TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :بوابة العراق

كردستانيات :بوابة العراق

نشر في: 9 إبريل, 2010: 05:14 م

وديع غزوانيخطىء من يظن ان الاستقرار السياسي والامني وحدهما, على اهميتهما, كانا العاملين الرئيسيين في جذب رؤوس الاموال والشركات الى إقليم كردستان للتنافس على تنفيذ مشاريع مهمة في كل المجالات ما كان لها ان تنفذ لولا دخول هذه الشركات للعمل..
 بل نجزم بان العامل الاساس في ذلك كان تلك السياسة المتوازنة والعقلانية التي اتبعها المسؤلون الكردستانيون في بناء منظومة علاقات دولية واقليمية وعربية صبت في صالح شعوب الجميع . وبدون مبالغة فقد اثبت المسؤولون في الاقليم جدارة وبعد نظر كبيرين في توجيه خطابهم الى حكومات ومواطني تلك الدول على حد سواء , ونجحوا بلغة الاقناع من تغيير قناعات خاطئة لدى بعضهم بشأن سياسات الإقليم ,خاصة المحيط العربي الذي سعى الكثير لتسميمه وتصوير مطالب الكرد بجزء من حقوقهم وكأنه خارج السياقات المأ لوفة.. لذا لم تكن المهمة سهلة لكنها لن تكون مستحيلة , اذا ما توفرت النية الصادقة ووضوح الهدف . واذا كانت العلاقات بين الكرد  والمجتمع الدولي, خصوصاً مع بعض الحكومات التي كانت لها مواقف ووجهات نظر متعارضة والتوجه الكردستاني في المرحلة الماضية التي سبقت 2003, قد شابها نوع من التشنج والفتور, فان الاحزاب والمنطمات والمسؤولين الكرد استعاضوا عن ذلك بتقوية روابط العلاقات مع الاحزاب ومنظمات المجتمع الدولي والشخصيات السياسية في تلك الدول, وابقوا وعلى وفق نظرة بعيدة المدى على خطوط تواصل استثمرت في ما بعد لصالح القضية الكردستانية.. اذا كانت هذه صورة العلاقة مع اطراف اوروبية, فعلينا ان نتصور شكلها في مجال العلاقة مع منظومة الدول العربية ودول الجوار المحكومة بكثير من العقد, بعضها تاريخي والآخر ينبع من مصالح وهواجس خوف نسجتها الاوهام من التجربة الكردستانية الوليدة .لقد ادرك المسؤلون في الاقليم , بان طبيعة العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة الاميركية واوروبا لايمكن ان تكون بديلاً عن الحضن الاسلامي والعربي المهم , ليس في مجال الاستثمار فحسب بل حتى في مجال السياسة, فعملوا, بصبرلم تفارقه الجرأة والصراحة المعهودتان لدى الساسة الكرد, وبخطوط متعددة على تطوير العلاقات مع تركيا وايران ومحاولة الوصول معهما, الى تفاهمات وحلول موضوعية لمشكلة العمليات العسكرية التي تتعرض لها  المناطق الحدوديةلهاتين الدولتين. كما فتحوا قنوات اتصال واسعة مع اغلب الدول العربية من خلال المشاركة في المعارض والدورات بأنواعها كل ما اتيحت الفرصة لذلك, في نفس الوقت الذي استثمرفيه المسؤولون الكرد وجود مواطنين كردستانيين في تلك الدول ساعدوا على ان تتطور هذه العلاقات تدريجياً وبمستويات متقدمة حتى في الجانب السياسي.ان الزيارات المتعددة لوزراء عرب الى الإقليم وآخرها زيارة وفد اماراتي برئاسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم امارة رأس الخيمة ولقائه رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة الدكتور برهم صالح , تؤكد ان النجاح هو للسياسة العقلانية غير المتشنجة, التي تنظر لميزان العلاقة مع المحيط العربي بشكله الموضوعي المستند الى التاريخ والجغرافيه والروابط المتجذرة والمتشابكة بين ابنائه.. و كردستان خير نموذج على ذلك.. نموذج يستحق بجدارة ان يكون بوابة العراق المشرعة نحو محيطه العربي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram