ترجمة/ المدىتحدث الرئيس الأمريكي الجديد ببلاغة عن رؤيته لعالم بلا أسلحة نووية. انه هدف بعيد لن يتحقق في خلال رئاسته- أو حتى عدة أعوام بعده، ولكنه، وفي مرحلة خطرة، يتخذ عدة خطوات مهمة لجعل العالم أكثر أمناً، داعياً الى دعم الولايات الأميركية المتحدة في محاولتها لتحديد الطموح النووي الإيراني والكوري وغيرهما من الدول. وبعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة،
نجد ان الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان معاً أكثر من 20,000 قطعة سلاح نووية وقد جدد اوباما مفاوضات الحد من تلك الأسلحة، وفي أواخر هذا الأسبوع سيوقع مع ميدييف- روسيا، اتفاقية جديدة( الأولى منذ عام2002)، والتي ستقلص اعداد الرؤوس النووية الاستراتيجة من الطرفين من 2،200 الى 1,500. ففي الأسبوع الماضي أعلن اوباما عن موقفه تجاه الأسلحة الذرية. وتلك الوثيقة تقلص الحالات لتي ستستخدم أميركا فيها الأسلحة النووية. وكان آخر مراجعة لها تمت عام 2002 – عهد جورج وبوش – وأعطى للأسلحة النووية دوراً بارزاً، في الدفاع عن البلاد وحلفائها، وإنها تستخدم ايضاً ضد الأعداء الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أو حتى ضد القوات العادية.أما المراجعة الجديدة فتقول ان" الدور الرئيسي" للأسلحة هو" الحيلولة" دون حدوث هجوم على الولايات المتحدة أو حلفائها، ويمكن في هذه الحالة استخدام الأسلحة النووية ضد دول غير نووية، حتى في حالة شنها هجوماً بأسلحة غير تقليدية.ان هذه الفقرة، تنطبق على تلك الدول المنظمة لاتفاقية منع انتشار الأسلحة الذرية- أي ان، كوريا الشمالية وإيران- هما خارج هذا النطاق. وكان من الأفضل لو إن اوباما اختار تعبير:" إن مهمتها الوحيدة – أي الأسلحة الذرية هي حيلولة وقوع أي هجوم نووي". ولا يستطيع ان يفكر في ان الولايات المتحدة ستلجأ مستقبلاً الى استخدام السلاح النووي مرة اخرى. فإن أسلحتها التقليدية وتفوقها العسكري كفيلان بالدفاع عن أي تهديد. وكان اوباما حكيماً في منح الإرهاب النووي وتكاثره الأولية في جدول الاستراتيجية المركزية. وقد أحس الشعب الأمريكي بالسعادة لتصريحات اوباما:" لن نطور بعد اليوم الرؤوس النووية". اجل نحن لسنا في حاجة الى الرؤوس النووية.ومراجعة اوباما الأخيرة لعالم بلا سلاح نووي، تطلب المزيد من التقليل والحد من هذا المجال، من الجانب الروسي، مشيراً الى أن محادثات المستقبل ستركز على الـ15,000 رأس نووي، في الجانبين الروسي والأمريكي، وكذلك الأسلحة النووية – قصيرة المدى. إن الولايات المتحدة تمتلك 500 قطعة سلاح نووية تكتيكية، وتمتلك روسيا 3,000 أو أكثر وهي معرضة للسرقة. والاتفاقيات من هذا النوع تتطلب عدة أعوام لاكتمالها، وعلى أوباما وميدييف البدء في المحادثات في الوقت الحاضر- ولابد ايضاً من القول ان اوباما قد أشار ايضاً الى الأسلحة الصينية أيضاً في مراجعته. إن اوباما قد التزم الحفاظ على سلامة وأمن أميركا وأسلحتها النووية من المخزون الاحتياطي، وقد دعم ذلك حالياً بتخصيص 624 مليون دولار إضافي من الميزانية العام المقبل من اجل المختبرات النووية، كما خصص 5 بلايين دولار للأعوام الخمسة القادمة لبناء أسسها المتداعية، مضافاً الى الدعم المالي الذي قدمه للأسلحة التقليدية المتقدمة.ان هذه الخطوات لا تعتبر كافية بالنسبة لمنتقدي سياسة اوباما والقائلين بأنه يعمل الى إضعاف قوة الدفاع الأمريكية، وقد ترتفع الأصوات بدرجة اعلى عندما يأتي الوقت لإقرار معاهدة "ستارت" الجديدة مع روسيا.عن/ النيويورك تايمز
سياسة نووية جديدة
نشر في: 7 إبريل, 2010: 05:37 م