TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : وسائط النقل

كلام ابيض : وسائط النقل

نشر في: 7 إبريل, 2010: 06:39 م

كريم محمد حسين الغياب الطويل لمراقبة سيارات النقل الخاص جعل منها ازمة متفاقمة، وجعل منها أخطبوطا وضع اذرعه في كل مكان مع تزايد كبير في  الاستيراد، ومن دون ضوابط معينة تتحكم في عملية الاستيراد ونوعية المركبات الداخلة، واغلبها مركبات مخصصة للتاكسي، او مركبات نوع (كيا) للاجرة، فنراها اليوم وكل يوم تتكدس هذه المركبات فتثقل الشارع وكاهل المواطن، والاداء الحكومي،
سواء في مجال المرور والشوارع التي هي اصلا مقطعة الاوصال بالحواجز والاجراءات الامنية، ناهيك عن الشوارع المتروكة من دون اكساء، او بسبب الحفريات وعمل الامانة في عملية الاعمار والمجسرات، اضافة الى اقامة معارض السيارات وسط الجزرات الوسطية، اوامام اماكن تكثر فيها حركة المارة والمركبات الخاصة، ويعمد البعض الى اقامة مزادات للسيارات المستوردة من الخليج خصوصا، ويقام هذا المزاد وسط الاحياء، واحيانا في الشوارع الخدمية، اما من ناحية مركبات النقل الخاص وخاصة التاكسي فهؤلاء اجتاحوا الشارع  وباتوا هم من يتحكم بأجور التاكسي بأسعار كبيرة، ومبالغ فيها، وعلى سبيل المثال اجرة تاكسي من ساحة عدن في الكاظمية الى ساحة النصر، اصبحت تساوي 12الف دينار، اي اجرة راكب واحد ذاهب الى كركوك، وامثلة كثيرة وظواهر لاحصر لها، واغلب اصحاب هذه المركبات يتذرعون اما بالزحامات ونقاط التفتيش واما بالبٍنزين، وهكذا تدار العملية وسط غياب الاجراء الحكومي والقانوني في المعالجة، علما ان الشوارع هي هي، فحتى اللحظة لاشارع جديدا فتح او توسعا في المدينة من الناحية العمرانية حصل، انما الحال كما هي نفس الاحياء والازقة، بل زادت ازمات اخرى، مثل النزوح الى المدن من المحافظات المجاورة، بسبب البطالة وتردي دخول المواطنين، فامتلأت الشوارع وارتفعت اسعار العقارات في البيع والايجار، وبطبيعة الحال ينسحب هذا الحال على الاجور الاخرى وارتفاعها، ومن ضمنها وسائل النقل. واذا ما وجد رقيب ما في ساحة او في مرأب تراه متضامنا مع سائق المركبة، كون الاخير يدفع بالتي هي أحسن، وهكذا تبقى الحال كما هي عليه، وتتزايد اعداد السيارات بينما الشوارع في حالة تقلص وانسداد، والمزيد من الاختناقات، ونضيف إليها ظاهرة مواكب المسؤولين التي غزت الشارع وبلا مشروعية، منتهكة كل شيء لتضفي انطباعا يجعلك تتمنى ان تلازم بيتك ولا تخرج منه أبدا.كلنا في انتظار خطوات جادة في تفعيل قوانين تلجم هذه الظواهر وتوقفها عند حدها، والتسريع بانجاز المشاريع التي طال الانتهاء منها، وتجاوزت المدة المقررة للانجاز، كذلك المتابعة الحثيثة لعمال النظافة الذين يملأون الشوارع من دون فائدة واضحة، انها دعوة مخلصة للعمل وايجاد الحلول لا اكثر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram