عامر القيسيrnفي اكثر من تصريح لقادة سياسيين عراقيين ، تعليقا على تفجيرات الاحد الماضي ، هناك شبه اجماع على ان التفجيرات الاجرامية هي عمل سياسي بالدرجة الاولى . وترى صحيفة واشنطن بوست" ان استمرارالتجاذبات حول شكل الحكومة المقبلة قد يتحول الى مزيد من العنف" .
بصريح العبارة: ان التفجيرا ت التي حدثت الاحد وتواصلت الاثنين وربما ستستمر ،حسب السياسيين انفسهم ،الى زمن آخر هي صنع سياسي عراقي بامتياز وان اختلفت ايادي التنفيذ . كلام السياسيين لم نخترعه ولم نسمعه من فضائيات كواكب اخرى . انهم يقولون بالفم الملآن ان قوى سياسية تقف وراء تفجير الوضع الامني ولكن من دون ان يسموها ، ولا حتى يلمحوا لها لكي يستطيع المواطن التعرف ، من باب التلميح ، الى الجهات التي تقف وراء هذا الاجرام بحق الناس. عند هذه النقطة ينبغي التوقف والتأمل والاستنتاج ، والبحث بكل جدّة وروح وطنية وانسانية ،عن الجهات التي وقفت وتقف وراء اعمال الموت هذه ، وكشفها واحالتها الى القضاء لمقاضاتها ، والتوقف نهائيا عن تعليق الاسباب على شماعة القاعدة ، لان القاعدة مجموعة اشخاص يقومون بتنفيذ اهداف سياسية محددة ، وبالتالي فانها اداة منفذة في الواقع السياسي العراقي وليست اداة تشريع واختيار وتوقيت. حجم القاعدة لدينا ليس كما في افغانستان أو الباكستان أو كما كانت عندنا حتى أوائل 2007 لقد انزاحت من المعادلة الامنية عندما دمرت قدرتها على توجيه الاحداث ، واصبحت ، في فترات متباعدة ، تنتقي هدفا ، وربما عشوائيا ، لتعلن اعلاميا عن وجودها ، ولكن .. ان تنطلق اعمال العنف بهذه الصورة والكثافة ، فهذا امر ينبغي ان لايمر مرور الكرام ، كما هو الحال مع التفجيرات في الاحد الدامي والاربعاء الاسود والجمعة المنكوبة .. الخ .ان تنطلق بعد تهديدات على مستوى عال ، وبعد ان تبين للبعض ان الحصاد ليس كما يشتهون. ان تنطلق مع تعثر الحوارات السياسية لتشكيل الحكومة...ان تنطلق بعد ان عرفت الحجوم السياسية وظهرت احتمالات تحالفات القادة ...ان تنطلق مع كل هذه المعطيات الواضحة المعالم والاشارات والايحاءات والتصريحات ، فهذا يعني ان داخل بيتنا أكثر من يهوذا وأكثر من حصان طروادة !وهذا يعني ان عنصر الضربة المفاجئة سيبقى قائما ، والتوقيت سيبقى خارج السيطرة ، والاحتمال سيبقى قائما ، ولكن ..اين ومتى وعلى من ؟ هذه هي الاسئلة التي يتوجب معرفة الاجابات عليها بدقة ومهارة ، وعدم ترك الامور لردود الافعال على الجرائم التي ترتكب يوميا بحق الناس البسطاء الذين يبحثون عن قوتهم اليومي خاج دوائر السياسة وتجاذباتها ومصالحها وقسوة آلية فرض شروطها!ولكنهم الذين يدفعون الثمن كاملا عندما يتحاور السياسيون بالمفخخات !!
كتابة على الحيطان :عندما يدفع البسطاء الثمن
نشر في: 6 إبريل, 2010: 08:33 م