بغداد/ نورا خالد تصوير/مهدي الخالدييقف بعربته المملوءة بأشرطة التسجيل للمطربين القدماء والأفلام العراقية القديمة، في باب المعظم يوميا منذ الصباح وحتى المساء ليبيعها الى محبي الطرب  والفن الأصيل،لكنني لم التقه في باب المعظم وانما وجدته واقفاً بعربته في شارع المتنبي لانه يأتي الى هذا الشارع في أيام الجمع فقط، تجمع حوله العديد من رواد هذا الشارع ليسألوا عن أشرطة لمطربي ومطربات
 اشتهروا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وما لفت انتباهي ان الواقفين لم يكونوا كبارا في السن فقط وانما كانوا من جيل الشباب الذين لم يروا هؤلاء الفنانين وانما سمعوا أغنياتهم وعشقوها وفضلوها على ما يذاع من اغان للمطربين الجدد. انه قارئ المربعات عدنان الشيخلي الذي حدثنا عن تجربته في غنائه للمربعات وقصة بيعه لأشرطة التسجيل في هذه العربة قائلاً: بدأت العمل في التلفزيون منذ عام 1966 وكنت أؤدي المربعات البغدادية مع فرقة المربعات التي تضم مجموعة من الفنانين اذكر منهم الفنان عكلة علي، ومع ان المربعات تحتاج الى نظم شعر مناسب لكل مناسبة لذلك كان هنالك شعراء مختصون في كتابة المربعات منهم الشاعر الراحل إبراهيم الشيخلي والراحل الشاعر كامل حيدر والشاعر الراحل كاظم الرويعي وحسن الخزاعي وغيرهم من الشعراء. وعن رواد المربعات البغدادية  فقد حدثني الشيخلي قائلاً: أول من غني المربع البغدادي سلمان السائق من منطقة الفضل وجمو الشيخلي من باب الشيخ كذلك اشتهر جاسم الشيخلي وكامل الكرخي وعكله علي في المربعات البغدادية.اما الأصوات الشابة التي اشتهرت في المربعات البغدادية فهي علي شاكر وحسين الداودي وأحمد عواد وفالح النعيمي وغيرهم آخرون.لنتحدث الآن عن العربة وبيع الأشرطة ومن هم الفنانون الذين تبيع أشرطتهم فقال الشيخلي: اعمل على هذه العربة منذ 35 عاما أبيع أشرطة الفنانين والفنانات القدامى من محمد القبانجي الى حسين نعمة، وأكثر أشرطة الفنانين مبيعاً للمطربين يوسف عمر وناظم الغزالي، ومن المطربات منيرة الهوزوز وصديقة الملاية ومن الجيل الذي جاء بعده المطربات زهور حسين ووحيدة خليل وعفيفة اسكندر.وأضاف: لا تقتصر عربة (أصوات لا تنسى)على أشرطة التسجيل وانما تحتوي أيضاً على الأفلام السينمائية العراقية منذ ظهورها وأكثرها مبيعاً هو فيلم (سعيد أفندي) الذي قام ببطولته الفنان يوسف العاني.وعن أسعار الأشرطة والأفلام قال الشيخلي: تختلف الأسعار ان كانت صوتاً فقط او صورة وصوتاً فالشريط التسيجيلي لا يتعدى سعره الف دينار، اما الفيلم فسعره أربعة ألاف دينار.اما عن الزبائن فهم من مختلف الاعمار فهنالك عدد من الشباب غالباً ما يترددون عليَ لشراء ما يرغبون به من أشرطة وأفلام قديمة، كما ان هناك زبائن يتعاملون معي منذ 30 عاماً ممن يعشقون الأصالة والفن القديم.وشكا الشيخلي وضعه المعيشي وحاجته وهو في هذا العمر المتقدم.