأسلوب الذي يعتمد على قامـوس من المفردات والشعارات الإنشائية التي أضرت بحركة الدعوة إلى المشاريع القومية الكبرى أكثر مما أفادتها.فعبارات مثل: "الأمة العظيمة"، و"الأمة الماجدة"، و"الأمة الخالدة"، و"الأمة التي تتيه على الزمان"، و "الأمة التاريخية"، و "الأمة التي أنارت العالم بالحضارة"، و  "الأمة ذات الأيادي البيضاء على حضارة الغرب"، و "الأمة التي سطع نورها على الغرب"، و "خير الأمم".. الخ.فكل هذه الأوصاف للأمة العربية، نفخت، وضخَّمت من الذات العربية، التي أصبحت كـ (البالون) الذي يمكن أن يُفقع بـ (شكِّة) دبوس فقط. وهذا ما حصل في عام 1961، على إثر انهيار الوحدة المصرية – السورية. ذلك الانهيار المدوي. وهذا ما حصل أيضاً في عام 1967 على إثر هزيمة الأمة العربية جمعاء، مُمثَلةً بمصر في الدرجة الأولى، ثم بسوريا والأردن. والتي قضت على آمال وطموحات كثيرة، ووضعت الأمة العربية أمام مرآة ذاتها المجروحة. rnشعارات دينية بدل القومية ولنلاحظ أن المفردات والشعارات السياسية البرَّاقة، التي كانت سائدة في النصف الثاني من القرن العشرين لم تعد سائدة الآن، أو أن معظمها قد اختفى، ولكن حلَّ محله شعارات دينية، وسلوكيات دينية على رأسها وأشهرها "الإسلام هو الحل"، والحجاب، والنقاب، وذلك بفعل عوامل سياسية وثقافية منها: انتشار أحزاب "الإسلام السياسي" بعد رحيل عبد الناصر 1970، وقيام الثورة الخمينية 1979، وغزو العراق للكويت 1990 ، وحرب الخليج الثانية 1991، وظهور تنظيم "القاعدة" 1996، وكارثة 11 سبتمبر 2001، وغزو أفغانستان 2002، ثم غزو العراق 2003.rnلغة ميتافيزيقية غيبيةكذلك فقد صاحب هذه الحقبة لغة ميتافيزيقية غيبية، تتحدث عن المجهول أكثر من المعلوم، وعن حرفية المعاني أكثر من مجازية المعاني، وعن حكم الأموات للأحياء. وكما قال الفيلسوف السياسي الانجليزي/الأمريكي توماس بين) Paine 1737-1809)، مؤلف كتاب "الحصافة Common Sense" (إنجيل الثورة الأمريكية) وكتاب "حقوق الإنسان"، وأحد مُنظري الثورة الفرنسية، والثورة الأمريكية:"إن ما يكون حقاً في عصر من العصور، وملائماً له، قد يكون خطأ في عصر آخر، وغير ملائم له. وفي مثل هذه الحالات:من الذي يقرر، الأحياء أم الأموات؟!" (حقوق الإنسان، ص41-42)أما فيما يتعلق باللغة السياسية العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، فيؤكد المفكر والأكاديمي المغربي كمال عبد اللطيف أن "هذه اللغة العاطفية التي تتضمن ميتافيزيقيا غيبية، كما تتضمن دعوة إلى أصالة متفردة، تُشكِّل عائقاً من عوائق بلورة وعي واضح ودقيق بالوحدة العربية كمشروع تاريخي مستقبلي" ("من أجل بتر اللغة القومية العتيقة"، ص 10). rnحالنا كحال (لاكي) "في انتظار جودو"!هناك أسباب أخرى، تضاف إلى ما سبق، من العوائق غير المنظورة التي تعترض طريق التقدم العربي منها، لجوء الفكر العربي المعاصر إلى اختزال المشاريع العربية في مشروع واحد محدد. ومثال ذلك اختزال مشروع الوحدة العربية الشاملة في دولة الوحدة بين مصر وسوريا (1958-1961)، دون التفكير في مؤسسات الوحدة الأخرى القاعدية، وهي المؤسسات المرتبطة ببنيات المجتمع العربي. وقد أدى هذا الاختزال إلى تعلُّق الفكر الوحدوي التقليدي بمجموعة من المواعيد المنتظرة، التي ربما تأتي وربما لا تأتي، كما قال المسرحي البريطاني صموئيل بيكيت على لسان أحد أبطاله (لاكي) في مسرحيته المشهورة " في انتظار جودو".فنحن العرب، في النصف الثاني من القرن العشرين - وما زلنا حتى الآن – نقف على رصيف المحطات في انتظار قطارات كثيرة لم تأتِ، وربما لن تأتي:في انتظار دولة ثورية. وانتظار القائد المنقذ. وانتظار ثورة الجماهير. وانتظار فشل الإقليمية. وانتظار القضاء على الصهيونية والإمبريالية". ولكن كل هذه المواعيد المجانية والخيالية لم تأتِ، كما قال المفكر والأكاديمي المغربي كمال عبد اللطيف، نقلاً عن المفكر المغربي الآخر علي أومليل.("مفاهيم ملتبسة في الفكر العربي المعاصر"، ص93).rnحقائق الواقع تناقض ما كنا نريد!والمفارقة الملفتة للنظر، إن ما حصل، وما تمَّ حتى الآن، وأن ما كان منتظراً أن يحصل، حصل ضده تماماً! ونحن الآن، نشاهد يوماً بعد يوم – مثلاً - نجاحات الإقليمية العربية، أكثر مما نشاهد فشلها. ويبدو أن ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram