TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: المطلوب عربياً

خارج الحدود: المطلوب عربياً

نشر في: 6 إبريل, 2010: 05:42 م

حازم مبيضين مع توقف المفاوضات على المسار الفلسطيني، تتحدث التقارير عن استبعاد إجراء مفاوضات سلام بين اسرائيل وسوريا قريباً، لسببين الأول هو عدم استعداد اسرائيل للإنسحاب من الجولان، والثاني يتعلق برفض سوريا قطع علاقتها مع ايران وحزب الله،  مثلما تتحدث عن خطة اسرائيلية مثيرة للسخرية مفادها بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية،
 والقيام بتبادل للاراضي بين سوريا والاردن ولبنان وإسرائيل، وكأن الأراضي قطع شطرنج يمكن اللعب بها، ورسم خرائط جديدة تتجاهل المشاعر والمصالح الوطنية، ويعني هذا أن المحاولات الدولية لاستئناف التفاوض بين السوريين والاسرائيليين سواء تبنتها تركيا أو بذلتها فرنسا أو توسطت فيها الولايات المتحدة ليست أكثر من هدر للجهد أو لعب في الوقت الضائع.منطق القوة الإسرائيلي هذا يستند إلى غياب الضغط الدولي والاميركي على وجه الخصوص، وهو ما شجع حكومة نتانياهو على استقبال المبعوث الاميركي جورج ميتشيل، بيافطات ملأت الشوارع تعلن أن باراك حسين أوباما هو عدو إسرائيل، وبالرغم من تزايد الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، فان المؤسف أن العرب لايغتنمون الفرصة لتحسين موقعهم التفاوضي، خصوصاً  أن من المنتظر تفعيل الضغط الأميركي، إذا هدد الواقع الراهن مصالح الولايات المتحدة، فأجبرها على محاصرة الدولة العبرية دولياً، وبما يسمح بكشف الخطاب الإيراني المتطرف الذي يستغل كل مناسبة لمناكفة واشنطن بزيادة دعمه للاصوليين سواء في لبنان أو قطاع غزة.إسرائيل لن تتمكن الى مالا نهاية من مواصلة رفض الضغوط الأميركية، وواضح أن هذه الضغوط ستتحول إلى الجانب العربي بعد ذلك، ويعتقد كثيرون أن الفلسطينيين لن يقبلوا الرؤية الاميركية للحل، على اعتبار أنها لن تختلف عن خطة كلينتون التي رفضها الراحل ياسر عرفات، غير أن استباق إجبار نتنياهو على الخضوع لإرادة المجتمع الدولي وإرادة واشنطن في التوصل إلى حل سلمي شامل يعيد الجولان للسيادة السورية، ويقيم الدولة الفلسطينية على الارض المحتلة منذ العام  1967 بالتوهم أن العلاقات الاميركية الاسرائيلية ستستمر سمنا على عسل، يجب أن لايقف حائلاً دون استمرار خطط البناء، وإرساء دعائم الدولة الفلسطينية على الارض وتحويل المناطق المحتلة إلى دولة فعلاً لاينقصها غير الاعتراف الدولي بحدودها . يربط البعض الموقف الاميركي تجاه اسرائيل وإيران، ويرون أن تصلب السياسة الأميركية حيال إيران، هو الذي يمنحها دالة اجبار الدولة العبرية على قبول رؤيتها لحل الدولتين، غير أن واشنطن لا تستهدف النظام الإيراني بشكل عملي، وعلى العكس فانها تمد له يد التعاون والحوار، وتفضل الخيار الدبلوماسي، وهنا تتضح المناورة الإسرائيلية، التي تسعى للاقناع بانها غير قادرة على الوفاء باستحقاق السلام بسبب الخطر الإيراني، لكن الواضح والجلي أن التعنت الاسرائيلي ينبع من قناعات دينية وقومية وأمنية، خاصة ونحن نعرف أن ايران هي المستفيد الاكبر من جمود العملية السلمية، وذلك بسيطرتها على تنظيمات فلسطينية كحماس، واستخدامها في مناكفة دول الاعتدال العربية الساعية إلى السلام الشامل والعادل. وصلت واشنطن متأخرة الى قناعة أن حكومة نتنياهو هي أكبر المعرقلين للجهود السلمية، كما وصل الرأي العام الأمريكي الى هذه القناعة، ولذلك أيد 71% من اليهود الأمريكيين ممارسة الضغوط على الإسرائيليين والعرب لتحقيق السلام، والمهم أنه تتوفر لدى  إدارة أوباما وسائل متعددة للضغط على حكومة نتنياهو، والمهم أكثر أن يسعى العرب لترجمة ذلك إلى واقع يخدم قضية السلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram